المغرب العربي

الملك محمد السادس في زيارة خاصة لفرنسا

عربي تريند_ توجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس في زيارة خاصة إلى فرنسا، قد تكون مقدمة للمصالحة بين البلدين لتجاوز الوضع البارد لعلاقات وصفت دائما بالتاريخية. وكان من أسباب تدهورها فرضية تجسس الرباط على مسؤولي باريس بواسطة البرنامج الإسرائيلي “بيغاسوس”.

واعتاد الملك محمد السادس زيارة باريس بين الحين والآخر، غير أن جائحة فيروس كورونا خفّضت من زياراته سواء الرسمية أو الخاصة إلى الخارج. وأوردت صحف مغربية وفرنسية خبر الزيارة الخاصة التي بدأت الأربعاء من الأسبوع الجاري، وهو ما جعل المهتمين بالعلاقات بين البلدين يتساءلون حول طابعها السياسي رغم أنها زيارة خاصة.

ويعود التركيز السياسي على هذه الزيارة بسبب التوتر، وإن كان غير معلن، في العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس. ومن أبرز عناوين هذا التوتر تجميد زيارات مسؤولين فرنسيين إلى المغرب لمدة قاربت السنة، والأمر نفسه مع وزراء مغاربة نحو فرنسا باستثناء اللقاءات الدولية التي يحتضنها هذا البلد أو ذلك، كما حدث مع زيارة رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش إلى فرنسا خلال فبراير/ شباط الماضي للمشاركة في مؤتمر دولي حول المحيط.

واعتادت فرنسا إبان رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي زيارة المغرب ووضع برامج مشتركة،  إلا أن هذا لم يحدث ولأول مرة خلال رئاسة فرنسا الحالية للاتحاد الأوروبي والتي ستنتهي نهاية شهر يونيو الجاري.

ويعود التوتر المغربي- الفرنسي بين البلدين ‘لى ملفات كثيرة منها انفجار أزمة فرضية تجسس المغرب على مسؤولين فرنسيين وعلى رأسهم الرئيس إيمانويل ماكرون بواسطة برنامج “بيغاسوس” كما ذهبت إلى ذلك جريدة لوموند خلال يوليو/ تموز الماضي. وكان المغرب قد رفع دعوى ضد وسائل الإعلام الفرنسية والدولية وكذلك الجمعيات أمام القضاء الفرنسي بتهمة التشهير، لكن الدعوى جرى حفظها. ولم توجه الحكومة الفرنسية اتهاما رسميا ‘لى المغرب، في المقابل ضغطت على إسرائيل لمعرفة الجهات التي تجسست عليها.

كما يعود التوتر إلى قرار باريس التخفيض من التأشيرة للمغاربة بنسبة 50% منذ شهور، وهو ما اعتبرته الدبلوماسية المغربية إجراء تعسفيا يوحي وكأن المغرب يتهاون في محاربة الهجرة غير القانونية. وطبقت باريس الإجراء نفسه على الجزائر وبدرجة أقل ضد تونس.

ودائما في إطار التوتر، لاحظت الرباط برودة باريس في ملف نزاع الصحراء الغربية بعدم إعلان دعم جديد لمقترح الحكم الذاتي على غرار مدريد وبرلين مؤخرا، في حين ينتظر المغرب من باريس التنسيق مع مدريد من أجل مبادرة لصالح مقترح الحكم الذاتي في الاتحاد الأوروبي. وكانت وسائل إعلام مقربة من صناع القرار في المغرب قد انتقدوا موقف فرنسا، علما أن فرنسا تعتبر أول دولة أوروبية ساندت الحكم الذاتي، غير أنها لم تقم بمبادرة وسط الاتحاد الأوروبي لدعمه في المؤسسات الأوروبية.

ويتابع المهتمون هذه الزيارة الخاصة باهتمام كبيرة وهل ستسفر عن لقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والملك محمد السادس تكون مقدمة لإنهاء الأزمة بين البلدين. وكانت زيارة خاصة للملك محمد السادس لباريس قد أنهت أزمة بين البلدين سنة 2015 بعدما استقبله الرئيس فرانسوا هولاند وقتها.

وعموما، تميزت فترة رئاسة إيمانويل ماكرون ببرودة وتوتر لم يشمل المغرب فقط بل كذلك باقي دول شمال إفريقيا مثل تونس والجزائر، وخاصة هذه الأخيرة على خلفية الذاكرة الاستعمارية. ووصل الأمر ‘لى سحب السفير الجزائري المعتمد في باريس خلال أكتوبر الماضي وإعادته بداية السنة الجارية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى