العالم تريند

“مسيرة أعلام” للمستوطنين بالقدس وتحذير من خطوات غير متوقعة بالأقصى

عربي تريند_ “حول أسوار عاصمتنا الأبدية والموحدة ذات السيادة”، تعتزم “جماعات الهيكل” المزعوم بالشراكة مع عدد من منظمات اليمين الإسرائيلي تنظيم “مسيرة أعلام” استفزازية مساء الأربعاء، حول البلدة القديمة في القدس المحتلة، وسط تحذيرات مقدسية من خطورتها وأهدافها.

وتنطلق المسيرة الاستفزازية عند الساعة 9:45 ليلًا بدءًا من “حديقة الاستقلال” غربي البلدة القديمة نحو باب الجديد مرورًا بأبواب الساهرة والعامود والأسباط، وانتهاءً بالدخول من باب المغاربة إلى ساحة البراق غربي المسجد الأقصى المبارك.

وتأتي هذه المسيرة، والتي سيشارك فيها وزراء وأعضاء كنيست، ضمن السعي الإسرائيلي الدؤوب لتحويل “ذكرى خراب الهيكل” التوراتية إلى محطة سنوية لتحقيق قفزات في العدوان على المسجد الأقصى وتأسيس “الهيكل” مكانه.

وتواصل الجماعات المتطرفة حشد أكبر عدد من المستوطنين لاقتحام الأقصى غدًا الخميس، فيما يسمى “خراب الهيكل”، واعدة بتوفير عشرات المرشدين لاستقبال المجموعات المقتحمة، وكذلك بتوفير مظلات ومرطبات عند مدخل باب المغاربة، لتحث جمهورها على الاقتحام، رُغم الأجواء الحارة.

أهداف خطيرة

المختص في شؤون القدس أمجد شهاب يقول إن “مسيرة الأعلام” تأتي تحضيرًا لاقتحامات الأقصى غدًا، وبهدف فرض “السيادة الإسرائيلية” الكاملة على المدينة المقدسة، وإثبات أن “القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال”.

ويوضح شهاب، في حديث خاص لوكالة “صفا”، أن هذه المسيرة تشكل نوعًا من استفزاز المقدسيين، والاعتداء عليهم ومحالهم التجارية، وفرض تضييقات على حركة تنقلهم ووصولهم إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

ويشير إلى أن الجماعات المتطرفة تُحاول حشد أكبر عدد ممكن لاقتحام الأقصى بذكرى “خراب الهيكل”، في محاولة لفرض وقائع جديدة فيه، من خلال “إدخال أدوات دينية جديدة إليه، وأداء الصلوات التلمودية العلنية، والدخول من أكثر من باب”.

ويضيف أن “هذه الجماعات تسعى لفرض التقسيم المكاني بالمسجد الأقصى، واستباحته في كل الأوقات، فهم يطالبون بتوقف البكاء على (خراب الهيكل)، والبدء ببناء الهيكل فوق أنقاض المسجد”.

ويحذر شهاب من إقدام “جماعات الهيكل” على تنفيذ خطوات غير متوقعة وأكثر خطورة في المسجد الأقصى، وخاصة في مصلى باب الرحمة.

وتسعى حكومة الاحتلال اليمينية- كما يؤكد المختص في شؤون القدس- لفرض مزيد من التهويد بالقدس، وبناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وسن مشاريع قوانين عنصرية ضد الفلسطينيين، ورفع الضرائب والمخالفات، وزيادة وتيرة هدم المنازل.

غطاء سياسي

ويرى أن “جماعات الهيكل” حصلت على غطاء قانوني وسياسي وحزبي وديني من الحاخامات، وتنتظر قرارًا سياسيًا من أعلى المستويات في حكومة الاحتلال لتنفيذ مخططاتهم بالأقصى، ولا سيما مخطط التقسيم المكاني، كما تحاول تشكيل لجنة لإدارة شؤون الأقصى، وطرد الأوقاف الإسلامية من المسجد.

ويتابع “هذه كلها محاولات جس نبض، وفي حال عدم وجود ردود فعل قوية، فهناك احتمالية للبدء بتنفيذ مخططاتهم بحق الأقصى، فهم يحاولون تحقيق أي انتصار لفرض وقائع جديدة على المسجد”.

بدوره، أعلن الحراك الشبابي الشعبي المقدسي عن ليلة غضب الأربعاء في كل أنحاء القدس، داعيًا للاعتكاف والرباط في وجه اقتحام ما يسمَّى “خراب الهيكل”.

وقائع جديدة

ويقول وزير شؤون القدس فادي الهدمي إن الاحتلال يوظف مناسباته لمحاولة فرض وقائع مرفوضة بالمسجد الأقصى خاصةً، ومدينة القدس عامةً.

ويوضح أن دعوات الجماعات المتطرفة لتنظم مسيرة استفزازية بالمدينة مساء اليوم، واقتحام الأقصى غدًا هي بمثابة استفزاز لمشاعر المقدسيين، ومحاولة لفرض وقائع مرفوضة عبر دعوات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.

ويضيف أن “الجماعات المتطرفة المدعومة من حكومة الاحتلال اليمينية، تستغل مناسباتها للتغول الممنهج في القدس والأقصى”.

ويحذّر من أن “الجماعات اليمينية المتطرفة تدفع باتجاه صراع ديني عبر نسفها الممنهج للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى ودعواتها لانتهاك حرمته عبر أداء الطقوس الدينية”.

ويشدد على أن الوضع الخطير في القدس يستدعي من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي تحويل مواقفهم إلى إجراءات عملية ضاغطة على حكومة الاحتلال لوقف انتهاكاتها واعتداءاتها على المدينة وأهلها ومقدساتها.
صفا

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى