منوعات

الانتحار.. أرقام مخيفة وأسباب متعددة وحالات شهيرة

الكثيرون لا يعلمون أن يوم العاشر من سبتمبر/أيلول يصادف اليوم العالمي للانتحار، لكن الظاهرة التي أصبحت ماثلة للعيان في بقاع مختلفة للعالم لم تعد خافية على أحد، وقد لا تحتاج إلى يوم محدد للتذكير بها، فبين الحين والآخر يشهد العالم حالة انتحار لأشخاص على درجة من الأهمية، كنجوم السينما والفن مثلاً، أو يقدم شخص ما على تفجير نفسه لأغراض سياسية في عملية “انتحارية”.

إحصائيات منظمة الصحة العالمية تقول إن 800 ألف شخص يضعون حدا لحياتهم كل عام بسبب الانتحار، بمعدل حالة واحدة كل 40 ثانية، بينما هناك آخرون يحاولون وتفشل محاولاتهم. وتكشف المنظمة أن الانتحار ثاني أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، وتشهد البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل نسبة 79% من حالات الانتحار في العالم.

لكن الفقر وحده ليس السبب المباشر للانتحار كما يظن البعض، ففي كوريا الجنوبية مثلا يقدم الكثير على #الانتحار بسبب المنافسة العالية في سوق العمل والإخفاق في تحقيق الكفاءة المطلوبة للنجاح الوظيفي. كما أن “فقدان المعنى” والإحساس و”عدم الإحساس بجدوى الحياة” يدفع أشخاصاً أثرياء ومشاهير للانتحار. أما في اليابان، فقد ينتحر الشخص لمجرد أنه لم يقدم واجبه على الوجه المطلوب.

كما يقترن السلوك الانتحاري بالنزاعات والكوارث والعنف المتفشي وفقدان الثقة والشعور والعزلة. ومؤخراً، دخل على مشهد الموت المتعمد اللاجئون والمهاجرون الذين يصابون بخيبة الأمل بعد رحلة شاقة.

ورغم أن المنظمة تربط الانتحار بالنزاعات والكوارث وتفاقم العنف، لكن مع ذلك تشير المنظمة إلى أن معدلات الانتحار في الشرق الأوسط أقل من مثيلاتها في بقية دول العالم.

وتشير دراسات المنظمة إلى أن أكثر من 78% من الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار في العالم العربي تنحصر أعمارهم بين 17 و40 عاما، وأكثر من 69% منهم كانت لديهم “ضغوط اقتصادية متفاقمة ولا أمل في حلها”.

لكن من جهة أخرى وبعيدا عن إحصائيات المنظمات والخبراء، شهد العالم في المائة عام الأخيرة حالات انتحار لا تُفسّر وفق الأسباب الشائعة للانتحار، وتشمل هذه الحالات كتّاباً وممثلين ومشاهير وقادة عسكريين، وهؤلاء أشهرهم:

-الكاتب الأميركي أرنست همنغواي الفائز بجائزة نوبل للآداب، انتحر عام 1961 بعد أن أطلق النار على رأسه.

-الزعيم النازي أدولف هتلر، انتحر عام 1945 بطلقة نارية ولحق به وزير الدعاية جوبلز.

-الشاعر خليل حاوي انتحر في منفاه في أستراليا عام 1982. ويقول مقربون إنه أصيب بحالة حزن قصوى بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان.

-المغنية الإيطالية-المصرية داليدا التي عاشت في فرنسا انتحرت عام 1987 بجرعة مخدرات.

-ديبندرام بيكرام شاه ولي عهد مملكة نيبال أطلق النار على جميع أفراد أسرته ثم انتحر.

-الممثل والكوميدي الأميركي روبرت وليامز الحائز على جائزة أوسكار انتحر بعد أن شنق نفسه بحزام البنطلون.

لكن هنالك آخرون “مشكوك في انتحارهم” منهم سياسيون وقادة عسكريون، مثل عبد الحكيم عامر، وغازي كنعان، والممثلة المصرية الشهيرة سعاد حسني، ومايكل جاكسون، ومارلين مونرو، والفيس برسلي.

وتدفع قسوة الحياة على مر السنين البعض للتفكير بالتخلص منها، لكن قسوتها أيضا أنتجت فلاسفة وشعراء رفدوا العالم بأبيات شعر أو قصص أو روايات، ولعل الشاعر العربي الأعمى أبو العلاء المعري أشهرهم. ورغم أنه ولد كفيفاً وعاش طويلاً وذم الحياة وقسوتها لكنه لم يقدم على الانتحار.

قائمة الشعراء الذين كرهوا الحياة طويلة لكن عدد قليل منهم من ارتكب جريمة الانتحار، لكن الكثير منهم غرق في العدمية واليأس، وقد تكون قصائدهم السوداوية قد حفزت آخرين للانتحار.

لكن يبقى أن شاعرا سودانيا لم يُعرف على نطاق واسع كتب بيت شعر يصنفه النقاد بأنه “أكثر بيت شعر متشائم في العصر الحديث”، وهو إدريس جماع الذي لم ينتحر ولكنه مات مذهولاً، وفي رواية أخرى مجنوناً.

يقول الشاعر عن حياته وحظه التعيس:

إنّ حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه أفمن يشقيه ربه فكيف أنتم تسعدوه.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى