صحة وجمال

احذرى متلازمة الطفل الأوسط

عناد وعصبية الابن المتوسط هما شكوى العديد من الأمهات اللاتى تتعالى صرخاتهن من الفوضى التى يتسبب فيها مع إخوته وتمرده على تنفيذ الأوامر الموجهة إليه فتجد الأم حائرة فى التعامل مع هذه الشخصية المتناقضة التى تجدها تبكى طوال الوقت بسبب فرط الحساسية وفى ذات الوقت تجدها شخصية عصبية ردود فعلها عنيفة عن ما يضايقها، لكنها لو تعلم أن الابن الأوسط إذا منحته تركيزا ورعاية أكثر وثقة بالنفس سوف يصبح شخصية قيادية عن جدارة مثل الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات ونيلسون مانديلا لذلك يجب أن تتعلم الأم كيفية التعامل مع متلازمة الطفل الأوسط عند الطفل.

الدكتورة أسماء عبد العظيم إخصائية العلاج النفسى والعلاقات الأسرية وتعديل سلوك الأطفال ترى أن متلازمة الابن الاوسط حقيقة وواقع فى كل أسرة وهناك صرخات تتعالى فى المنازل من الابن الأوسط وعناده وفى الحقيقة عناد الطفل الأوسط استجابة طبيعية لما يشعر به ويعانيه وعلى الرغم من شدة عناده فهو الأشد إحساسا بالظلم وأكثر الأبناء طيبة وتعاونا فمنذ ولادته وهو يشعر بأنه تحت سلطة الابن الأكبر فهو التابع له فضلا عن خشية وخوف الوالدين من تدليله حتى لا يثير ذلك غضب الابن الأكبر وغيرته وبالإضافة إلى عدم قدرة الأم على التكيف مع الواقع الجديد وهى أن عليها أن تهتم بطفلين وليس بطفل واحد وقد يعانى الطفل الأوسط أحيانا من الإهمال وعدم قدرة الآباء على إشباع احتياجاته بشكل كامل على العكس تماما لو كان الطفل الأول فله كامل الاهتمام والرعاية فالمسئولية الزائدة على الأم تجعلها دائما مرهقة وغير قادرة على التكيف، ويزداد الأمر سوءا شعوريا أو لا شعوريا مثل التبول اللاإرادى وشعوريا مثل العناد أو العدوانية وقد تظهر اضطرابات نفسية وواضحة مثل شعوره الدائم بالقلق وإحساس عدم الأمان وقضم الأظافر الأمر الذى قد يؤثر على تحصيله الدراسى وتفاعله الاجتماعى وبالرغم من ذلك تجده يقدم المساعدة فى أعمال المنزل أو غيرها لرغبته فى سماع كلمات المدح والثناء ولفت الانتباه والتعبير عن نفسه بشكل واضح .

ويؤكد على هذا الكلام الدكتور محمد هانى استشارى الصحة النفسية والعلاقات الزوجية والأسرية وتعديل سلوك الأطفال:فيقول دائما ما يتعرض الطفل المتوسط للإهمال الشديد حيث يشعر دائما بأنه ليس له قيمة داخل أسرته وغالبا ما يشعر بالتشتت ما بين صفات الطفلين الأكبر والأصغر ويشعر دائما بأن دوره مهمش داخل الأسرة ويترجم هذا الشعور بانطواء وعزلة. كذلك قد يقع الآباء فى فخ المقارنات بين الأبناء وبعضهم من حيث الصفات أخوك متكلم أكثر منك وهذه المقارنات تتسبب فى وجود عدة تراكمات عند الطفل الأوسط وهذه التراكمات هى السبب الرئيسى وراء عصبيته وعناده وهذا ما يسمى متلازمة الابن الأوسط وتزداد هذه المتلازمة فى حالة إنجاب طفل خلفه مباشرة.

علاج المتلازمة

وعن كيفية تجنب وجود مثل هذه المتلازمة عند أبنائنا يجب مراعاة الفروق الفردية بين أطفالنا فهذا يعتبر من أهم أسس علاج هذه المتلازمة كذلك تخصيص الأب والأم وقتا لكل طفل بوجود جلسات احتوائية لكل طفل على حدة مما يشعر كل ابن فى العائلة بقيمته عند الأب والأم وتهدأ الغيرة بينهم.

كذلك عدم التمييز فى التحفيز للأكبر والأصغر عن المتوسط فتجد الكثير من الآباء يهدون الابن الأكبر بهدية مميزة أو غالية وتهدى الطفل المتوسط هدية قيمتها أقل وهذا يتسبب فى إحساس بالغيرة والقهر ويترجم فى صورة عصبية وعناد مع الأم والأب وتصل إلى حد ضرب الطفل المتوسط للأكبر وتحدث الفوضى التى تشتكى منها الأمهات لأن الطفل المتوسط مشحون من الطفل الأكبر ولا يتحمل منه أى توجيه له على خطأ لذلك فمن المهم عدم التمييز فى التحفيز كذلك فمن المهم عدم توبيخ الأولاد أمام بعضهم البعض لأن هذا يسبب ضعف شخصية الأولاد أمام بعضهم، ولكنى هنا أقول إن الأم لا يجب أن تتحمل الفاتورة كاملة فى التربية فالمسئولية يجب أن تقسم بين الأبوين حتى تكون النتيجة أبناء واثقين فى أنفسهم.

وليتعلم الأبناء من الأبوين تقسيم المسئوليات يجب أن يكون للأب دور فى التربية لأن الابن الأوسط دائما ما يكون متأثرا بالأبوين ولو تخاذل أحدهما عن تأدية دوره تجده أول المتأثرين فالأم لها دور بالطبع كبير أما الأب فيعتقد أنه بمجرد أن يصرف على أبنائه ويراهم كزائر آخر اليوم فبذلك يكون أدى دوره كأب ولكن الحقيقة عكس ذلك فالأب دوره لا يقتصر على أن يكون بنكا متحركا، وبعيدا عن دور التخويف الذى يجب أن يقوم به الأب يجب أن يصاحب أبناءه ويستمع لشريط أحداث كل ابن فيهم على حدة بحيث يشعر الأبناء أن للأب دورا فى الحياة مما يجعل الأبناء يكتسبون منه الصفات الحميدة .

أما الدكتورة سعاد المراغى أستاذة علم الاجتماع فترى أنه إذا تعامل الآباء مع الأبناء المتوسطين بصورة احتوائية استطاعوا من خلالها منحهم الثقة وسوف يكونون شخصيات مهمة فى المجتمع، وسوف يخرج منهم الزعماء لأن شخصيتهم قوية، فهم إما أن يعيشوا فى بيئة تخرج منهم الصفات الحسنة والطيبة أو يتحولوا لأشخاص عصبيين لأن الابن المتوسط يتمتع بصفات مختلفة عن الابن الأكبر وكذلك الأصغر، فتجده أول من يعرض المساعدة عندما يجد فى أسرته من يحتاج للمساعدة، وتربية الأبناء هى تربية للمجتمع بأكمله لأنك بذلك تمنح المجتمع شخصية سوية تفيد المجتمع بدلا من إهمالهم ليخرجوا بصورة سيئة وعشوائية للمجتمع.

ويرى الدكتور أحمد المعتصم خبير التنمية البشرية أن الطفل المتوسط فى أغلب الأحيان مظلوم ومتحير ما بين دلع وعناد الطفلين الأكبر والأصغر خاصة أن شخصية الطفل الأكبر تكون مختلفة تماما عن شخصية الطفل الأصغر فيتحير الأوسط ما بين الأخوين ولا يجد تركيز الآباء حتى يتخير التصرف المناسب لذلك تجد فى شخصية الطفل المتوسط تناقضا كبيرا فتجده حساسا جدا ويتأثر ويبكى من أى موقف بسيط وفى ذات الوقت تجده تحول لإنسان يرد عن غضبه بعنف شديد وهذا ما يشتكى منه الآباء ردة الفعل العنيفة .

ويؤكد المعتصم على أن شخصية الطفل المتوسط سهلة التعامل على الرغم من أنها تبدو صعبة وتحتاج من الأب والأم تركيزا وتحكما فى انفعالاتهما وردود أفعالهما تجاه تصرفاته ومنحه وقتا أثناء ثورته لكى يهدأ ثم يبدآن فى الحديث معه ولا ينجرفان معه ولا ينفعلان لانفعاله، ما يقولانه أننا سوف نتركك لتهدأ ولكن الخطأ غير مقبول.

وهذه الشخصية أيضا تحتاج من الأم تنظيم الوقت بحيث لا يشعر بعشوائية الوقت أى أنه يجلس فى هذه اللحظة ليعرف ما سوف يفعله فى اللحظة القادمة والطفل الأوسط سوف تجده أول الملتزمين بهذا الجدول والنظام، كذلك منحه الثقة بنفسه طوال الوقت والتركيز على نقاط القوة فيه مما سوف يجعله يبدع، كذلك على الأم دائما أن تحفزه بكلمات التشجيع على الأفعال الجيدة التى يقوم بها وعلى مسئوليته ناحية إخوته.

المصدر
نصف الدنيا
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى