إدارة بايدن قد تجبر شركات الطيران المدنية على نقل من يتم إجلاؤهم من أفغانستان
عربي تريند_ قال مسؤولان لرويترز يوم السبت إن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت شركات الطيران الأمريكية أنها قد تصدر أوامر لها للمساعدة في نقل الأشخاص الذين يجري إجلاؤهم من أفغانستان.
وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن “أمر تحذير” صدر لشركات الطيران يوم الجمعة يبلغها بإمكانية استخدامها لكن لم يتم اتخاذ أي قرار. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من نشر تلك الأنباء.
وقال المسؤول إن الطائرات المدنية لن تدخل أفغانستان لكنها ستنقل بدلا من ذلك من تم إجلاؤهم من القواعد الجوية في مواقع تشمل الشرق الأوسط وألمانيا.
البنتاغون: أجلينا 17 ألف شخص خلال أسبوع
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، السبت، أنها أجلت 17 ألف شخص من أفغانستان خلال أسبوع.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مسؤولون في البنتاغون حول آخر التطورات في أفغانستان، عقب إعلان حركة “طالبان” سيطرتها على العاصمة كابول، الأحد الماضي.
وأفاد الميجر جنرال وليام تيلور، بأنه تم إجلاء 17 ألف شخص من كابل، بينهم 2500 أمريكي، منذ بدء عمليات الإجلاء، في 14 أغسطس/ آب الجاري، بحسب ما نقلت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية.
وأضاف تيلور، من هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، أنه “تم إجلاء 3800 شخص على متن رحلات جوية مستأجرة وعسكرية أمريكية من مطار كابل خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وفي السياق، قال جون كيربي، المتحدث باسم الوزارة: “نحارب الزمان والمكان” لإجلاء الناس من أفغانستان، مضيفا: “هذا هو السباق الذي نحن فيه الآن، ونحاول القيام بذلك بأسرع ما يمكن وبأكثر طريقة آمنة”.
ووصف كيربي الوضع الأمني في كابل الآن بأنه “مرن وديناميكي”، مشيرا إلى أن محور تركيز واشنطن هو “إخراج أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أقرب وقت”.
والسبت حضّت السفارة الأمريكية في أفغانستان رعاياها على تجنّب التوجّه إلى مطار كابول بسبب “مخاطر أمنية محتملة”. ووصف الرئيس الأمريكي عملية الإجلاء من العاصمة الأفغانية بأنها “من بين الأكثر صعوبة في التاريخ”.
وبدأت العديد من دول العالم إجلاء رعاياها من أفغانستان، بعد سيطرة “طالبان” على مناطق واسعة من البلاد، بينها كابول.
كندا تعلن إجلاء نحو ألف أفغاني في ظروف “تسودها الفوضى“
وأجلت كندا نحو ألف أفغاني من بلادهم وفق ما أعلن مسؤولون حكوميون كنديون، مشدّدين على خطورة الأوضاع في محيط مطار كابول.
وقال المسؤولون في مؤتمر عبر الهاتف “حتى يومنا هذا، أجلينا نحو ألف من الرعايا الأفغان الذين كانوا عرضة للانتقام بسبب عملهم مع كندا والدول الحليفة”.
وليس من المقدّر لجميع الذين يتم إجلاؤهم أن يتم استقبالهم في كندا.
ووصل إلى كندا نحو 800 أفغاني في إطار برنامج خاص جديد للهجرة، وفق المسؤولين.
وتلقّت السلطات الكندية نحو ستة آلاف طلب، جرى البت في نصفها تقريبا.
وكانت كندا قد تعهّدت مؤخرا استقبال 20 ألف لاجئ أفغاني في إطار هذا البرنامج.
وشدد المسؤولون على أن “الظروف الميدانية محفوفة بالمخاطر وتسودها الفوضى واليأس”، مشدّدين على “خطورة المهمة”.
وأقروا بأن “مجرّد الوصول إلى المطار أمر بالغ الخطورة”.
واستأنفت كندا الخميس رحلاتها إلى كابول وقد أرسلت طائرتين عسكريتين، وذلك للمرة الأولى منذ سقوط العاصمة الأفغانية في قبضة طالبان.
جوزيب بوريل: إجلاء جميع الموظفين الأفغان من كابول بحلول 31 آب/اغسطس مستحيل
وفي بروكسل، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي السبت إنه “من المستحيل” بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم بحلول 31 آب/أغسطس.
وأضاف بوريل متحدثا من إسبانيا في مقابلة عبر الهاتف مع فرانس برس “المشكلة هي الوصول إلى المطار. إن إجراءات المراقبة والأمن التي يفرضها الأميركيون مشددة للغاية”، مشددا على أن هذه التدابير “تعرقل مرور موظفينا”.
وحدّدت الولايات المتحدة مهلة لإنجاز عملية سحب قواتها من أفغانستان تنتهي في 31 آب/أغسطس، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن أشار إلى أن هذه المهلة قد تمدد إذا قدّر لعمليات الإجلاء جوا من كابول أن تستمر.
وحاليا يخضع مطار كابول لسيطرة القوات الأمريكية التي تدير الرحلات الجوية فيه.
وقال بوريل “على حد علمي، إلى الآن لم يقل الأمريكيون إنهم سيبقون إلى ما بعد 31 آب/أغسطس، لكنّهم قد يغيّرون رأيهم”.
وتابع “يريدون إجلاء 60 ألف شخص في الفترة بين الآن ونهاية الشهر الجاري. الأمر مستحيل حسابيا”.
وأوضح بوريل أن بروكسل تقدّمت بشكوى للأمريكيين تطالبهم بإبداء “مزيد من المرونة”.
وبوريل موجود في إسبانيا برفقة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في زيارة لقاعدة إسبانية تصل إليها رحلات إجلاء الرعايا الأوروبيين والموظفين الأفغان ورعايا أمريكيين.
وقال إن عدد الأفغان الذين أجلاهم الاتحاد الأوروبي يقتصر إلى الآن على ما بين 150 و400 شخص، وأضاف “أدرك تماما أن هذا العدد غير كاف على الإطلاق”.
وتابع “الطائرات تقلع فيما الأشخاص لا يزالون على المدرج”.
وعلى الرغم من تعبيره عن استيائه نفى بوريل وجود توترات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن عمليات الإجلاء القائمة حاليا.
لكنّه قال إنه لا بد من التساؤل “لمَ حصلت الأمور على هذا النحو” وأشار إلى التحضير لقمة للاتحاد الأوروبي للبحث في الوضع الذي وجدت أوروبا نفسها فيه، وماهية الخطوات المقبلة التي يجب أن تتّخذ بالنسبة لأفغانستان.
وكان بوريل قد اعتبر أمام البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع أن مشاهد عمليات الإجلاء الفوضوية هي “كارثة” للغرب، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي يعمل منذ زمن على إعداد وثيقة استراتيجية تتيح تشكيل قوة رد سريع مؤلفة من 50 ألف عنصر من أجل التصدي لأزمات مستقبلية.
ألمانيا تتعهد بنقل أفغان إلى خارج بلادهم وسط عراقيل
وأكدت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجريت كرامب-كارنباور، عزم الجيش الألماني مواصلة مهمة إجلاء مواطنين ألمان، ومعاونين أفغان، من العاصمة الأفغانية كابول.
وقالت الوزيرة في برلين السبت: “الوضع صعب، لكننا سنواصل بكافة الإمكانيات وكل ما يتاح في الموقع لجلب أكبر عدد ممكن من الأشخاص”.
وكان الجيش الألماني قد نقل السبت مروحيتين إلى مطار كابول لاستخدامهما في مهمة الإجلاء. وبمساعدة المروحيتين، سيتم إحضار أشخاص معرضين للخطر إلى بر الأمان، حيث لا يستطيعون الوصول إلى المطار بمفردهم بسبب الوضع الخطير والذى يتسم بالارتباك في كابول.
وستكون المروحيات قادرة على الانطلاق لجلب الأشخاص حيث يتواجدون في ملاذاتهم. وتم تخصيص طائرتين من طراز “إتش- 145 إم” للقوات الخاصة وطلبتهما الولايات المتحدة.
وقال المفتش العام للجيش، إبرهارد تسورن، في برلين الجمعة إن القوات الأمريكية تحلق بشكل أساسي بمروحيات كبيرة الحجم وتحتاج إلى مروحيات أصغر في المناطق الحضرية، والتي تمتلكها القوات الألمانية.