المغرب العربي

أسماء فلسطينية لشوارع “أمازيغية” تشعل جدلاً مغربياً

تظاهر الثلاثاء نشطاء أمازيغ، احتجاجاً على القرار الذي اتخذه المجلس البلدي لمدينة أغادير جنوب المغرب، والقاضي بإطلاق أسماء مدن فلسطينية على عدد من شوارع المدينة، معتبرين أن هذه الخطوة محو للهوية الأمازيغية بالمدينة وطمس لمعالمها.

وكان مجلس مدينة أغادير، قرّر الأسبوع الماضي تسمية حوالي 43 شارعاً بالمدينة بأسماء مدن وحارات فلسطينية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في البلاد بين مرحبّ بالفكرة، بحجة أنها تعكس ارتباط المغرب بالقضية الفلسطينية، ورافض لها بداعي أنها تعدّ ضرباً للهوية الأمازيغية للمدينة.

ومن بين الأسماء الفلسطينية التي تضمنتها القائمة التي صادق عليها المجلس، بيت لحم، بئر السبع، جنين، خان يونس، النقب، الخليل، حيفا، صفد، بيسان، عكا، أريحا، المسجد الأقصى، قبّة الصخرة، باب الأسباط، طولكرم وغيرها من الأسماء الأخرى.

وطالب المحتجون على قرار إطلاق أسماء من فلسطين على شوارع وأزقة مدينة أغادير الذين رفعوا شعارات منددّة، المسؤولين بضرورة العدول عن هذا القرار والحفاظ على أمازيغية المدينة، مشدّدين على رفضهم لأيّ محاولات لتعريبها، واستعدادهم للتصدي لتنفيذ هذا القرار من أجل الإبقاء على الهوية الأمازيغية للمدينة.

وفي بيان لها، انتقدت الهيئة الديمقراطية للمواطنة وحقوق الإنسان، “الإصرار على تعريب المنطقة وإقبار الطابع المغربي للأسماء”، معتبرة أن ذلك سوف “يهدّد الهوية المغربية المتميزة بتعدد روافدها بالاندثار”، وطالبت المسؤولين المحلييّن بالتراجع عن هذه الخطوة، مقابل العمل على إعطاء الأزقة والشوارع أسماء ذات طابع مغربي أصيل كان لها دور كبير في المدينة.

وفي السياق ذاته، قالت الناشطة ليلى العلوي إن ما فعله المجلس المحلي “لا يستقيم لأنّ المدينة أمازيغية وينبغي الفخر بها”، أمّا الناشط حسّن المومني فقد تساءل في تدوينته عن الجدوى من إطلاق أسماء فلسطينية، في ظل وجود تسميات أمازيغية جميلة لأماكن وشخصيات، معتبراً أن ذلك يعدّ استفزازا لمشاعر ساكنة أغادير عبر محاولة التعريب وطمس هويتهم الثقافية، وهو ما ذهب إليه المدوّن أحمد آيت، الذي رأى أن هذا القرار بمثابة “المجزرة في حق هوية مدينة أغادير”.

ورداً على الاتهامات التي وجهت إلى المجلس المحلي بمدينة أغادير، بمحاولة طمس الهوية الأمازيغية لمدينة عبر هذا القرار، قال نائب المجلس محمد باكيري في تصريحات عبر الصحف المحليّة إن “الهوية الأمازيغية أكبر من أن تطمس، وهي هوية متعددة الروافد”، مؤكدا أنّ مدينة أغادير “مدينة معروفة بتعايشها وانفتاحها، وليس لها أية حساسية من تسمية مناطق أو أزقة، سواء كانت لشخصيات أو لمعالم تاريخية أو جغرافية”.

وأضاف أن القرار لا يستحق كل هذا الجدل، لأنّه “يهم حيّا واحدا من بين عشرات الأحياء، يحمل اسم القدس لمدة عقود من الزمن، وتسمية الأزقة والشوارع المجاورة ما هو إلا انسجام مع هذا الحيّ”، موضحا أن قضيّة فلسطين، هي “قضية المغاربة كلهم سواء كانوا عربا أو أمازيغ، وقضية إجماع وطني”.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى