العالم تريند

تجدد أزمة سد “النهضة”: أضرار تطاول السودان الغارق في الصراع

عربي تريند_ رأى خبراء ومفاوضون سابقون أن إنهاء إثيوبيا الملء الرابع لسد النهضة، يحكم سيطرتها على مياه النيل بنسبة 100 في المائة، وشرح الخبير في الشأن المائي أحمد المفتي لـ”العربي الجديد” أن الملء الرابع لسد النهضة بلغ حوالي 36 مليار متر مربع.

وانتقد عدم إخطار السودان بذلك كالعادة، مستنكراً رد الفعل السوداني المصري حيال ما يحدث من تطورات، والاستسلام الكامل للأمر الواقع الذي فرضته إثيوبيا منذ 2011 مع بداية المفاوضات.

وحول إمكانية استغلال الجانب الإثيوبي للوضع الأمني الراهن في السودان واستمرار الحرب، للإخلال بشروط الخرطوم حول الملء والتشغيل، أشار الخبير المائي إلى عدم حاجة إثيوبيا لاستغلال الظرف الراهن في السودان، لأنها ظلت تحقق مآربها منذ 2011 وكان السودان في حالة استقرار سياسي.

وأشار عضو الوفد المفاوض الحكومي السابق حول السد، المهندس دياب حسين دياب في حديثه لـ”العربي الجديد” إلى عدم التوصل لاتفاق حول برنامج ملء سد النهضة حتى الآن ووصف المفاوضات التي تحدث بالعبثية ومع مندوبين لا إدراك لهم ولا خبرة عملية بما يجري على أرض الواقع، معتبراً أنهم يحملون شهادات عليا من دون خبرة في تشغيل السدود والآثار التى تنجم عن هذا التشغيل.

الزراعة السودانية-اقتصاد-1-1-2016(أشرف شاذلي/فرانس بس)
اقتصاد عربي
حرب السودان توقف مفاوضات سد النهضة
وقال دياب إن إثيوبيا وجدت ضالتها في الضعف والهشاشة الأمنية في السودان بسبب الحرب وتريد أن تعوض ما فاتها في الأعوام السابقة ضاربة باحتياجات الدول الشريكة عرض الحائط. وزاد أنه من المؤسف أن هذا التحرك تزامن مع ضعف المتساقطات ما أثر على كل من مجرى النيل الأزرق والنيل الرئيس، وليس محطات مياه الشرب والجروف فقط كما يزعمون.

واعتبر أن هذه التأثيرات طاولت المياه الجوفية التى تتغذى من الفيضان والمساحات الواسعة في الأحواض في نهر النيل والمناطق الشمالية والغابات وهذه فى مجملها أكثر من 120 ألف فدان، وقد تجاوز التأثير الجروف، نحو الجزر التي تؤثر على جميع طلمبات المياه في النيل الأزرق والنيل الرئيس.

واشار دياب إلى احتمالات حدوث تراجع في كميات الأمطار في الهضبة، وأعرب عن أمله في تحسن الايراد المائي حتى تتمكن السدود من التخزين وتأمين الموسم الصيفي والشتوي. ورأى المفاوض السابق حول النهضة أن هذا العام يعتبر الأسوأ منذ سنة الجفاف في 1984، رغم أن عدد السدود كان أقل والتخزين كذلك.

وقال إن السودان حتى الآن رغم الموقف الحرج لم يطالب إثيوبيا بخفض مياه من التخزين على أمل أن تقوم بإنزال المنسوب، لكن “من المؤسف أن هذه الكارثة المتوقعة لم ينعكس صداها لدى الجهات المسؤولة”.

وأشار إلى الأثر الكبير للملء الرابع على النيل الأزرق الذي يأتى منه 60 في المائة من إيراد النيل، أما نهر عطبرة فرغم ضعف ايراده المائي إلا أن وضعه أفضل من النيل الأزرق والسدود عليه على وشك الامتلاء، وكذلك النيل الأبيض رغم عدم بدء التخزين الثاني في جبل أولياء.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى