المغرب العربي

اجتماع لدول جوار ليبيا في الجزائر اليوم: إسناد المؤسسات الانتقالية ودعم خطة تنظيم الانتخابات

عربي تريند_ يبدأ اليوم الإثنين في العاصمة الجزائرية، الاجتماع الوزاري التشاوري لدول الجوار الليبي، بمشاركة رفيعة لوزراء خارجية دول الجزائر وليبيا ومصر وتونس وتشاد والنيجر، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

ووصل وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا يان كوبيتش مساء أمس الأحد إلى الجزائر، وكذلك وزيرا خارجية النيجر وتشاد، للمشاركة في الاجتماع الذي يأتي قبل أشهر من تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرّرة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، ويشارك فيه أيضاً نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الكونغو الديمقراطية، ممثلاً للرئيس الكونغولي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

ويبحث الاجتماع ورقة سياسية سيتضمنها “بيان الجزائر” الذي سيصدر في ختام الاجتماع، وتتضمن التزام دول جوار ليبيا بإيجاد حلّ سياسي سلمي يُسهم في إخراج ليبيا من الأزمة، والالتزام بدعم وإسناد مؤسسات الحكم الانتقالي في ليبيا، والتي انبثقت عن تفاهمات الحوار الليبي، وحث الأطراف الليبية على الإسراع في الانتهاء من باقي الخطوات السياسية لتوفير إطار أمثل لمرحلة تركيز مؤسسات الدولة الليبية الجديدة وإعادة الإعمار، وضمان إسناد ودعم هيئة الانتخابات في ليبيا عبر الأمم المتحدة، لضمان تنظيم الانتخابات في أفضل الظروف، وشجب محاولات التدخل الأجنبي في ليبيا، والمطالبة بإخراج كلّ القوات الأجنبية من البلاد.

واستبعدت الجزائر من الاجتماع الدول المتدخلة في الأزمة الليبية، والتي ليست لديها حدود جوار مع ليبيا. وتسعى الجزائر من خلال هذا الاجتماع، إلى منع عودة ليبيا لفترة انزلاق الأوضاع الأمنية والمواجهة العسكرية السابقة، وتثبيت حالة الاستقرار الحالي، والبناء عليها لإتمام مسارات الحل السياسي في ليبيا، خصوصاً أن التوترات تلك كانت تشكل مأزقاً أمنياً بالنسبة لدول جوار ليبيا، باعتبارها الظرف الأمثل لنشاط المجموعات الإرهابية وشبكات تهريب السلاح والجريمة وتهريب البشر.

واستقبل وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مساء الأحد، نظيره التونسي عثمان الجرندي، حيث جرى التطرق إلى خارطة طريق لإجراء الانتخابات في ليبيا. وقال الجرندي في تصريح صحافي عقب اللقاء، إن “هناك خارطة طريق. نحن هنا في الجزائر للنظر في الأوضاع الليبية، وفي إمكانية مساعدة الأخوة الليبيين للتوجه نحو تطبيق هذه الخارطة والتحاور معهم حول أنجع السبل للوصول إلى الاستحقاقات”، مشيراً إلى أن “كل دول الجوار تود أن ترجع ليبيا إلى مكانتها، وأن تلعب دورها في استقرار المنطقة”، مشيراً إلى أن “هناك محيطاً جيو سياسياً كبيراً جداً، وعلينا أن نتحاور في شأنه”.

وقال وزير الخارجية الكونغولي جون كلود غاكوسو، إن الوضع السائد في ليبيا مقلق، مشيراً في تصريح صحافي عقب لقائه مع لعامرة، إلى أن “ليبيا تُعدّ مأساة لا تنتهي، لكن هناك بصيص أمل يلوح مع الانتخابات المقبلة المزمع تنظيمها في شهر ديسمبر، ويجب العمل من أجل توفير عناصر تنظيم هذه الانتخابات”، لافتاً إلى أنه يتعين إدانة التدخلات وكثرة الأجندات الأجنبية في ليبيا، مضيفاً: “لا تزال هناك صعوبة في العمل مع تواجد الجيوش الأجنبية في ليبيا والفرقاء المرئيين وغير المرئيين، في هذا البلد”، مشدداً على “ضرورة ترك الليبيين يقررون بأنفسهم”.

واعتبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، أن اجتماع الجزائر “يمثل فرصة لمزيد من التشاور والتنسيق، حول مستجدات الأوضاع في ليبيا وسبل دعم مبادرة استقرار ليبيا، وهي المبادرة التي أطلقتها المنقوش خلال مؤتمر برلين 2، لإنهاء كلّ أشكال التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، في خطوة لعقد مؤتمر دولي تترأسه وتحتضنه ليبيا، وبمشاركة كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف الليبي، بهدف تحقيق الأمن والاستقرار على كامل التراب الليبي، وتوحيد مؤسسات الدولة السيادية، وعلى رأسها العسكرية والأمنية، وصولاً إلى الاستحقاق الانتخابي في الموعد المحدد”.

وسيكون المؤتمر فرصة للقاءات على الهامش بين وزراء الدول المشاركة، خصوصاً اللقاء بين وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، ووزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية نجلاء المنقوش، لبحث ملف الحدود البرية بين البلدين، والأزمة السياسية الأخيرة بين ليبيا وتونس، على خلفية تصريحات رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، وقضية تواجد الارهابيين على الحدود التونسية الليبية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى