جمدت الحيوانات وأوقفت الطيران.. عاصفة ثلجية قوية تضرب تركيا وتشل معظم مرافق الحياة-(فيديو)

 عربي تريند_ تضرب عاصفة ثلجية قوية وصلت إلى ذروتها، الاثنين، معظم المحافظات التركية ما أدى إلى شل معظم مرافق الحياة ووقوع حوادث دفعت لإغلاق الطرق رئيسية وإلغاء مئات الرحلات الجوية، كما أدى انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية وصلت نحو 30 درجة تحت الصفر في بعض المحافظات إلى تجمد الحيوانات، فيما زادت العاصفة من الأعباء المالية على العائلات الفقيرة التي باتت مضطرة لإنفاق جزء كبير من دخلها على الغاز أو وقود التدفئة، في ظل الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسعار في البلاد مؤخراً.
ومنذ أيام، بدأت عاصفة ثلجية قوية بضرب محافظات تركية مختلفة وصلت ذروتها يومي الأحد والاثنين في المحافظات الكبرى كإسطنبول وأنقرة، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من الصفر فيما يتواصل سقوط الثلوج دون انقطاع منذ ثلاثة أيام، في حين وصل ارتفاع الثلوج إلى قرابة نصف متر في محافظات غرب البلاد وإلى عدة أمتار في محافظات شرق وشمالي البلاد.

وأدى سقوط الثلوج الكثيف على إسطنبول وانخفاض مستوى الرؤية لأمتار قليلة جداً إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية من مطاري إسطنبول وصبيحة غوغتشيه، قبل أن يعلن عن وقف الطيران بشكل كامل من مطار إسطنبول، كما أعلن عن وقف مرور السفر التجارية من مضيق البوسفور وإلغاء المواصلات البحرية بين شقي المدينة وإلغاء العديد من رحلات وسائل المواصلات البحرية والبرية والجوية. كما أوقفت الثلوج بعض خطوط المترو و”المتروبوس” الرئيسية في إسطنبول وهو ما خلف ازدحاماً هائلاً من المواطنين الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم قبيل حلول المساء.
وأدى تراكم كميات كبيرة من الثلوج وحصول تجمد في الطرقات إلى وقوع عشرات حوادث الطرق وانزلاق للسيارات والباصات حيث سجلت عدة وفيات وعشرات الإصابات وهو ما دفع السلطات التركية إلى إغلاق العديد من الطرق الرئيسية الكبرى التي تربط محافظات البلاد وكان آخرها منع الوصول إلى إسطنبول من المحافظات الغربية الأخرى في إجراء نادر، في حين تدخلت قوات الجيش بالمروحيات والمدرعات من أجل تقديم المساعدة لآلاف سائقي السيارات التي حوصرت بين الثلوج في مناطق مختلفة من البلاد، وتعمل آلاف من كاسحات الثلوج في عموم البلاد من أجل فتح الطرق.
وإلى جانب المدارس المغلقة بسبب العطلة الشتوية التي بدأت الجمعة، أوقفت الدراسة في الجامعات وكافة المعاهد ليومي الاثنين والثلاثاء، كما أعلنت الحكومة إعفاء الموظفين المرضى والحوامل من العمل يومي الاثنين والثلاثاء، قبل أن يعلن والي إسطنبول تسريح كافة الموظفين في وقت مبكر الاثنين لتجنب الازدحام ووقوع حوادث وتمكين الموظفين من الوصول إلى منازلهم قبيل حلول المساء.
ودعت هيئة الطوارئ التركية المواطنين إلى تجنب الخروج من المنازل إلا في حالة الضرورة القصوى، محذرة من مخاطر العواصف والتجمد على الطرقات في التسبب بحوادث سير خطيرة، كما أعلنت أن عشرات الآلف من منتسبيها يعملون من أجل مساعدة المواطنين وخاصة العالقين منهم في الطرقات بمحافظات مختلفة بالبلاد.
وانتشرت مقاطع فيديو لحيوانات قضت تجمداً في محافظات تركية مختلفة بسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة ومنها طيور وقطط وكلاب وحيوانات برية، في حين خصصت الدولة التركية وحدات جوية وبرية من الجيش والشرطة والبلديات من أجل إيصال وتقديم الطعام والرعاية للحيوانات في المناطق التي غمرتها الثلوج.
وزادت العاصفة الثلجية من الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها العائلات الفقيرة في الآونة الأخيرة كونها تزامنت مع الارتفاع الكبير بالأسعار الذي شهدته البلاد وخاصة أسعار المحروقات والغاز الطبيعي الذي ارتفع إلى الضعف بسبب انخفاض قيمة الليرة التركية وارتفاع نسبة التضخم بشكل كبير.