العالم تريند

الغارات الحربية الإسرائيلية تمزق ملابس العيد وتحرق أجساد أطفال غزة

عربي تريند_ لم تكتفي قوات الاحتلال بنشر رائحة الموت والخوف والدمار في كل أماكن غزة، من خلال الغارات الجوية العنيفة، فقد عمدت أيضا خلال العدوان على تحويل أجواء الفرح التي كانت تسبق عيد الفطر، إلى أتراح ومأتم، بسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى وبينهم أطفال ونساء.

وبدلا من إخراج ملابس العيد الجديدة التي اشترتها أسر غزة لأطفالها، لوضعها على أرفف الملابس، بعد كيها ورشها بالعطور، وذلك في اليوم الذي يسبق حلول العيد، دمرت تلك الملابس واحرقت جزء منها وأتلف الباقي، في المنازل التي طالها القصف الإسرائيلي بشكل مباشر، ورقد أصحابها من الأطفال في القبور، بعد أن وضع الاحتلال حدا لأحلامهم بيوم العيد، الذي يخصصونه للعب والمرح، وزيارة الأقارب.
وهذا الحال طال أطفال عائلة المصري ومنهم رهف ويزن ومروان، ويقطنون بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، الذين قضوا في غارة إسرائيلية في اليوم الأول للتصعيد، وكذلك أطفال أخرين قضوا في الغارات التي استهدفت العديد من المنازل.

وحرمت الغارات الإسرائيلية وأجواء الحرب، أيضا أطفال كثر من ملابس العيد، التي بدت بالية، بسبب تضرر منازل هؤلاء الأطفال من غارات إسرائيلية استهدفت مناطق قريبة، فغطت الأتربة ولون البارود الأسود تلك الملابس الملونة، لتحرم الأطفال من لحظات الفرح المنشودة.

كما حرمت الغارات الشاب أحمد المصري من شمال غزة، من فرحة العمر التي ينتظرها، بإتمام زفافه ثاني أيام العيد، بعد أن تمزقت فرحته كما جسده، وسالت دماءه أمام منزل الزوجية، بسبب غارة إسرائيلية دامية أوقعت العديد من أشقائه وأقاربه بين شهيد وجريح، لتأجل فرحه إلى الأبد، وتقتل أحلامه بلا هوادة.

وبفعل الغارات الجوية المتلاحقة وصوت الانفجارات الضخمة، عطلت الحياة في كافة مناطق القطاع، وحرمت العوائل التي لم تكن قد ذهبت لشراء ملابس أطفالهم الجديدة من الأمر، حيث أغلقت الأسواق أبوابها، والتزم المواطنون منازلهم يترقبون إلى أين ستؤول الأمور.

ولم تنصب في شوارع قطاع غزة، كما جرت العادة في مواسم الأعياد، الأرجوحات الصغيرة، ولم تفتح أيضا محال الألعاب أبوابها، استعدادا لأيام العيد حسب الطقوس المعتادة.
وانكمش الأطفال وسط عوائلهم داخل المنازل، يترقبون مجريات الأحداث، ويخشون أن تصيبهم الغارات والقصف العنيف.
وحسب إحصائيات وزارة الصحة، فإن 43% من إجمالي الشهداء الذين سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية على غزة من الأطفال والنساء.

ولم يكن حرمان أطفال غزة من بهجة العيد، ما سعت إليه قوات الاحتلال فقط، ففي مشهد دامي آخر، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية عربة مدنية وسط مدينة غزة، كان يستقلها عدد من الأقارب بينهم سيدة، لحظة عودتهم من أحد الأماكن، حيث ذهبوا على عجل لشراء “الفسيخ” السمك المملح، الذي يعد وجبة الفطور الأساسية في أول أيام عيد الفطر.، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين بينهم امرأة.

وظهر رجل فلسطيني وهو يقف بجانب تلك العربة، التي حولت إلى ركام بعد استشهاد ركابها، وبينهم السيدة، يحمل أسماك “الفسيخ” التي تناثرت بجوار العربة، ويقول بشكل غاضب “هل هذا هو الصاروخ”، وكان يتهكم على روايات الاحتلال بأن غاراته تستهدف نشطاء ومطلقي الصواريخ.

والفسيخ هو نوع من أنواع السمك المملح الذي اعتاد الفلسطينيون على تناوله في أول أيام عيد الفطر، والذي يحل غدًا الخميس.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى