صحة وجمال

لهذه الأسباب لا يتعين عليك دغدغة طفلك

نشر موقع “آف بي. ري” الروسي تقريرا، تطرق من خلاله إلى الممارسات التي تبث السعادة في نفس الطفل بما في ذلك الدغدغة، ولكن، وفقا لعلماء النفس لا تعتبر الدغدغة وسيلة آمنة لتسلية الطفل وجعله سعيدا.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته “عربي21″، إن “الكثير من الأمور الشائعة في تربية الطفل قد أثبت العلم أنها غير آمنة ومن الممكن أن تؤذيه، ومن بين هذه الأمور الدغدغة، التي يجهل الجميع مدى خطورتها، وفي السنوات الأخيرة، تم التطرق لهذه المسألة بشكل جدي، الأمر الذي دفع الكثير من الأولياء إلى إعادة النظر في مسألة دغدغة الطفل”.

وبين الموقع أن “الدغدغة تعتبر بمثابة تعبير غير مباشر عن الهيمنة، ووفقا للدكتور ريتشارد دي. ألكسندر، أستاذ علم الأحياء التطوري، عند دغدغة الطفل، قد تنتابه نوبة من الضحك سرعان ما تتحول إلى بكاء، ويعود ذلك لشعوره بالتعرض للسيطرة، وغالبا، عندما يقوم البالغون بدغدغة الأطفال أثناء اللعب، لا تكون لديهم نوايا سيئة وإنما على العكس، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أن لهذه الممارسة تأثيرا سلبيا كبيرا على الطفل”.

وأفاد الموقع أن “الدغدغة كانت تستخدم على اعتبارها وسيلة للتعذيب على مر العصور، حيث تتسم بالقدرة في التسبب في إحداث ألم جسدي، ووفقا لبعض المصادر، أدت الدغدغة إلى حالات اختناق مميتة في بعض الأحيان، ولن يكون لدى أي والدين النية في دغدغة طفلهما حتى الموت، ولكن عليهما توخي الحذر حتى لا تتحول هذه الممارسة من وسيلة لإسعاد الطفل إلى طريقة تعذيب”.

وأوضح الموقع أن “الكثير يستحضرون بعض ذكريات الطفولة المتعلقة بتعرضهم للدغدغة، التي يمكن أن يصنفوها على أنها من الذكريات السيئة، عندما يصعب على الطفل أن يطلب من الشخص البالغ التوقف عن دغدغته، حيث يعجز في الغالب عن الكلام بسبب الضحك، وينتابه شعور مؤلم ورغبة في البكاء”.

وفي السياق نفسه، قد يداعب البالغون الطفل دون إذنه ودون معرفة ما إذا كان يحبذ ذلك، وقد تكون الدغدغة مصدرا للشعور بالانزعاج والخوف، إلا أن الطفل لا يتمكن من التعبير عن ذلك بسبب الضحك، بحسب التقرير.

وأورد الموقع أن “الضحك لا يعني، بالضرورة، الشعور بالمتعة، فوفقا لدراسة حول هذه المسألة قامت بها جامعة كاليفورنيا سنة 1997، لا يثير الضحك الناتج عن الدغدغة الشعور الممتع ذاته عند الضحك بسبب نكتة ما أو موقف سخيف، ويعد الضحك عند الدغدغة مجرد رد فعل دفاعي، مما يعني أن هذه الممارسة قد لا تكون مصدر سعادة بالنسبة للطفل”.

وأشار الموقع إلى أن “العديد من الأشخاص لا يسمحون بأن يحاول أحدهم دغدغتهم، حيث عادة ما يولد ذلك داخلهم شعورا مزعجا، وعلى الوالدين أن يحميا طفلهما من الممارسات التي يدركان جيدا أنها قد تزعج البالغين، فما بالك بالأطفال، ومن الضروري السماح للطفل باختيار الممارسات التي تعد ممتعة بالنسبة له، مثل تسريح شعره، أو القيام بحركات تدليك على مستوى كتفيه”.

وذكر الموقع أن “بعض البالغين قد يشكون من مشاكل نفسية نتيجة الدغدغة التي تعرضوا لها في طفولتهم، وقد صرح الدكتور ألكسندر لصالح صحيفة نيويورك تايمز، أن الدغدغة قد تؤدي إلى توليد مشاكل عاطفية في المستقبل، ويواجه بعض البالغين مشاكل نفسية نتيجة تعرضهم لقدر مبالغ فيه من الدغدغة، كان له تأثير سلبي في حياتهم”.

وأضاف الموقع أن “هنالك العديد من الطرق لجعل الطفل يضحك دون الحاجة إلى الدغدغة، وقد تكمن الطريقة الأسهل في استخدام تعابير وجه مضحكة، إلى جانب سرد بعض القصص المثيرة للضحك على الطفل، وبهذه الطريقة، يستطيع الوالدان حماية طفلهما من مضار الدغدغة، وفي الوقت نفسه تعزيز التواصل معه”.

وأكد الموقع أنه “ينبغي للأبوين أن يحصلا على موافقة الطفل قبل دغدغته، وغالبا قد لا يفهم الولي أن أسلوب تفكير الطفل مختلف، حيث قد يحبذ الدغدغة ولكن ليس بالقدر الذي قد يتحمله شخص بالغ، وقد لا يتوقف الوالد عن دغدغة طفله حين يكتفي من ذلك، مما قد يحول اللعبة المرحة إلى نوع من التعذيب”.

ونوه الموقع إلى أنه “في حال لم يعلم الوالد طفله كيفية اتخاذ القرارات السليمة، قد يساهم ذلك في بناء حواجز على مستوى سبل التواصل معه وتواصله مع الآخر، وسيكون من الصعب التغلب عليها في المستقبل، ويمكن أن تعلم طفلك كيفية خلق مساحة شخصية خاصة به، حيث سيساعده ذلك ليس فقط في رفض الدغدغة، وإنما رفض أي ممارسات سيئة، قد تكون مصدر خطر عليه”.

المصدر
عربي 21
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى