قطر

الثقافة القطرية تتألق بمنتدى سان بطرسبورغ الثقافي

سجلت دولة قطر مشاركة كبيرة في فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الثقافي الدولي في دورته السابعة، الذي استمر أربعة أيام، بين 14 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بمشاركة نحو أربعين ألف شخص من مختلف بلدان العالم.

وجاءت المشاركة القطرية في المنتدى كضيف شرف إلى جانب إيطاليا، وذلك في إطار عام التبادل الثقافي بين موسكو والدوحة، الذي شهد أيضا إقامة أكثر من خمسين فعالية ثقافية في روسيا وقطر، وهي المشاركة العربية الأكبر في تاريخ المنتدى على الإطلاق.
استُهل اليوم الأول للمنتدى بإقامة ندوة ثقافية تحت عنوان “حوار الثقافات والفن المعاصر” بمشاركة الشيخة ريم آل ثاني مديرة قسم المعارض في متاحف قطر، والشيخة مريم آل ثاني مديرة قسم الفنون المعاصرة، إضافة إلى خبراء ومثقفين من روسيا وفرنسا والهند.

وركزت الندوة على إبراز مظاهر الحركة الثقافية والفنية المعاصرة في قطر، ومشاريع أنجزت وأخرى سترى النور قريبا، إضافة إلى أنشطة المتاحف في منطقة الشرق الأوسط، وتبادل الخبرات في تطويرها والرقي بها.

المعرض يعكس رؤية ديناميكية للمشهد البصري في قطر وسط عالم متسارع من الأحداث (الجزيرة)
وتميز اليوم الأول بافتتاح معرض “قطر المعاصرة – الصور والفنون الحديثة”، الذي يعد الأول من نوعه بروسيا، وشارك في افتتاحه وزير الثقافة والرياضة القطري صلاح بن غانم العلي وشخصيات أخرى.

ويتكون المعرض -المقام بقاعة “مانيج” العريقة وسط سان بطرسبورغ- من قسمين: الأول بعنوان “تشكيل رؤية: صور من قطر”، ويضم أكثر من 250 صورة فوتوغرافية، التقطتها عدسات مصورين قطريين وأجانب من 28 بلدا، وكلهم مقيمون في قطر، إلى جانب مئتي صورة من كنوز الصور التاريخية لمتاحف قطر وتعرض للمرة الأولى، ويطرح هذا القسم من المعرض رؤية ديناميكية للمشهد البصري في قطر، وسط عالم متسارع من الأحداث، يمتد عبر شريط زمني، ومن خلال بورتريهات شخصية وصور للفن المعماري والطبيعة وغيرها.

وقالت الشيخة ريم آل ثاني إن الإدارة طرحت فكرة انتقاء الصور المشاركة أمام العموم عبر إنستغرام، ووجدت الفكرة اهتماما كبيرا خاصة لدى الشباب، كما أضافت أن عملية انتقاء واختيار الصور المشاركة في المعرض كانت صعبة للغاية على اللجنة المكلفة.

دولة قطر سجلت مشاركة كبيرة في فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الثقافي الدولي في دورته السابعة (الجزيرة)
ويضم القسم الثاني من المعرض أكثر من مئة عمل فني معاصر، من إبداع 46 فنانا قطريا وأجنبيا، ويلقي الضوء على التحولات الاجتماعية والثقافية المتسارعة في قطر، عبر إبداعات شبابية خالصة، ويضم القسم أعمالا تعالج قضايا بعينها أو عامة، كالمشاكل الاجتماعية وبعض الصراعات، وكذلك قضايا أخرى كحصار قطر.

وستبقى أبواب المعرض مفتوحة أمام الزوار حتى 19 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وعقب افتتاح المنتدى الثقافي، قال الوزير صلاح بن غانم العلي للجزيرة إن قطر تمثل وجها مشرقا للتعايش والسلام وتقبّل الآخر، وإن المشاركة القطرية لا تخرج عن هذا السياق، مشددا على أهمية المنتدى في ظل وجود موجة من الكراهية ورفض الاختلاف في الدين والعرق والجنسية، بحسب الوزير القطري.

وشملت المشاركة القطرية السينما والأفلام الوثائقية أيضا، حيث عرضت مجموعة من الأعمال الفنية لمخرجين قطريين ومقيمين، تطرقت لمواضيع اجتماعية وسياسية وثقافية مختلفة ومتنوعة.

ونوهت المديرة التنفيذية لمعهد الدوحة للسينما فاطمة الرميحي إلى العمل الكبير الذي تم إنجازه خلال السنوات الأخيرة في هذا الميدان، مؤكدة ضرورة التركيز على الأفلام القصيرة التي ظهرت مع ظهور حركة ثقافية جديدة خلال بداية حصار قطر.

كما أشارت الرميحي إلى وجود أفلام أخرى تتطرق إلى طبيعة الحياة اليومية في قطر، وأخرى مرتبطة بالتراث والثقافية القطرية وغيرها من المواضيع.

واحتضنت قاعة العروض القيصرية “كابيلو” -قرب قصر الشتاء القيصري وسط سان بطرسبورغ- حفلا موسيقيا باهرا من تقديم الأوركسترا الفلهارمونية القطرية، التي تمثل مزيجا رائعا من الثقافات والشعوب، كون العازفين فيها ينحدرون من 28 بلدا مختلفا، وحمل الحفل عنوان “ثقافة مختلفة ونغم واحد”.

واستهلت الأوركسترا حفلها الأول من نوعه في روسيا بأداء مشترك للنشيدين الوطنيين القطري والروسي، من أداء الفنان القطري فهد الكبيسي والفنانة الروسية أولغا كافاليوفا، في قالب جميل لقي تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور الحاضر.

وعزفت الأوركسترا بقيادة الألماني إلياس غراندي أشهر المقطوعات العالمية، وأخرى عربية من تلحين ملحنين قطريين.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى