العرب تريند

وفد من لجنة المساءلة الطبية وشبكة نساء النهضة يطلع على أثر مبادرة همتنا في البشير

عربي تريند_ قبل سنوات، كان أحد المصابين بمرض السرطان يصرخ في مركز سميح دروزة لعلاج الأورام بمستشفيات البشير متمنياً الموت، ولم يكن يتمنى الموت بسبب الألم، إنما بسبب الواقع المزري للمركز الذي يتعالج فيه، كان ذلك المشهد الذي عاينته رئيسة جمعية “همتنا”، الدكتورة فاديا سمارة، بمثابة الشرارة التي دفعتها لإنشاء مبادرة همتنا لتحسين أوضاع مرضى السرطان في المركز، من خلال إعادة تأهيله وتطويره بالتعاون مع الداعمين والشركاء الاستراتيجيين، وقد كان؛ حيث أعيد تأهيل القسم، وبدأ في استقبال المرضى في شهر كانون أول/ ديسمبر 2021، بمساحة 1400 متر مربع وبتكلفة بلغت نحو مليون ونصف المليون دينار أردني.

شكلت هذه المبادرة، مثالاً على أهمية التكاتف بين كافة الأطراف المعنية في قطاعات الصحة؛ والمجتمع المدني؛ والجهات الحكومية؛ والقطاع الخاص، لتطوير عمل المنشآت الصحية، وأهميتها نابعة من كونها ترسخ حق جميع المرضى بتلقي العلاج النوعي بعدالة وضمن بيئة آمنة وظروف تحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم، كما أن مثل هذه المبادرات، تعد أحد المداخل المهمة لتنفيذ مشروعات البنية الأساسية، ومن الركائز التي تعتمد عليها الدول –وخاصة دول العالم الثالث- في رسم وتنفيذ خطط التنمية المستدامة، كما أنها تحفز النمو الاقتصادي، وتحل مشكلة من المشكلات الكبيرة التي تواجهها تلك الدول، وهي مشكلة إيجاد التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات، خاصة مع وجود عجز دائم ومستمر في موازناتها.

ويبدو الاختلاف واضحاً بين ماضي المركز الذي يشرف عليه مركز الحسين للسرطان بناءً على اتفاقية مع وزارة الصحة وبين حاضره، هذا ما لمسه أعضاء شبكة نساء النهضة، ولجنة المساءلة الطبية في منتدى دعم قطاع العدالة، التابعين لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بعد زيارتهن للقسم الثلاثاء الأول من آذار/مارس 2021، واطلاعهن على سير العمل فيه.مقالات ذات صلة

وأكد مدير المركز الدكتور منذر الحوارات، أن طريقة العلاج والاهتمام بالمرضى داخل المركز لا تختلف أبداً عن طريقة علاج مرضى مركز الحسين للسرطان، فهناك خطة علاجية واضحة المعالم وفق أعلى المعايير المطلوبة، بينما يعالج المركز أورام الرئة والجهاز الهضمي والبروستات والمثانة البولية.

وتابع الحوارات “أننا لا ننكر الكفاءة التي تتمتع بها الكوادر الطبية في مستشفيات البشير، ولم يكن ينقصهم سوى الموارد، وربما أحياناً طريقة تنفيذ العمل، وهذا ما دفعنا لعقد اتفاقيات معهم ليستفيد كل منا من الآخر”.

“أن تضيء شمعة خيرٌ من أن تلعن الظلام”، هذا ما قالته الدكتورة فاديا سمارة، وهي تستذكر فكرة إعادة وتأهيل مركز سميح دروزة للأورام، فهي تعتبر أن على المواطن واجب في التطوير والسعي دون أن ينتظر قيام الحكومات بواجبها، مؤكدة أن التبرع لهذا المركز جاء من جميع الفئات، بما فيهم الأطفال وحتى ممرضات المركز اللواتي لم يكن يعجبهن منظره والخدمات المقدمة فيه.

وقالت “إن هذا المركز لم يعد بالفائدة على المرضى فقط؛ بل على الحكومة أيضاً، فتدريب الكوادر الطبية الذي سيتم داخل المركز سيوفر على وزارة الصحة 8 ملايين دينار سنوياً”، داعية الجميع إلى تبني مثل هذه المبادرات التي تعود بالنفع على الوطن بأكمله.

المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض) سمر محارب أثنت على هذه الجهود الرائدة التي تساهم في التنمية والتطوير وتحسين صحة ورفاهية المجتمع، مؤكدة على ضرورة عدم الاكتفاء بالدعم المعنوي، وإنما المؤازرة فعلياً بما يضمن استدامة هذه المبادرات.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى