العرب تريند

تشديد أمني في بغداد بعد تهديد مليشيا مسلحة بالتظاهر أمام السفارة الأميركية

عربي تريند_ عززت القوات الأمنية العراقية، اليوم الجمعة، من إجراءاتها قرب المنطقة الخضراء، التي تضم مبنى السفارة الأميركية، وذلك بعد تهديدات تداولتها منصات التواصل الاجتماعي في العراق أطلقها فصيل مسلح، ليلة أمس الخميس، بالتظاهر أمام السفارة الأميركية في بغداد

ونشرت مليشيا “أصحاب الكهف”، التي يربط مراقبون ومختصون بشؤون الجماعات المسلحة في العراق صلتها بمليشيا “كتائب حزب الله”، بياناً أعلنت فيه تحشيدها للتظاهر أمام السفارة الأميركية، حيث تُحمّل الفصائل الحليفة لإيران الولايات المتحدة أزمة الكهرباء الحالية، بسبب العقوبات الأميركية على طهران، ومنع العراق من دفع مستحقات الغاز المتأخرة عن استيراد الغاز الإيراني المُشغل لمحطات الكهرباء العراقية.

وتداولت بعض الحسابات لعراقيين على “تويتر”، وسم “حاصروا السفارة”، وأكدوا أنّ التظاهر “يأتي لسحب ملف الكهرباء من الهيمنة الأميركية”، مؤكدين أنّ “التجمع الساعة الخامسة مساءً، في منطقة الجادرية – قرب جسر الطابقين، ثم التوجه بعدها إلى الجسر المعلق على بعد مسافة 800 متر وهو أقرب نقطة للسفارة”.

وكان التحالف الحاكم في العراق “الإطار التنسيقي”، قد حمّل الجانب الأميركي مسؤولية ملف الكهرباء، الأحد الماضي، داعياً الحكومة إلى مخاطبة الجانب الأميركي لإطلاق مستحقات استيراد الغاز الإيراني، من أجل توفير الطاقة في العراق.

من جهته، أكد ضابط برتبة مقدم في قيادة عمليات بغداد، أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لتأمين المنطقة الخضراء ومبنى السفارة الأميركية، مبيناً لـ”العربي الجديد”، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنّ “أياً من الفصائل المسلحة لم يتبن الدعوة للتظاهر بشكل رسمي، والمعلومات المتوفرة لدينا هي أنّ هناك عدم توافق بين الفصائل بشأن التظاهرات التي تتم الدعوة إليها”.

وأضاف أنّ “التعليمات صدرت باتخاذ الإجراءات اللازمة، والاستعداد لأي طارئ”، مؤكداً أنّ “المنطقة الخضراء لم تغلق حتى الآن، إلا أنّه قد يتم إغلاقها حال خروج التظاهرات، وأنّ الإجراءات ستعتمد على حجم التظاهرات وأعداد المتظاهرين”.

وتساءل الباحث في الشأن السياسي العراقي سيف رعد طالب، في تغريدة له: “كيف ستتعامل حكومة (محمد شياع) السوداني مع هذه الدعوة لمحاصرة السفارة الأميركية؟”.

من جهته، أكد الباحث مهند الجنابي، أن “الدعوات إلى التظاهر ضد السفارة الأميركية كشفت لنا ارتباط عشرات القنوات وفصائل الظل على (تليغرام) بأصحابها الحقيقيين، والتي نشطت في إخفاء هويتها منذ مقتل (قاسم) سليماني قبل 3 أعوام”.

وكانت ما تسمى “تنسيقية المقاومة العراقية”، قد هدّدت، نهاية الشهر الفائت، باستئناف عملياتها العسكرية ضد القوات الأميركية في العراق، مؤكدة أن توقف عملياتها ليس قبولاً باستمرار الوجود الأميركي، وأن “استمرار وجود القواعد العسكرية والقوات القتالية والطيران العسكري الأميركي يحتم علينا الرد”.

يجري ذلك في وقت تشهد الساحة العراقية حالة من الهدوء الأمني غير المسبوق بين الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، والقوات الأميركية في العراق، بعد توقّف عمليات القصف واستهداف المصالح الأميركية منذ ما يزيد عن 6 أشهر. وتُعَدّ فترة التهدئة هذه الأطول منذ مقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع يناير/ كانون الثاني 2020.

وجاءت هذه التهدئة، التي لم تُعلَن رسمياً، بعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني من قِبل “الإطار التنسيقي”، الذي يجمع الكتل والأحزاب المقربة من طهران.

وقبل تشكيل حكومة السوداني، في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانت القواعد والمعسكرات التي تضم القوات الأميركية في العراق، تتعرض دائماً لعمليات قصف من قبل فصائل مسلحة تُعرّف عن نفسها بمصطلح “فصائل المقاومة الإسلامية”، بواسطة طائرات مسيّرة أو صواريخ “كاتيوشا”، إضافة إلى استهداف أرتال الدعم اللوجستي التابعة لقوات التحالف الدولي.

وكان آخر هجوم صاروخي شهدته المنطقة الخضراء قد وقع، في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، بصواريخ سقط عدد منها في محيط السفارة الأميركية، أعقبته هجمات بعبوات ناسفة استهدفت ما تعرف بأرتال الدعم اللوجيستي التي تحمل معدات غير عسكرية لقوات التحالف في العراق، آخرها في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى