المغرب العربي

ليبيا.. احتجاجات الكهرباء بطرابلس تحاصر حكومة الوفاق

تخشى حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، من أن تتطوّر الاحتجاجات الشعبية المستمرة في العاصمة طرابلس على أزمة الكهرباء إلى انتفاضة ضدّها، بعد إطلاق دعوات لإسقاطها.

وتشهد العاصمة طرابلس هذه الأيام مظاهرات شعبية متصاعدة احتجاجا على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي لفترات طويلة، حيث تخرج يوميا في أغلب أحياء العاصمة مسيرات غاضبة على تدهور الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات الأساسية وتفاقم أزمات السكان، سرعان ما تحولت إلى مطالب لإسقاط الحكومة.

وشكلت درجات الحرارة المرتفعة حافزا إضافيا للمتظاهرين للخروج إلى الشارع، مطالبين بتوفير حلول عاجلة للمشكلة، محذرين من احتجاجات أوسع إذا لم يتم إعادة تشغيل كامل للشبكة الكهربائية في الأيام القادمة.

وتعاني العاصمة طرابلس وبعض مدن الغرب الليبي، من أزمة كهرباء، انضافت لأزمات معيشية أخرى يتخبّط فيها المواطن الليبي على غرار انعدام السيولة وغياب الأمن وسطوة الميليشيات المسلحة على أغلب مظاهر الحياة في العاصمة، يقابلها عجز حكومي على حلّها.

عبد الإله المرابط يشعر بالإحباط والبؤس، بسبب عدم تمّكن أبنائه الذين يجتازون امتحانات نهاية السنة من مراجعة دروسهم، فالظلام الدامس الذي يعمّ البيت والحرارة المرتفعة في أرجائه قد ينتهي بهم إلى الفشل في الدراسة.

وفي تصريح لـ”العربية.نت”، أوضح المرابطي الذي يقود الاحتجاجات في حي “النوفليين” بطرابلس، أن انقطاع التيار الكهربائي يصل يوميا إلى 17 ساعة، قائلا “هذا الوضع أصبح لا يطاق، نحن نغرق يوما بعد يوم في المشاكل، والحكومة عاجزة عن نجدتنا، إذا كانت غير قادرة على خدمة شعبها، يجب أن ترحل، يكفي من هذا العبث”.

وأشار المرابطي إلى أن أغلب القطاعات الحيوية في العاصمة طرابلس تأثرت بأزمة الكهرباء، حيث باتت أغلب المحلاّت التجارية غير قادرة على خدمة زبائنها، مثل المقاهي والمخابز ومحلاّت بيع المواد الغذائية، وصارت أبوابها مغلقة طيلة اليوم، في وقت أكدّت فيه شركة الكهرباء استمرار الأزمة.

وبرّرت الشركة في بياناتها، الانقطاع المتكرر في الكهرباء بارتفاع درجات الحرارة، وتزايد الأحمال على الشبكة الكهربائية نتيجة للاستهلاك غير المبرر من قبل بعض القائمين على هذه الأنشطة، سواء كانت التجارية أو الصناعية، ودعت المواطنين إلى ترشيد استهلاك الطاقة وعدم الإسراف المبالغ فيه.

وكان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، حذّر السبت الماضي، من انهيار كامل للشبكة الكهربائية، في حال لم تتعاون المناطق والبلديات مع الشركة العامة للكهرباء في أوقات طرح الأحمال.

وعادة ما يسجلّ فصل الصيف في العاصمة طرابلس خلال السنوات الأخيرة، تظاهرات مماثلة، بسبب زيادة معدلات انقطاع الكهرباء، لكن احتجاجات الصيف الحالي قد تكون مختلفة، إذ تتزامن مع احتقان شعبي تجاه الأوضاع السياسية والاجتماعية، وشعور بالإحباط تجاه الوضع السياسي الحالي، في ظلّ استمرار تغلغل الميليشيات المسلّحة في مفاصل الدولة، وتعطل عمليات التسوية.

وفي حال لم يتم تحسين قطاع التيار الكهربائي، فإنّ التوقعات تجمع على إمكانية اتساع حركة الاحتجاج وتزايد حدتها في ليبيا، حيث أطلق نشطاء دعوات للخروج في مظاهرات نهاية الأسبوع الحالي، للمطالبة برحيل المسؤولين الحاليين العاجزين عن حل مشاكل المواطنين، والتسريع في إجراء انتخابات.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى