سيارات تريند

حتى الأثرياء يعانون لاقتناء سيارة… مشقة من نوع آخر

عربي تريند_ بين الحين والآخر تعلن الشركات المنتجة للسيارات الفارهة عن إصدارات محدودة من الإنتاج، وغالباً ما كان هناك نوع من الارتباط الوثيق بين هذه الشركات ومن يمكن وصفهم بالجامعين الأوفياء من الأثرياء الذي لديهم هوس بجمع كلّ ما هو فخم وجديد.

لكنّ الأمور لا تسير على ما يرام في الآونة الأخيرة، فأباطرة المال حول العالم يتزايدون ونهمهم لاقتناء سيارات فارهة يتعاظم، بينما الشركات المنتجة تتمسك بسياسات الإصدارات المحدودة حفاظاً على تفرد وخصوصية منتجاتها وكذلك تحقيق عوائد كبيرة من وراء هذه السياسة، ما يجعل مهمة الأثرياء في الظفر بإصدار جديد ليست سهلة، كما أنّ بعض الشركات باتت تغير من نهجها في جعل الأولوية لزبائنها السابقين، لتستهدف شرائح أخرى من المشترين.

ووفق تقرير لمجلة روب ريبورت العالمية التي تُعنى بأفخم الموديلات والمنتجات، فإن علامات مثل فيراري وبوغاتي ولامبورغيني تعتمد استراتيجية التوزيع المتأني لإبقاء طرازاتها حصرية، حتى مع قدرة فئات أكثر من المشترين على اقتناء تلك المركبات.

غير أنّ المشكلة لا تقتصر فقط على الندرة المصطنعة، التي تتبعها الشركات، فهناك أيضا أزمة حقيقية في سلاسل التوريد عالمياً، إذ تشهد الصناعة نقصاً حاداً في مكونات، مثل أسلاك التوصيل والرقائق الإلكترونية الدقيقة (أشباه الموصلات) التي عرقلت عمليات التصنيع وقلصتها إلى حد كبير.

2Ferrari Purosangue

والنخبة من العلامات الأعلى تميزاً تواجه مشكلة سيمتد أجلها لفترة أطول، إلى حد أنّ بعض العلامات توقفت عن تلقي طلبات شراء سيارتها، لأنّها بلغت حدها الإنتاجي الأقصى المقرر للسنوات المقبلة.

في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت فيراري أنها تلقت عدداً كبيراً جداً من طلبات الشراء لأول طراز لها من السيارات الرياضية متعددة الأغراض، ما دعاها إلى وقف طلبات الشراء حفاظاً على سياسة الحصرية، وفق ما نقل موقع موتور1 المختص في أخبار السيارات عن رئيس قسم التسويق في الشركة، إنريكو غاليريا، الذي قال في حوار له مع مدونة Automotive news، إن طلبات الشراء لسيارة بوروسانغوي فاقت الكمية السنوية التي كانت الشركة تحددها، وهو ما قد يدعو لإيقاف تلقي المزيد من الطلبات.سيارات

ومن المتوقع أن تنتج فيراري بوروسانغوي لفترة تراوح ما بين 4 ولغاية 5 أعوام، أي أن العدد الإجمالي المتوقع سيكون ما بين 12 ألف وحدة في حال اعتماد فترة 4 أعوام و15 ألف وحدة في حال خطة 5 أعوام، وفق موقع موتور1.

وسياسة الإصدارات الحصرية ووقف تلقي طلبات الشراء لم يقتصرا على فيراري، وإنما شملا ماركات فارهة أخرى في الفترة الأخيرة، بينما الطلب المتنامي وصل حداً بدأت تظهر معه تصدعات عدة، تمثلت في تزايد عدد الجامعين الذين يستغربون استبعادهم من قوائم المستفيدين من الإصدارات بالغة الحصرية، وشكوى آخرين من تلقي الزبائن الجدد محاباة غير مستحقة، وفق “روب ريبورت”.

يتذكر جامع سيارات من الجنوب الأميركي، يمتلك مستودعاً مليئاً بأحدث المركبات الإيطالية والألمانية والبريطانية، التجربة السيئة التي كانت له مع فورد في عام 2016، عندما كشفت الشركة عن الجيل الثاني من سيارتها الخارقة جي تي، معلنة حصر إنتاجها في ألف نموذج على مدى أربع سنوات.

وفي هذا يقول: “قررت فورد جعل المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي زبائنها الرئيسيين ومالكي النماذج الأولى، متجاهلة المولعين الحقيقيين، مثل مالكي فورد جي تي 2005”.

لطالما اكتنف الغموض عملية اختيار المستفيدين من النماذج الحصرية، غير أن الزبائن المؤهلين يعرفون متى يتعرضون للتجاهل. ويتابع جامع السيارات قائلًا: “في النهاية، ينبغي للشركة أن تتعاطى مع نخبة زبائنها بطريقة تُكرم ولاءهم والأموال التي ينفقونها على مركباتها”.

أخيراً، قررت بضع علامات الكشف عن بعض الجوانب التي تؤثر على طريقة اختيارهم للمستفيدين. فقد أوضحت بوغاتي أن سيارتها الجديدة “ميسترال رودستر” Mistral Roadster التي يبلغ سعرها 5 ملايين دولار لن تكون متاحة إلا للمالكين الحاليين لطراز شيرون Chiron.

وفيما لا يزيد عدد سيارات شيرون في العالم على 500 نموذج، أعلنت بوغاتي عن إنتاج 99 نموذجاً فقط من طراز ميسترال، ما يعني أن عملية الفرز لم تُحسم بعد.سيارات

يقول سيدريك ديفي، مدير عمليات بوغاتي في القارتين الأميركيتين، إن عملية انتقاء كبار الشخصيات كانت موضوع نقاشات “حامية” مع الزبائن. في النهاية استقرت بوغاتي على حل “في منتهى البساطة”، وهو النظر في إجمالي ما أنفقه كل زبون على طرازات العلامة.

كما تقر فيراري باعتماد نظام تختار بموجبه من يحصل على سياراتها، ولكنها لا تفصح عن تفاصيله. ويقول إنريكو غالييرا، الرئيس التنفيذي للتسويق والتجارة في الشركة: “إننا نقدر العلاقة التي تربطنا بزبائننا، ثم نجري حساباتنا بما يتيح تقديم زبائن على آخرين كلما أطلقنا منتجاً جديداً”.

وفيما يقرر بعض الصانعين من سيحصل على الطرز الجديدة، يلقي آخرون بعبء الاختيار على التجار، ولكن النتيجة قد تعني ابتزاز الزبائن، وفق “روب ريبورت”، التي تشير إلى أن العديد من العلامات المميزة (إن لم يكن كلها) تمنع بيع طرزها الجديدة بسعر أعلى من سعر التجزئة المقترح من الصانع، ولكن الوكلاء الجشعين لا يبالون بذلك، فيطالب بعضهم الزبائن بدفع قدر كبير من المال لنيل السيارات المرغوبة.

Lamborghini Huracan Evo Spyder GettyImages-1128769749

ولا يبدو أن مشقة الأثرياء في اقتناء سيارة فارهة ستنتهي، وفق بروس كانيبا، مالك شركة Canepa Motorsports، الموزّع المعتمد في أميركا الشمالية للسيارة الخارقة T.50 الأولى من غوردون موراي أوتوموتيف، التي يبلغ سعرها 3 ملايين دولار.

ويقول كانيبا: “في عالمنا اليوم، ثمة هواة مستعدون وقادرون على شراء كل سيارة خاصة ومتفردة، وهذا ما يضع صانعي السيارات في موقف مربك: إما زيادة عدد النماذج المصنّعة ومن ثم إفقادها سمة الحصرية التي تجعل الجامعين يرغبون في امتلاكها، وإما تقليص عددها وحرمان الزبائن المحتملين منها”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى