العرب تريند

جولة سياحية مجانية في مدينة الخليل القديمة بفلسطين

تسعى مؤسسات فلسطينية، لإعادة الحياة السياحية والتجارية إلى البلدة القديمة في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، من خلال تخصيص حافلات سياحية لنقل الزوار من وسط المدينة إلى هناك.

وكانت بلدية الخليل وغرفتها التجارية، قد أطلقتا الأسبوع الماضي، مشروع الحافلات السياحية لنقل الزوار للبلدة القديمة، مجانا.

المشروع عبارة عن حافلتين سياحيتين تعملان بالكهرباء، وتنقلان السياح والزوار من وسط الخليل (حي باب الزاوية) حتى مركز البلدة القديمة التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، وتتعرض لهجمة استيطانية كبيرة.

نائب رئيس بلدية الخليل، يوسف الجعبري، تحدّث للأناضول عن المشروع، وقال إنه محاولة لإعادة الحياة من جديد للبلدة القديمة، التي تستهدفها السلطات الإسرائيلية، وتسعى لتفريغها من السكان.

ولفت إلى أن مئات المحال التجارية في البلدة القديمة مغلقة إما بقرار إسرائيلي، أو بسبب المضايقات المتكررة من قبل الجيش والمستوطنين.

وأضاف الجعبري “نسعى لمواجهة السياسيات الإسرائيلية بأخرى مضادة تعزز صمود سكان المدينة”.

وأشار إلى وجود خطة لإحياء البلدة القديمة، من خلال تواجد أكبر قدر ممكن من المتسوقين والزوار والسياح؛ “لتأكيد عروبتها وإسلاميتها”.

بدوره، قال أحمد التميمي رئيس قسم السياحة والآثار في بلدية الخليل، إنه “المشروع الأول من نوعه، حيث سيتم نقل الركاب عبر حافلات كهربائية صديقة للبيئة من شأنها أن تعطي الزائر فرصة للاستمتاع بأزقة وحارات البلدة القديمة”.

وأضاف: “الحافلات ستوصل السياح إلى أقرب نقطة للمسجد الإبراهيمي ومركز البلدة القديمة التجاري”.

ولفت أن المشروع نفذ بتمويل ذاتي وتعاون مشترك بين بلدية الخليل وغرفتها التجارية.

وأشار التميمي إلى أن الحافلات تم استيرادها من الصين بتكلفة 28 ألف دولار لكل منها، وتتسع الواحدة لـ 13راكبا.

من جانبه، قال إياد كميل، أحد زوار البلدة القديمة، إن الحافلات خطوة في الاتجاه الصحيح، من شأنها أن تشجع الزوار على التجول داخل البلدة القديمة، والاستمتاع بتاريخ المدينة وحضارتها، والتسوق في متاجرها.

وأضاف كميل: “الشوارع ضيقة وتحتاج حافلات خاصة، ولا تحتمل عبور مركبات كبيرة”.

وقال: “الفكرة جديدة وغير تقليدية، تشجع الزوار لدخول البلدة القديمة عبر الركوب بحافلات سياحية وبدون مقابل”.

أما التاجر جواد الشلودي، فيأمل نجاح الفكرة، وأن تعود أسواق البلدة القديمة، إلى وضعها قبل عام 2000 (انتفاضة الأقصى).

وقال “منذ سنوات نعيش كسادا اقتصاديا، ومضايقات متكررة من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي”.

وأضاف “بعض السياح يأتون سريعا لزيارة بعض المواقع التاريخية ويعودون أدراجهم. نريد أن تعود البلدة القديمة كما السابق، يأتها السياح والزوار من فلسطيني الداخل (أراضي 1948)، ومن بقية محافظات الضفة الغربية”.

وقال “فكرة الحافلات مهمة. نريد أكبر عدد ممكن من الزوار. إحياء البلدة القديمة يعني المحافظة عليها من التهويد والسيطرة الإسرائيلية”.

ويوجد في البلدة القديمة من الخليل نحو ألف شقة سكنية، هجرها سكانها بسبب المضايقات والأوامر العسكرية القاضية بإخلاء مساكنهم.

ويسكن في البلدة القديمة 600 مستوطن، يشرف على حمايتهم 1500 جندي إسرائيلي.

ولا تخضع مدينة الخليل لاتفاقية أوسلو للسلام الموقعة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني عام 1993.

وعام 1997 تم توقيع اتفاق حول الانتشار الجزئي للجيش الإسرائيلي في الخليل، وتم تقسيم المدينة إلى قسمين: منطقة H1، والتي تم تسليم السيطرة عليها للسلطة الفلسطينية، ومنطقة H2 التي بقيت تحت سيطرة الجيش، ومن ضمنها البلدة القديمة.

وأدرجت “الخليل”، يوم 9 يوليو/ تموز 2017 على لائحة التراث العلمي، بعد أن صوتت 12 دولة أعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونيسكو”.

وتعد واحدة من أهم مدن الضفة الغربية المحتلة، كما تعتبر من أكبر المراكز الاقتصادية، وحصلت في العام 2016 على لقب المدينة الحرفية من مجلس الحرف العالمي (إقليم آسيا والمحيط الهادي).

المصدر
الأناضول
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى