المغرب العربي

صدمة في تونس.. مدرسة تتاجر بالأطفال وتلقنهم التطرف

أغلقت السلطات التونسية مدرسة في مدينة الرقاب من محافظة سيدي بوزيد وسط غرب #تونس، بعد ثبوت تورطها في الاتجار بالأطفال القصر وارتكاب انتهاكات بحقهم، إلى جانب تلقينهم أفكارا وممارسات متطرفة.

وقالت وزارة الداخلية التونسية، في بيان الأحد، إنها ضبطت مدرسة قرآنية بمنطقة الرقاب التابعة لولاية سيدي بوزيد، تأوي مجموعة من الأطفال والشبان في ظروف غير ملائمة، يتعرضون لسوء معاملة، ولاستغلال اقتصادي.

وأوضحت أن وحدات أمنية عثرت في المدرسة “على 42 شخصا تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عام و27 راشدا بين 18 و35 عاما، تبين أنهم يقيمون اختلاطا بنفس المبيت في ظروف لا تستجيب لأدنى شروط الصحة والنظافة والسلامة وجميعهم منقطعون عن الدراسة”.

اتجار بالأطفال واستغلال وعنف
إلى ذلك أفادت الوزارة بأنهم يتعرضون للعنف وسوء المعاملة ويتم استغلالهم في مجال العمل الفلاحي، وأشغال البناء ويتم تلقينهم أفكارا وممارسات متطرفة.

وقالت إنها احتفظت بصاحب المدرسة بعد إذن النيابة العامة من أجل “الاتجار بالأشخاص، وبالاستغلال الاقتصادي لأطفال والاعتداء بالعنف، ومن أجل الاشتباه في الانتماء إلى تنظيم إرهابي”، وبامرأة تزوجت به عرفياً، مضيفة أنها أذنت بإيواء الأطفال في أحد المراكز المندمجة للشباب والطفولة وتمكينهم من الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية اللازمة.

وتقع تلك المدرسة في منطقة خالية من التجمعات وبعيدة عن الشوارع الرئيسية، ببلدة الريحانة من معتمدية الرقاب بسيدي بوزيد، ويشرف عليها أحد الشيوخ الذي سجلت في حقه شبهات إرهاب منذ عام 2011، وقد صدر في حقها قرار غلق منذ مدة طويلة بعد شكايات من الأهالي الذين شككوا في نشاطها ولاحظوا تحركات مريبة داخلها، إلا أن المشرفين عليها لم يمتثلوا لهذا القرار وواصلوا استقطاب الأطفال من كافة مدن البلاد لتدريسهم وإيوائهم.

وكانت وزارة المرأة والأسرة والطفولة، أكدت في بيان لها، أنها أرسلت فريقا إلى المدرسة، وعاينت وجود 42 قاصرا من الذكور تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة، إضافة إلى وجود عدد من الأشخاص الراشدين، كما تمت ملاحظة عدد من التجاوزات التي من شأنها أن تمثل مصدر تهديد مباشر على السلامة المادية والمعنوية للأطفال الموجودين بهذا الفضاء من بينها الانقطاع المدرسي، وسوء المعاملة والاحتجاز، والاستغلال الاقتصادي وزرع أفكار التعصب والكراهية، إضافة إلى ظروف إقامة سيّئة للغاية، وهو ما يؤشر على وجود شبهات حول الاتجار بالبشر.

النهضة تدافع
وأثار خبر إغلاق هذه المدرسة ضجّة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تجنّد أطراف من #حركة_النهضة للدفاع عن أصحاب المدرسة والثناء على أهدافها والتنديد بقرار السلطات غلقها، كما انتشرت صور الأطفال الذين يدرسون بالمدرسة، وظهروا وهم يرتدون القمصان الطويلة.

وفي هذا السياق، استنكر النائب عن حركة النهضة ناجي الجمل، تدّخل السلطات بالقوة لغلق المدرسة والاتهامات الموجهة لها، مشيرا إلى أن عقلية الاستبداد وتجفيف منابع التدين مازالت تحكم تصرفات بعض أجهزة الدولة، بحسب تعبيره.

لكن الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للقضاء عماد الخصخوصي، ندّد بتلك المواقف ومحاولات البعض ربط من يوجه نقدا لهذه الظاهرة الغريبة ويتدخل لوضع حد لها بعدائه للقرآن والدين.

وتساءل الخصخوصي في هذا السياق قائلا، “هل رأى أيّ شخص مدرسة بهذا التفرد والتميز باللباس والإدارة والإنزواء عن العموم، منذ متى يلبس أطفالنا ألبسة غريبة ودخيلة أثناء الدراسة في هذه السن، ومنذ متى يتم تدريس الأطفال دورسا موازية غير الرسمية، بعيدا عن أهلهم لمدة تصل لحدود سنة؟”.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى