العالم تريند

لوفيغارو: نتنياهو في مواجهة مخاطر العملية البرية في غزة

عربي تريند- تَساءَلتْ صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تحت عنوان: “نتنياهو في مواجهة مخاطر العملية البرية في غزة”، إن كانت يدُ بنيامين نتنياهو ترتعش؟ مُذَكِّرَةً بأنه، بعد ساعات قليلة من هجوم “حماس”، يوم السبت السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تل أبيب “في حالة حرب، وسننتصر”. واليوم، وبعد 19 يوماً، وبينما يقول الجيش إنه مستعد لشن عملية برية في قطاع غزة، يبدو متردداً في إعطاء الضوء الأخضر. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن بعض الجنرالات يستغربون من هذا “التردد والخوف”.

ومع مرور الوقت، باتت الشائعات حول التوترات مع هيئة الأركان العامة قوية للغاية، لدرجة أن رئيس الحكومة ووزير الدفاع، يوآف غالانت، بذلا جهداً لنفيها، مشيرين إلى “تعاونهما الوثيق والكامل”. ومرة أخرى، وفقاً للصحافة الإسرائيلية، فإن جنرالات الجيش الإسرائيلي يشككون علناً في كفاءة بعض وزراء نتنياهو الرئيسيين. والأخير، من جانبه، يواصل نسب ما يسمى في إسرائيل بـ ”فشل 7 أكتوبر” إلى الجيش وأجهزة المخابرات، تضيف “لوفيغارو”.

لوفيغارو: نتنياهو قادر على القيام بتحريفات وتغييرات لضمان بقائه، لكن احتمال المخاطرة بحياة الجنود الإسرائيليين كان يخيفه باستمرار

مما لا شك فيه أن إحجام نتنياهو عن إعطاء الضوء الأخضر لعملية برية واسعة النطاق تفسّره الرغبة في إنقاذ ما يقرب من 220 رهينة لدى “حماس”، والذين تتظاهر عائلاتهم، كل مساء، أمام وزارة الدفاع في تل أبيب. ومن المؤكد أن الضغوط الخارجية تؤثر أيضًا في الميزان: وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، بعد إطلاق سراح امرأتين أمريكيتين، طلبت واشنطن من الإسرائيليين في البداية إعطاء الأولوية للمفاوضات من أجل تحرير الرهائن المتبقين. علاوة على ذلك، يخشى الأميركيون والأوروبيون اندلاع حريق إقليمي، تشير الصحيفة.

العمليات محددة الأهداف
لكن تحفّظ بنيامين نتنياهو ربما يعود أيضاً، وبشكل أكثر جوهرية، إلى شخصيته.. فمع أنه يستخدم الخطابة العسكرية بسهولة، إلا أنه عندما يرسل جنوداً إلى ساحة المعركة، فإنه كثيراً ما يُظهِر الحذر، كما لو كان مشلولاً بسبب العواقب المحتملة للخطوة.

ففي الساعات التي تلت هجوم “حماس”، تولّى بنيامين نتنياهو على الفور دور أمير الحرب. وأعلن حشد 300 ألف جندي احتياطي، ووعَدَ العدو بالرد “على نطاق وكثافة لم يسبق لهما مثيل”.

وذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي مرتدياً سترة مضادة للرصاص إلى ضواحي غزة لزيارة أحد الكيبوتسات المدمرة، والالتقاء بالجنود الذين من المفترض أن يشاركوا في العملية البرية. كما توجه إلى الحدود الشمالية، هذه المرة لتحذير “حزب الله”. وحذّرَ من أنه إذا تدخلت الميليشيا الشيعية في الصراع بين إسرائيل و”حماس”، “فسيضرب الجيش الإسرائيلي العدو بقوة لا يستطيع حتى أن يتخيلها، وستكون مدمرة للدولة اللبنانية”. وأشار الجيش الإسرائيلي، منذ ذلك الحين، إلى أنه مستعد لشن الهجوم. ولكن بعد اجتماع طويل مع حكومته الحربية، اختار رئيس الوزراء تأجيل تفعيلها.

ومضت “لوفيغارو” مُذكِّرَةً أنه، في بداية تموز/ يوليو عام 2014، ردًا على اختطاف ثلاثة شبان إسرائيليين في الضفة الغربية، ثم إطلاق العديد من الصواريخ باتجاه إسرائيل، وافق نتنياهو على حملة قصف ضد قطاع غزة. ولكنه، بعد أسبوعين، ماطل، عندما ضغط عليه قادة الجيش والجناح اليميني في ائتلافه ليأمر بالتدخل البري لتدمير الأنفاق التي حفرتها “حماس”. واستنكر وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان “التردد”. وبعد عدة أيام من التردد، أعطى بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر أخيراً.

و في أوائل عام 2010، وفقًا لوزير دفاعه السابق إيهود باراك، كان بنيامين نتنياهو على وشك إصدار أمر بضربات جوية ضد المواقع النووية الإيرانية، لكنه استسلم في اللحظة الأخيرة أمام اعتراضات هيئة الأركان العامة، وبناء على نصيحة الحليف الأميركي. ومنذ ذلك الحين، وعلى الرغم من تهديداته المتكررة، فقد فضل استخدام العمليات الخاصة فضلاً عن الدبلوماسية النشطة لمنع طهران من الحصول على القنبلة النووية، وذلك عبر تخريب أجهزة الطرد المركزي باستخدام فيروسات الكمبيوتر، واغتيال العلماء، وسرقة أرشيفات تخص البرنامج النووي الإيراني.

المنافسون المحتملون
وأوضحت “لوفيغارو” أن كتاب سيرة بنيامين نتنياهو طرح عدة تفسيرات لرد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحَذِر.

في عام 2010، كان بنيامين نتنياهو على وشك إصدار أمر بضربات جوية ضد المواقع النووية الإيرانية، لكنه استسلم في اللحظة الأخيرة

ويؤكد البعض أنه قبل كل شيء “ساحر” سياسي، قادر على القيام بتحريفات وتغييرات غير محتملة لضمان بقائه، لكن احتمال المخاطرة بحياة الجنود الإسرائيليين كان يخيفه باستمرار. ويستشهد آخرون بالخبرة التي اكتسبها من خدمته العسكرية، في وحدة النخبة التي كان تخصصها قيادة الهجمات على أراضي العدو، فضلاً عن ظل شقيقه يوني، الذي قضى في القتال خلال الغارة التي شنّت على مطار عنتيبي الأوغندي في عام 1976.

وفضلاً عن العمليات محددة الأهداف، أصدر، منذ ذلك الحين، أوامره بالقضاء على العديد من أعداء إسرائيل بواسطة القوات الخاصة.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، سمح أيضًا بضربات متعددة على الأراضي السورية لمنع نقل أسلحة متطورة إلى “حزب الله” اللبناني.

يؤكد الصحفي أنشيل فيفر، مؤلف السيرة الذاتية المرجعية، أن بنيامين نتنياهو حافظَ دائمًا على شكل من أشكال عدم الثقة تجاه قادة جيش الدفاع الإسرائيلي. وحذر عدد منهم، وهم من النخبة العمالية القديمة، من تزايد الاستقطاب في المجتمع الإسرائيلي في ظل حكمه، فضلاً عن محاولاته تقويض استقلال القضاء، تتابع “لوفيغارو”.

وفي دولة تسعى، في كثير من الأحيان، إلى وضع نفسها تحت حماية رجل قوي، لدى نتنياهو بعض الأسباب لرؤية هؤلاء الضباط رفيعي المستوى كمنافسين محتملين. ففي عام 1999، خسر في الانتخابات أمام رئيس الأركان السابق إيهود باراك. وفي الآونة الأخيرة، حاول قائد سابق آخر في الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، إنهاء حياته السياسية، على ما تشير الصحيفة الفرنسية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى