صحة وجمال

كل ما تريد معرفته عن «لقاح الإنفلونزا»

للقاح الإنفلونزا إيجابيات وسلبيات، ومن ثَمَّ يجب معرفة كل ما له علاقة بهذا اللقاح؛ للحفاظ على صحتك خلال الشتاء عمومًا، وخلال موسم الإنفلونزا.

  • مَنْ يجب عليه أخذ هذا اللقاح؟: تتغير سياسة لقاحات الإنفلونزا حول العالم باستمرار، خاصة حول من يجب أن يتلقى اللقاح، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا كانت تُوصي به فى البداية فقط للأشخاص الذين يعانون مخاطر عالية، بما في ذلك الأطفال الصغار، والحوامل، وأولئك الذين يعانون ضعفًا في جهاز المناعة أو الأمراض المزمنة، ومَنْ هم فوق سن الخمسين، ولكن منذ 2010 نصحت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها باللقاح لجميع من هم أكبر من ستة أشهر، في محاولة للتأكيد على حماية البالغين الذين تضرروا بشدة من تفشي هذا المرض فى عام 2009؛ حيث أودي بحياة نحو 79400 مريض.

وهو نهج مختلف عن أوروبا وأستراليا؛ حيث لا يتم تشجيع البالغين الأصحاء هناك على التطعيم، وبينما يُنظر في الولايات المتحدة إلى الإنفلونزا على أنها مرض قاتل محتمل، يعتبر في المملكة المتحدة وأوروبا مجرد نوع من الإزعاج، الذي يمر بشكل عام مع بعض الراحة في السرير والكثير من الحساء الساخن، ولكن الخبراء يتفقون على أن كلا التعاملين جيدًا حسب المكان والظروف، وطبيعة الحياة، والعمر والعمل.

  • مدى فاعلية اللقاح من سنة لأخرى: تتباين فاعلية اللقاح من عام لآخر، حسب توافق سلالات الإنفلونزا مع اللقاح في ظل حدوث طفرات واردة؛ حتى وإن كانت قليلة، وعمومًا فإن نسبة الفاعلية هي بين 40 و60 في المائة، إلا أنها عند نسبة 40 في المائة خلال الخمس عشرة سنة الماضية.

ويلعب جهاز المناعة لدينا دورًا في الفاعلية أيضًا، وحسب الخبراء فإن الاستجابة المناعية لدينا صارت تتدهور بسرعة، وهناك خسارة بنسبة 20 في المائة كل شهر في فاعلية اللقاح بعد التلقيح؛ ولذلك فقد تغيرت نصائح الخبراء من التطعيم في نهاية شهر أكتوبر إلى التشجيع على التطعيم طوال موسم الإنفلونزا، وحسب هؤلاء فإن بعض الحماية أفضل من لا شيء عندما يتعلق الأمر بالإنفلونزا، وهو مرض يمكن أن يكون شديدًا بشكل غير متوقع.

والحقيقة أن الإنفلونزا لا تُشبه معظم الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، فمثلًا تبلغ نسبة نجاح تطعيمات الأطفال أكثر من 90 في المائة، وفي بعض الحالات 100 في المائة لأن هذه الفيروسات لا تتحور، ولكن فيروسات الإنفلونزا تتغير وتتحور من عام لآخر، وهذا هو السبب في أن منظمة الصحة العالمية تتابع ترصد الإنفلونزا في جميع أنحاء العالم طوال العام؛ لتحديد المتغيرات المختلفة للسلالات التي ستُصبح منتشرة، وبعد تقديم التوصيات في فبراير من كل عام، يبدأ المصنّعون إنتاج اللقاحات التي تتضمن ثلاثًا أو أربعًا من السلالات المتوقعة، التى ستنتشر بعد نحو ستة أشهر، وتشكّل السلالات المتضمنة في اللقاح نحو 99.99 في المائة من جميع الإنفلونزا، ولكن حتى تحديد السلالة الصحيحة لا يمكن أن يمنع الفيروس من تغيير شكله، خلال فترة الإنتاج القصيرة.

وعمومًا فإن الهدف من اللقاح هو الحد من انتقال العدوى؛ حيث يمكن للمصابين بفيروس شديد العدوى نقله إلى الآخرين قبل ظهور الأعراض عليهم، لذلك فإنهم قد يُصيبون عن دون قصد، شخصًا يعاني ضعفًا في جهاز المناعة، وكذلك فإن كل شخص هو عُرضة لخطر التواصل مع سلالة أخرى قد لا يكون نظامه المناعي محميًا منها، ولقاح الإنفلونزا السنوي يحتوي على عدة سلالات مختلفة من الفيروس، ما يسمح لجسمك بتطوير مناعة ضد كل منها، وليس ضد نوع واحد فقط.

ودائمًا يؤكد الخبراء أن التعرض للمرض يمكن أن يؤدي إلى زيادة المناعة في بعض الحالات، ولكن هذا يأتي ضمن خطر حدوث مضاعفات مرتبطة بعدوى طبيعية؛ كحدوث الالتهاب الرئوي والفشل التنفسي، إن أهم فائدة للقاح الإنفلونزا ليس منع الإصابة تمامًا، فإذا تلقيت اللقاح ورغم ذلك أُصبت بالعدوى، فستقل احتمالية تطور المرض ودخول المستشفى.

ويؤكد الخبراء، أن اللقاح نفسه لن يصيب أي شخص بالإنفلونزا، فيما قد يشكو البعض من حمى أو تعب أو آلام في العضلات بعد تلقي اللقاح، الذي قد يكون نتيجة لراحة الجهاز المناعي، وهو يُشبه ممارسة تمرين شاق؛ حيث يشعر جسمك بالقلق لأن عضلاتك تزداد قوة، كما يمكن أيضًا أن تُصاب بالمرض المزمن نتيجة واحد من 200 فيروس لن يستجيب للتطعيم، ولكنه قد يسبب أعراضًا مماثلة، وقد يكون مرضك أيضًا ناتجًا عن لقاح في توقيت غير مناسب؛ حيث يستغرق اللقاح فترة تصل إلى أسبوعين بعد التطعيم؛ لتتم حمايتك من

الإنفلونزا، ويمكن أن يصادف شخص ما الفيروس قبل بدء عمل اللقاح.

  • الآثار المحتملة: يؤكد الخبراء أن لديهم فهمًا شاملًا لما هو موجود في هذا اللقاح، ومع ذلك فإن هناك شكوكًا بشأن مكونات معينة، مثل الفورمالديهايد التي تُستخدم في الإنتاج لإبطال نشاط الفيروس ثم إزالته، تاركًا وراءه كمية ضئيلة من المادة الحافظة المحتوية على نوع من الزئبق بمستويات غير سامة، وتتضمن المكونات الأخرى مثبتات، مستحلبات، ومضادات حيوية، والتي تم اختبارها من أجل السلامة.. إذا كنت قلقًا بشأن المادة الحافظة، اطلب من طبيبك خيارًا خاليًا من المواد الحافظة.

أما الآثار الضارة النظامية الوحيدة لمكونات اللقاحات والتي تم توثيقها، فهي ردود الفعل التحسسية بين الأفراد الذين لديهم حساسية من عنصر معين، مثل التورم أو الاحمرار في موقع الحقن، وبخلاف ذلك لم يتم توثيق أي ردود فعل سلبية ناجمة عن اللقاح.

ولعل من الضروري الإشارة إلى محاولات تطوير وإنتاج لقاح عالمي للإنفلونزا، يحتاج فقط إلى إعطائه مرة واحدة في العمر بدلًا من كل عام، ولكن ما زال من الصعب القول متى سيصبح مثل هذا اللقاح متاحًا، بالنظر إلى التحديات وطول الفترة الزمنية اللازمة لإجراء دراسات لإثبات عمله.

المصدر
عاجل
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى