منوعات

هذا ما قاله كارلوس غصن من سجنه عن استقالته من “رينو”

دخلت قضية منقذ شركة “نيسان” رجل الأعمال اللبناني الأصل (يحمل الجنسيتين الفرنسية والبرازيلية أيضاً) كارلوس غصن، مرحلة جديدة بعد تعيين مجموعة تصنيع السيارات الفرنسية “رينو” تييري بولوريه رئيساً تنفيذياً جديداً وجان-دومينيك سينار رئيساً لمجلس الإدارة، مكان غصن الذي كان يشغل كلا المنصبين منذ 14 عاماً.

واستبق غصن خطوة “رينو” بالاستقالة الخميس من مجلس إدارتها، في حين أن “نيسان” التي انتشلها من الإفلاس سارعت بعد يومين من توقيفه إلى إقالته من منصبه.

سفينة بلا قبطان؟
ونقل منسّق اللجنة المركزية لدعم قضية كارلوس غصن، الدكتور عماد عجمي، (صديق مقرب من غصن شكل تلك اللجنة بمبادرة خاصة، إلا أنها تنسق مع الخارجية اللبنانية) لـ”العربية.نت” بعد لقائه غصن الخميس في معتقل “كاسوغاي” في طوكيو قوله، إنه “قدّم استقالته من “رينو” بمحض إرادته وبعقلية رجل الأعمال الناجح، إذ برأيه كيف يمكن لقبطان قيادة سفينة من بعيد وهو ليس على متنها؟”، واصفاً قراره بـ”الحكيم والصائب ويعكس مدى نجاحه وخبرته في مجال إدارة الأعمال، وهو بقرار الاستقالة أنقذ ماء وجه “رينو” والسلطات الفرنسية التي تملك 15% منها حتى لا تتخذ قرارات تُنتقد عليها لاحقاً”.

غصن يكرر أنا بريء..ويوضح مسألة رجل الأعمال السعودي الجفالي
يذكر أن محكمة في اليابان رفضت عدة طلبات إخلاء سبيل مشروطة تقدّم بها محامو كارلوس غصن مقابل موافقته على كل طلبات المحكمة وإيداع جواز سفره لديها، وتعهد بعدم مغادرة طوكيو وكل ما يلزم من تعهدات أخرى تطلبها المحكمة، وكان آخر طلب إخلاء سبيل رفض من قبلها قبل يومين.

من جهته، شدد عجمي على “أنه حتى لو قررت المحكمة الإفراج عنه بكفالة مشروطة فهو لن يُغادر طوكيو بانتظار محاكمته التي لن تبدأ قبل نهاية العام”.

كما أكد بعد زيارته غصن الذي يلتقي حصراً بمحاميه وبعض السفراء والدبلوماسيين “إنه بدا بصحة لا بأس بها رغم خسارته نحو 10 كلغ من وزنه بسبب معاناته القاسية”.

ونقل عن غصن تكراره “بأنه بريء، وبأن التهم الموجّهة ضده واهية هدفها تشويه صورته، وأنه يُفنّدها أمام المحققين اليابانيين الذين يستجوبونه يومياً ولمدة 5 ساعات بغياب محاميه”.

أما في ما خص أموال الدول العربية، لا سيما عمان والسعودية وبيروت، فأوضح غصن من سجنه كما نقل عجمي “أنه في العام 2008 عندما أصاب الانهيار الاقتصادي العالمي المؤسسات كافةً، لم يُجرِ بمفرده الاتفاق مع خالد الجفالي وحده بل “نيسان” بكاملها، وجرى التوقيع على الاتفاق من قبل 4 قياديين في الشركة بعد دراسته وعرضه على مجلس الإدارة”.

وكانت صحيفة نيكاي اليابانية نقلت في العاشر من يناير عن مصادر أن غصن سعى لترتيب قرض بنحو 3 مليارات ين من #شركة_نيسان لرجل الأعمال السعودي خالد الجفالي عام 2008، حيث قام بعدها #الجفالي بمساعدته على تغطية خسائر صفقة للتحوط من مخاطر العملات.

وتلتزم عائلة غصن عدم الدخول في القضية وتناولها عبر الإعلام، تاركةً الأمر للقضاء، باعتبار أن غصن رجل أعمال والقضية مرتبطة بشركات عالمية.

غير أن زوجته الثانية كارول نحّاس دخلت على خط القضية في 14 يناير/كانون الثاني، بإرسالها كتاباً إلى منظمة “هيومن رايتس ووتش” حضّت فيها على لفت الأنظار إلى “أسلوب المعاملة الفظ” التي يتعرض لها زوجها خلال احتجازه في سجن باليابان. كما أنها كررت مناشدة الرئيس الفرنسي التدخل عبر رسالة وجهتها إليه قبل أيام، بحسب ما ذكرت في مقابلة مع مجلة “باري ماتش الأسبوعية”.

هذا التدخل برأي عجمي انعكس سلباً على مسار القضية، لأن من شجّعها على التحدث أو حتى إرسال الرسالة يبدو أنه لا يفقه بالقوانين والتقاليد اليابانية، كاشفاً عن “أن هذا الكتاب وصل إلى مكتب المنظمة الدولية قبل يوم من قرار المحكمة إعادة النظر في إمكانية الإفراج عنه بكفالة مشروطة بناءً على طلب محاميه أو إعادة توقيفه”.

مصير التحالف الثلاثي
وكان كارلوس غصن الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والبرازيلية، أوقف في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في اليابان للاشتباه في عدم تصريحه عن جزء من دخله يبلغ نحو خمسة مليارات ين (44 مليون دولار) بين عامي 2010 و2015، إضافة إلى تهم بالاحتيال وخيانة الثقة في اليابان. وبعد يومين من اعتقاله، أقال مجلس إدارة مجموعة “نيسان” رئيسه كارلوس غصن، وفي وقت لاحق، تحديداً في 26 نوفمبر، حذت “ميتسوبيشي موتورز” أحد أطراف التحالف القوي الذي كان يرأسه غصن، حذو شقيقتها “نيسان” بعزل غصن وتعيين رئيس تنفيذي مؤقت بديلاً عنه.

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير الخميس، في منتجع دافوس السويسري، “إن تعزيز نشاط “رينو-نيسان” يجب أن يحتل الأولوية المطلقة لقيادة “رينو” الجديدة.

ورحّب رئيس شركة “نيسان” هيروتو سايكاوا بتعيين قيادة جديدة لمجموعة “رينو” مكان قطب صناعة السيارات السابق كارلوس غصن، أملاً في فتح “فصل جديد” من العلاقات بين الشريكين.

وهنا تساءل عجمي “لماذا عيّنت “رينو” مجلس إدارة جديداً في حين أن “نيسان” اكتفت بخطوة الإقالة من دون تغيير مجلس الإدارة؟”، مستطرداً “ما مصير تحالف الثلاثي نيسان-رينو-ميتسوبيشي بعد إقالة غصن من إدارتها؟ وماذا فعل الوفد الفرنسي الرسمي والخاص الذي زار اليابان في الفترة الأخيرة، وهل تمكّن من إقناع شركتي “نيسان” و”ميتسوبيشي” باستمرار التحالف أم فشل؟

ليوضح: “يبدو أن التحالف فشل، لأن الجانب الفرنسي طرح بأن تكون هناك صيغة جديدة لهذا التحالف تحت مسمّى “شركة هولدينغ” أي شركة قابضة تجمع الشركات الثلاث، لكن هذا الطرح لم يحظ بموافقة اليابانيين الذين يُطالبون بإعادة النظر بالاتفاق الذي جرى عام 1999 بين شركتي “ميتسوبيشي” ورينو” والذي كان يُعطي “رينو” حصة 43% من “نيسان”، فيما يُعطي “نيسان” 15% من “رينو” من دون حق التصويت أو زيادة هذه الحصة، أو إلغاء الاتفاق نهائياً، وهذا ما لا يريده الفرنسيون وحتى اليابانيون في الوقت الحاضر”، مشيراً في السياق إلى “أن حجم مبيعات “نيسان” فضلاً عن التكنولوجيا التي تملكها يتفوّق على “رينو”، كما أن قيمة أسهم “نيسان” في الأسواق العالمية أعلى من تظيرتها الفرنسية “رينو”.

يوم دعم لكارلوس غصن
يذكر أن اللجنة المركزية لدعم كارلوس غصن تنظم “يوم دعم له في العالم” في الأسبوع الأول من آذار/مارس المقبل بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والجاليات المنتشرة ووزارة الخارجية اللبنانية.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى