صحة وجمال

تقنية جديدة للوقاية من سرطان الجلد

يعد سرطان الجلد من أصعب أنواع مرض السرطان وهو عبارة عن نمو غير طبيعى فى خلايا الجلد وغالبا ما يظهر فى الأماكن دائمة التعرض لأشعة الشمس ويتميز بأنواعه المختلفة التى تتدرج فى مدى خطورتها، ويصيب سرطان الجلد النساء بشكل عام لكنه يصيب الشقراوات بشكل أكبر بينما يكون أكثر خطورة عندما يصيب صاحبات البشرة السمراء نظرا لصعوبة اكتشافه فى مراحل مبكرة، وحاول العلماء الوصول إلى طرق جديدة ومبتكرة للوقاية من سرطان الجلد حيث ابتكر مجموعة من العلماء جهازا صغير الحجم يقيس كمية الأشعة الضارة التى يتعرض لها الفرد على مدار اليوم ليقيه من الإصابة بالمرض.

من المعروف أن الإفراط فى التعرض للأشعة فوق البنفسجية يؤدى إلى زيادة خطر الإصابة بمرض سرطان الجلد بأنواعه المتعددة، لذا يعمل هذا الجهاز الذى يوفر طريقة سهلة وبسيطة للوقاية من المرض على قياس الأشعة فوق البنفسجية عندما يتعرض الفرد للشمس بغرض الحماية من الآثار المدمرة لهذه الأشعة الضارة.. وقام مجموعة من الباحثين بجامعة نورث ويسترن للطب، ومعهد نورث ويسترن للهندسة بولاية إلينوى بالولايات المتحدة الأمريكية بتطوير الجهاز وهو عبارة عن مستشعر لاسلكى صغير يعمل دون بطارية ويعد أصغر جهاز قابل للارتداء فى العالم حيث لا يزيد حجمه عن حجم ظفر الإصبع ويمكنه التعرف على الأشعة التى تنبعث من الشمس ويسمح لمن يستخدمونه بقياس معدلات الأشعة الضارة عندما يكونون فى الخارج، كما يمكنه العمل تحت سطح الماء لذا فهو يصلح للاستخدام على الشواطئ. ونظرا لأن الجهاز صغير الحجم فيمكن تثبيته على أحد أظافر اليد أو وضعه على القبعة أو النظارة الشمسية أو ساعة اليد التى يرتديها الفرد. وأشار العلماء إلى أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد يكون مفيدا لأنه يساعد على إنتاج فيتامين «دى» بالجلد الضروري لصحة العظام وذلك فى حالة التعرض لها بمعدلات قليلة لذا فإنه من الضروري التأكد من معدلات الأشعة التى يتعرض لها الفرد.

حماية دائمة

ويعمل الجهاز على قياس ثلاثة أطوال مختلفة من الضوء وبالتالى يتمكن الفرد من معرفة الأنواع المختلفة من الأشعة التى يتعرض لها جسمه خلال ساعات النهار من خلال إرسال بيانات ومعدلات التعرض لها إلى هاتفه المحمول فعندما تمر أشعة الشمس إلى داخل الجهاز من خلال نافذة صغيرة الحجم يمر الضوء على جهاز استشعار دقيق فيولد تيارا كهربائيا يتناسب مع شدة الضوء ليرسل إنذارا عبر الهاتف المحمول، الذى يتصل بالجهاز لاسلكيا، إذا تعرض الفرد لأشعة الشمس لوقت طويل. ويحدد الجهاز كمية الضوء المناسبة للفرد التى يمكنه أن يتعرض إليها دون أية أضرار، كما ينبهه فى حالة تعرضه لأشعة الشمس لفترات طويلة إلى أنه بحاجة لعدم التعرض للمزيد من الأشعة الضارة التى من الممكن أن تصيب بشرته بأذى. ويقول دكتور ستيف زو طبيب الأمراض الجلدية وأحد الأطباء الرئيسيين المشاركين فى تطوير الجهاز إن الأشعة فوق البنفسجية أشعة مسرطنة وهى واسعة الانتشار لذا فإن سرطان الجلد من أكثر أنواع مرض السرطان انتشارا على مستوى العالم وحتى الآن لا يعرف الكثيرون المقدار المناسب من تلك الأشعة التى يجب أن يتعرض إليها الفرد، لذا فإن هذا الجهاز يعد ابتكارا مميزا فى هذا الصدد فهو يساعد كل فرد وفقا لطبيعة بشرته وطبيعة عمله والساعات التى يقضيها فى الخارج على التعرض للقدر المناسب من تلك الأشعة حتى يستفيد جسمه منها ويتجنب أضرارها.

استخدامات متعددة

ذكر العلماء أنه تم تطوير الجهاز ليتمكن من العمل لفترات طويلة دون توقف، وقال البروفيسور جون روجرز الذى قاد فريق الباحثين الذين طوروا الجهاز إن الجهاز سيكون متوافرا فى الأسواق قريبا ومن المتوقع أن يبلغ سعره 60 دولارا أمريكيا. ويتميز الجهاز بأنه ليس له أية أضرار أو آثار جانبية سلبية على الجسم، وتم اختباره على مجموعة من كبار السن الذين يتلقون علاجا لهشاشة العظام بالضوء الأزرق الذى يصدر الأشعة فوق البنفسجية بنسب مفيدة فى العلاج. وأشار البروفيسور روجرز إلى أن الجهاز سيكون بمثابة ثورة فى مجال الوقاية من سرطان الجلد بأنواعه المختلفة لأنه يحمى من زيادة التعرض لأحد أخطر أنواع الأشعة الشمسية وهى الأشعة فوق البنفسجية وهى أشعة تتميز بطول موجى قصير المدى وتتسبب فى إصابة الجلد بالحروق والالتهابات المختلفة بالإضافة إلى الأمراض الجلدية الخطيرة، لذا ينصح الأطباء دائما بالحرص الشديد عند التعرض إليها لما لها من أضرار ومخاطر على الصحة. وإلى جانب الاستخدام التقليدى للجهاز الجديد فقد كشف الباحثون أنه يمكن الاستفادة من الجهاز فى جوانب طبية أخرى مثل قياس معدلات الضوء الأبيض الذى ينصح الأطباء النفسيون الأفراد المصابين باضطرابات مزاجية خاصة فى الفترة بين الفصول أو المصابين بما يعرف بالاكتئاب الموسمى بالتعرض إليه بشكل يومى، كما يمكن استخدام الجهاز فى حضانات الأطفال حديثى الولادة الذين يعانون من مرض الصفراء لأنه من الممكن أن يساعد الأطباء على معرفة مدى حصول الطفل الرضيع على الجرعة اللازمة من الضوء الأزرق اللازم لشفائه.

المصدر
نصف الدنيا
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى