العالم تريند

الاحتلال يرد على دعوات “الهدنة الإنسانية” بتوسيع المجازر.. ومطالبات بفحص أسلحة الدمار التي تذيب جلود الغزيين

عربي تريند_ رَدَّ جيش الاحتلال على الدعوة التي أطلقتها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى “هدنة إنسانية”، بالتصعيد من هجماتها وغاراتها العسكرية ضد قطاع غزة، موقعة مئات الشهداء الجدد، ودمرت الكثير من الوحدات السكنية الجديدة، وواصلت إنذاراتها لسكان مدينة غزة وشمالها لمغادرتها إلى مناطق جنوب وادي غزة.

مجازر جديدة
وخلال الساعات الـ 24 الماضية، شنت قوات الاحتلال، حسب ما أعلن الناطق العسكري باسمها، 400 غارة، زعمَ أنها وُجهت لأهداف عسكرية في القطاع.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مجدداً جاهزية جنوده للمرحلة الثانية من الحرب، وأنه ينتظر التعليمات السياسية، وكان يشير إلى الدخول البري إلى قطاع غزة، رغم وجود أصوات من جنرالات الاحتياط، تحذر من الدخول برياً إلى غزة، وأبرزهم الجنرال إسحاق بريك، الذي قال: “ينتظر الجنود هناك مصيدة ضخمة”، مؤكدا أن الخسائر ستكون فادحة.

وعلى الأرض، فضحت أماكن تلك الغارات الجوية ادعاءات جيش الاحتلال، وكذب روايته، خاصة أن الغارات استهدفت أحياء سكنية شمال ووسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى وقوع مئات الشهداء.

وارتفع عدد المجاز التي اقترفتها قوات الاحتلال ضد سكان غزة إلى 600 مجزرة، نتج عنها مسح عشرات العوائل من السجل المدني، كما أدت الغارات الأخيرة على القطاع إلى ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 5300 شهيد و18 ألف مصاب، حسب آخر إحصائية لوزارة الصحة، وقد ارتفع العدد بعد ذلك، بسبب غارات جوية جديدة نفذتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية.

كما لا يزال هناك مئات الشهداء، وغالبيتهم من الأطفال، تحت ركام القصف، بسبب تعثر جهود طواقم الدفاع المدني، التي تعمل بإمكانيات ضعيفة، وبآليات قديمة جداً، استهدف الاحتلال عدداً منها خلال الحرب الحالية.

الأونروا: الضحايا ليسوا مجرد أرقام. إنهم أصدقاؤنا وزملاؤنا. والعديد منهم كانوا معلمين في مدارسنا

ومن بين العدد الإجمالي، هناك 35 موظفاً يعملون في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أن ستة من موظفي “الأونروا”، قضوا جراء غارات إسرائيلية في قطاع غزة خلال 24 ساعة.

وقالت الأونروا إن موظفيها الضحايا “ليسوا مجرد أرقام. إنهم أصدقاؤنا وزملاؤنا. والعديد منهم كانوا معلمين في مدارسنا”، وأضافت: “الأونروا تبكي هذه الخسارة الفادحة” .

وكان من أبرز المجازر تلك الغارة التي استهدفت فيها طائرات حربية إسرائيلية بناية سكنية في مدينة رفح تعود لعائلة العايدي، ما أدى لاستشهاد 48 مواطناً، كما أصيب العشرات بجروح.

ولوحظ أن قوات الاحتلال صعّدت، خلال الساعات الماضية، من غاراتها الجوية على القطاع، كما زادت من هجماتها بالمدفعية التي وجهتها لعدة أحياء سكنية بشكل متعمد، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.

وزادت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة من حجم الدمار في العديد من مناطق القطاع، ومسحت أحياء جديدة، بعد أن ألقت الطائرات أطناناً من المتفجرات على تلك الأحياء في غزة وشمالها، بهدف ترحيل السكان قسراً، كما واصلت استهداف مناطق وسط وجنوب القطاع وارتكبت عدة مجازر جديدة.

ويؤكد حجم الدمار الكبير وعدد الشهداء غير المسبوق أن قوات الاحتلال تستخدم أسلحة جديدة أكثر فتكاً، وقد دعت الجهات المختصة في غزة المؤسسات الدولية للكشف عن طبيعة السلاح المستخدم، والذي يؤدي إلى إذابة جلود المصابين.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية إن الاحتلال يستخدم قنابل ذات قدرات تدميرية هائلة مخصصة لتدمير التحصينات في المناطق الجبلية، مؤكداً أنها لا تتناسب مع طبيعة المنازل السكنية في قطاع غزة، ما يؤدي إلى تدمير منازل عدة في غارة واحدة، ووقوع أكبر عدد من الضحايا، مشيراً إلى أن تلك الغارات تصعب من انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

وتؤكد وزارة الداخلية في غزة أن الكثافة النارية المستخدمة من الاحتلال لم يسبق لها مثيل في غزة.

وعايش سكان قطاع غزة من قبل أربعة حروب وعشرات التصعيدات العسكرية، منذ أن فرضت سلطات الاحتلال الحصار المحكم على القطاع، منتصف العام 2007.

هدنة إنسانية
وقد جاءت الغارات الدامية الجديدة التي شنّتها قوات الاحتلال كردّ على دعوة المفوّض الأعلى للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى ضرورة التوصل إلى “هدنة إنسانية فورية” في قطاع غزة.

وقد ناشد المفوض الأعلى القادة لاتخاذ “خيارات شجاعة”، مؤكدًا، في بيان، أن هذه ستكون الخطوة الأولى، بضرورة التوصل إلى “هدنة إنسانية فورية تنقذ حياة مدنيين من خلال الإيصال السريع والفاعل للمساعدات الإنسانية إلى غزة” .

وقال تورك إنّ “الخطوة الأولى يجب أن تكون وقف إطلاق نار إنسانياً فورياً ينقذ حياة المدنيّين من خلال الإيصال السريع والفاعل للمساعدات الإنسانية إلى غزة”، وقال: “الإنسانية يجب أن تأتي في المقام الأول”.

وأكد أنه في حال لم يصل مزيد من المساعدات لسكان غزة، بما في ذلك الوقود والأدوية والأغذية والمياه، في الأيام أو حتى الساعات المقبلة، “سيموت مزيد من الأشخاص من الجوع والعطش ومن نقص الرعاية الطبية”.

وأعرب هذا المسؤول الدولي عن “قلقه البالغ” على حياة المقيمين في القطاع، بمن فيهم “كثر من أعضاء” فريقه، ومن موظفي الأمم المتحدة، وأضاف أن “الوضع الإنساني في غزة، المختنق بالفعل بسبب 16 عامًا من الحصار، يقترب الآن من الكارثة بسبب نقص المياه والكهرباء والصرف الصحي والأدوية الأساسية والغذاء وغيرها من الضروريات الأساسية. إن التقارير التي تتحدث عن الاكتظاظ وانتشار الأمراض مثيرة للقلق العميق، بل وأكثر من ذلك عندما تتضرر المستشفيات وتدمر، ويتفاقم النقص في الأدوية، وتقيد الحركة بشكل كبير”.

أزمة الوقود تنذر بتوقف الخدمات في المشافي، في غرف العمليات وغرف العناية المركزة، ما يعني وفاة عشرات المصابين

كما شدد المفوض الأعلى على أن التدابير التي اتّخذتها إسرائيل “لمنع استفادة المدنيين من خدمات أساسية” هي “شكل من أشكال العقاب الجماعي”، وقال: “بالتالي تتعارض والقانون الدولي، ولا يمكن أن تكون هناك معايير مزدوجة عندما نتحدث عن حقوق الإنسان”.

وشدد على أن حقوق مجموعة من الناس “ليست أعلى من حقوق المجموعة الأخرى”، وأضاف: “القواعد تنطبق بالتساوي على الجميع” .

أزمة الدواء والوقود
وتواصلت أزمة الدواء والوقود في غزة، والتي تحد من قدرة مشافي غزة على العمل، في ظل معاناتها من أسوأ أوضاع تواجهها في تاريخها، وذلك بسب عدم حمل قوافل المساعدات التي دخلت القطاع، خلال الأيام الماضية، كميات وفيرة من الدواء، وبسبب عدم سماح الاحتلال دخول أي كميات من الوقود.

وتهدد أزمة الوقود عمل المشافي، وتنذر بتوقف الخدمات في غرف العمليات وغرف العناية المركزة، ما يعني وفاة عشرات المصابين الذين يعانون من أوضاع خطيرة.

وكان المستشفى الإندونيسي أعلن عن انقطاع التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود، وهذا المستشفى بات الوحيد الذي يخدم سكان شمال قطاع غزة، وفي حال تواصلت أزمة الوقود فإن مشافي أخرى ستخرج عن الخدمة، وسترفع بذلك عدد المشافي المتعطلة، ومن بينها مستشفيات تعطلت بسبب تعرضها أو تعرض محيطها للقصف.

وأعلنت وزارة الصحة أن المنظومة الطبية في القطاع وصلت إلى مرحلة هي الأسوأ في تاريخها، وانتقدت الصمت الدولي على المجازر، وقالت إنه فتح شهية الاحتلال على ارتكاب المزيد من المجازر التي ارتفع عددها لنحو 600 مجزرة أبادت عشرات العائلات بشكل كامل.

وبسبب الحرب هناك نقص حاد في وحدات الدم التي يحتاجها المصابون، ولم يعد ما يتبرع به السكان يكفي احتياجات المشافي، ولذلك طالبت وزارة الصحة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوفير وحدات دم من خارج القطاع .

وقال مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، في تقرير له، إن هناك صعوبات تواجه الوكالات الإنسانية في إيصال المساعدات إلى سكان القطاع بسبب الحرب، والقيود المفروضة على الحركة، ونقص الكهرباء والوقود والمياه والأدوية ومواد أساسية أخرى.

وأعلنت وكالة “الأونروا” عن بدء نفاد مخزون الوقود المتوفر لديها، وقد حذرت من أنه بدون وقود لن تكون هناك مياه ولا مستشفيات ولا مخابز عاملة.

وأكدت أيضاً أنه بدون الوقود لن تصل المساعدات إلى العديد من المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من حدوث وفيات كثيرة جراء تفشي الأمراض ونقص الرعاية الصحية التي أحدثتها ظروف الحرب.

والجدير ذكره أن عشرات الشاحنات من المساعدات دخلت القطاع، خلال الأيام الماضية، غير أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة توجب إدخال كميات مضاعفة وبأعداد أكبر بكثير من تلك المساعدات.

وهذه القوافل التي دخلت بمجملها لا تكفي احتياجات مركزي إيواء النازحين فقط، في ظل وجود عشرات المراكز في شمال ووسط وجنوب القطاع، كما لا تكفي هذه الشاحنات، لو كانت جميعها تقل أدوية ومستلزمات طبية، مشفى واحداً في قطاع غزة، بسبب عدد المصابين الهائل.

إلى ذلك، لا تزال سلطات الاحتلال، ومنذ أن بدأت الحرب على غزة قبل 18 يوماً، تواصل إغلاق معابر القطاع، وتمنع إدخال الغذاء والأدوية والوقود، كما تواصل قطع التيار الكهربائي، وإمدادات المياه عن سكان غزة، ما خلق أزمات إنسانية خطيرة.

فتوح: أدلة دامغة على جرائم حرب وعملية تطهير عرقي رهيبة، وجرائم وحشية ترتكبها إسرائيل في غزة، بما يشمل عملية التجويع، والحرمان من العلاج

وفي غزة ارتفع من جديد عدد النازحين من الحرب، ممن يقطنون مناطق الحدود، أو في مدينة غزة وشمالها، أو في منازل دمرت مؤخراً، وحسب آخر إحصائية فإن عدد النازحين وصل إلى أكثر من 1.4 مليون نسمة، ما يمثل نحو 70% من سكان القطاع، ويقيم هؤلاء إما في عشرات مراكز الإيواء، أو عند أقارب وأصدقاء، أو في الساحات العامة، أو في ساحات وأروقة المشافي.

إدانة فلسطينية
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن إسرائيل تتذرع بحجة “الدفاع عن النفس” كرخصة للقتل والتدمير بحق الشعب الفلسطيني بعيداً عن القانون الدولي.

وأدانت، في بيان جديد لها، “حرب الاحتلال المدمرة على قطاع غزة، والمتواصلة لليوم الـ18 على التوالي، والتي تُخلّف كل ساعة المزيد من قتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير أجزاء أخرى من قطاع غزة، بتسوية المنازل والأبراج والأبنية والمنشآت، التي من بينها التعليمية والصحية والثقافية، بالأرض، واستكمال حلقات إبادة أكبر عدد ممكن من المواطنين، بمن فيهم الأطفال والنساء وتهجير من تبقّى منهم، وتحويل غزة إلى أرض محروقة تتعذر الحياة عليها، ذلك كله في ظل حرمان المواطنين من أبسط حقوقهم واحتياجاتهم الإنسانية الأساسية، في محاولة لإقناعهم بالبحث عن مكان آخر يعيشون فيه”.

وأضافت: “بات واضحاً أن الحكومة الإسرائيلية ومجلس حربها يتصرفان وكأنهما حصلا على رخصة مفتوحة لاستمرار القصف والتدمير والقتل واستباحة حياة الفلسطينيين وسرقة أرضهم وتهويد مقدساتهم، رخصة حولتها إسرائيل وجيشها ومستعمروها إلى تعليمات صريحة تُسهّل إطلاق النار على أي مواطن بهدف قتله والتعامل معه كهدف للرماية والتدريب، بما يعنيه ذلك من جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

وشددت على أن الشعب الفلسطيني “باقٍ في أرض وطنه ولن يذهب إلى أي مكان آخر”، مؤكدة أن حملات إسرائيل التضليلية ومحاولاتها لتغييب البعد السياسي للصراع، وتجاهل حل القضية الفلسطينية بالطرق السياسية واستبدالها بعنجهية الحرب والقوة “مصيرها الفشل”.

وطالبت الدول التي توفر الحماية والدعم لإسرائيل بمراجعة مواقفها واحترام حقوق المدنيين الفلسطينيين، وإجبار إسرائيل على احترام التزاماتها كقوة احتلال.

من جهته، أكد روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، أن دولة الاحتلال “ترتكب جرائم ضد الإنسانية بعدوانها الإجرامي المتواصل على قطاع غزة، لليوم الـ18 على التوالي”.

وأشار، في بيان، إلى أن غزة أصبحت “مقبرة مفتوحة”، بسبب ما يتعرض له المواطنون هناك من تطهير عرقي، إذ يُدفن الشهداء في “مقابر جماعية”.

وأكد وجود أدلة دامغة على جرائم حرب وعملية تطهير عرقي رهيبة، وجرائم وحشية ترتكبها إسرائيل في غزة، بما يشمل عملية التجويع، والحرمان من العلاج، ومنع علاج الجرحى، وقطع المياه والكهرباء.

وطالب أصحاب الضمائر الحية بإنقاذ الحالة الإنسانية في قطاع غزة، والتي دخلت مرحلة كارثية، قد لا يمكن توقع نتائجها، داعياً إلى ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة، وفتح معبر رفح لإدخال مقومات الحياة الأساسية، محذراً من انتشار الأوبئة والأمراض، نتيجة للجثامين المدفونة تحت الأنقاض، والتي لم يتم انتشالها بعد، والتي تقدر بالآلاف من النساء والأطفال.

يدور الحديث حالياً عن إطلاق سراح 50 أسيراً جديداً، يحملون جنسيات أخرى غير الإسرائيلية

مفاوضات الأسرى
ولا تزال الوساطات المصرية والقطرية لإطلاق سراح الإسرائيليين الأسرى لدى الجناح العسكري لحركة لـ “حماس” تتواصل، بعد إطلاق سراح سيدتين، ليل الإثنين، حيث يدور الحديث حالياً عن إطلاق سراح 50 أسيراً جديداً، يحملون جنسيات أخرى غير الإسرائيلية، رغم تعثر الجهود خلال الساعات الماضية.

ويتردد أن السبب وراء ذلك عدم قبول حكومة الاحتلال بمطالب زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والسماح بإدخال الوقود المخصص لتشغيل مشافي غزة.

وذكر متحدث باسم جيش الاحتلال أن مصر تلعب دوراً رئيسياً في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى من غزة .

وذكرت قناة ” i24news” الإسرائيلية أنه، وفي اتصال هاتفي مع بنيامين نتنياهو، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن على “ضرورة إطلاق سراح المحتجزين الذين تحتجزهم حركة حماس، وبعد ذلك يمكننا التحدث”.

وأشارت إلى أن بايدن “رحّبَ أيضاً بالإفراج عن رهينتين إضافيتين من غزة، الإثنين، وأكد مجدداً التزامه بالجهود المستمرة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن“، مشدداً على ضرورة “استمرار تدفق” المساعدات الإنسانية إلى غزة.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى