العرب تريند

شهيد وعشرات الإصابات بغزة بجمعة “الوفاء للخان الأحمر”

استشهد طفل، وأصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الجمعة، عقب انطلاق مسيرة “جمعة الوفاء لأهلنا في الخان الأحمر ومرور 100 يوم على مسيرة العودة”، بعد استهداف قوات الإحتلال للمتظاهرين على طول الخط الفاصل بالرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وقالت وزارة الصحة في بيان لها، وصل “عربي21” نسخة عنه، عن استشهاد الطفل عثمان رامي حلس “15 عاما” برصاص الاحتلال شرق غزة، وإصابة 220 فلسطينيا بجراح مختلفة و اختناق بالغاز شرقي القطاع.

وأوضح الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، أن 165 إصابة من إجمالي عدد المصابين، تم علاجها في النقاط الطبية الميدانية، فيما تم تحويل 55 إلى مستشفيات القطاع، من بينها إصابتين من الطواقم الطبية.

وكانت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، قد دعت في بيان لها وصل إلى “عربي21” نسخة عنه، الجماهير الفلسطينية إلى “النفير العام” من أجل المشاركة في الفعاليات، التي تبدأ الساعة الرابعة والنصف بعد العصر في جميع مخيمات العودة الخمس المنتشرة بالقرب من الخط العازل شرقي القطاع.

وأطلقت الهيئة الوطنية، على اليوم “جمعة الوفاء لأهلنا في الخان الأحمر ومرور 100 يوم على مسيرة العودة”، وذلك تأكيدا لاستمرار مسيرات العودة ورفضا لسياسيات التهجير الإسرائيلية التي تستهدف الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وخاصة مدينة القدس.

وتتعرض قرية الخان الأحمر الواقعة شرقي مدينة القدس المحتلة، وغيرها من مناطق القدس، لهجمة إسرائيلية شرسة تستهدف هدم تلك المناطق السكانية وتهجير وطرد سكانها الفلسطينيين..

في سياق متصل، رأى عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، ماهر مزهر، أن قرار الاحتلال بشأن إغلاق معبر “كرم أبو سالم” التجاري، يأتي في إطار “الضغط على قطاع غزة لوقف مسيرات العودة التي أربكت حسابات العدو، وتسببت له بحالة إرباك شديد، وبدأ يظهر التخبط داخل المؤسسة الصهيونية”.

وأوضح في حديثه لـ”عربي21″، أن “الكل الإسرائيلي يتسابق نحو تشديد الحصار والخناق وتجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”، مرجحا أن تكون “الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة التي تستهدف الكل الفلسطيني في غزة والخان الأحمر بالقدس، هي جزء من صفقة القرن المشبوهة التي يراد تمريرها على الشعب الفلسطيني، وهو ما يتطلب تركيع وتجويع وتشديد الحصار على الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه”.

وأكد مزهر، أن “الشعب الفلسطيني سيتصدى لهذه الإجراءات الظالمة وغير القانونية التي ستنكسر كما انكسرت إجراءات العدو سابقا”، مضيفا: “المجرم إسحاق رابين (رئيس وزراء الاحتلال الأسبق) أقر نهاية 1987 سياسة تكسير العظام، لوقف الانتفاضة التي لم تتوقف واستمرت بقوة، وشن الاحتلال ثلاث حروب على غزة، وشعبنا لم ولن يركع”.

وأضاف: “كل محاولات الاحتلال اليائسة والبائسة لن تنال من عزيمة شعبنا المستمر في نضاله بقوة، حتى تحقيق أحلامه بالحرية والاستقلال”.

وذكر عضو الهيئة الوطنية، أن الشعب الفلسطيني الذي “خرج في مخيمات العودة بالقرب من الخط الزائل بشكل متواصل، وركب البحر عبر سفن العودة وصمد في القدس، يريد أن يوصل رسالة للعدو المجرم، بأن الحصار والظلم لن يدوم ولن يطول وسينكسر في لحظة ما”.

وأما الرسالة الثانية فهي للمؤسسات الدولية، التي “يجب أن تحمي شعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافة من هذا العدو، وتعمل بشكل جاد على إنشاء ميناء بحري ليصل غزة بالعالم الخارجي، ويمنع العدو من تهجير أهلنا في الخان الأحمر”.

كما تؤكد الرسالة الثالثة، أن “شعبنا مستمر في نضاله وكفاحه، ولن تثنيه كل هذه الإجراءات الظالمة التي يستخدم العدو من خلالها كل أدوات البطش والتنكيل ضد شعبنا”.

وبين مزهر، الذي شارك في وضع اللبنات الأساسية لفكرة مسيرات العودة، أن “التخطيط كان يقتصر على أن هذه المسيرات ستكون لفترة محدودة، لكن شعبنا الفلسطيني فاجأنا وفاجأ الجميع وكل أحرار العالم، بعزيمته على الصمود والاستمرار في هذه المسيرات الشعبية رغم قمع العدو الدموي لها”.

وفي إطار تحدي الشعب الفلسطيني لكل إجراءات الاحتلال الدموية التي تهدف إلى وقف مسيرات العودة عبر استهداف الاحتلال للمشاركين فيها، أشار إلى تطور أدوات النضال الشعبية، التي شملت “الدعوات للجمع المختلفة، والحديث عن وحدة الكوشوك، ووحدة قص السلك، ووحدة الطائرات الورقية التي تطورت للبالونات الحارقة، التي بدأت تدب الذعر والهلع لدى المستوطنين في منطقة غلاف غزة”.

ونوه مزهر في حديثه لـ”عربي21″، إلى أن الشعب الفلسطيني، “كل يوم وعلى مدار الساعة وفي كل مرحلة، يبتكر أساليب نضالية جديدة، ليحارب هذا العدو من أجل كسر الحصار ودحره عن أرضنا ورفع كلفة الاحتلال”.

وتدخل مسيرات العودة أسبوعها السادس عشر، وسط استمرار حالة التوتر مع قطاع غزة، خاصة بعد تشديد الاحتلال حصاره لقطاع الذي دخل عامه الثالث عشر، وفي ظل استمرار نشطاء فلسطينيين بإطلاق الطائرات الورقية والبالونات نحو الأراضي المحتلة، وهو ما تسبب باندلاع ألف حريق تقريبا، دمر نحو 32 ألف دونم في المناطق المحتلة، وفق ما كشفه موقع “وللا” العبري.

وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 137 شهيدا، والجرحى لأكثر من 16 ألف مصاب بجراح مختلفة، وفق إحصائية وزارة الصحة التي وصل إلى “عربي21” نسخة عنها.

يشار هنا، إلى أن إحصائية وزارة الصحة لا تشمل عدد 6 شهداء محتجزين لدى الاحتلال، زعمت قوات الاحتلال استشهادهم وما زالت تحتجز جثامينهم، وبذلك يصل إجمالي عدد شهداء مسيرات العودة إلى 143 شهيدا، مع التذكير أن هذه الإحصائية لا تشمل الشهداء الذين قضوا في قصف الاحتلال لمواقع للمقاومة الفلسطينية.

وانطلقت مسيرات العودة الشعبية في قطاع غزة يوم 30 آذار/مارس الماضي، تزامنا مع ذكرى “يوم الأرض”، حيث تم إقامة عدد 5 مخيمات على مقربة من الخط العازل الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

المصدر
عربي 21
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى