قطر

صحيفة ذي تايمز البريطانية: الدوحة خلقت لنفسها علاقات مهمة في كل أنحاء العالم

أكدت صحيفة ذي تايمز البريطانية أن الدوحة خلقت لنفسها صداقات وعلاقات مهمة في كل أنحاء العالم، وبقيت متقدمة على محاولات جيرانها لنبذها، حيث لا يمكن أن يكون هناك مثال أفضل على النتائج غير المقصودة من دول الحصار التي صبت في فائدة قطر.

وأضافت الصحيفة البريطانية في تقرير عنونته ب “الحصار الرائع” أن الدوحة تمكنت من تجاوز تداعيات الحصار، وخرجت منتصرة بعد عام من محاولة السعودية والإمارات عزلها، حيث نجحت الدوحة في تعديل الموقف الأمريكي من الأزمة، وتم تعزيز عمل القاعدة الأمريكية.

تعزيز العلاقات القطرية الأمريكية
قالت الصحيفة البريطانية إن الدوحة نجحت في الخروج من الأزمة بسبب ثرواتها الهائلة من الغاز والنفط – حيث يتمتع مواطنوها بأعلى دخل فرد في العالم. كما نجحت الدبلوماسية القطرية في إحداث نقلة 180 درجة في موقف البيت الأبيض من الأزمة الخليجية، حيث لعبت كل من العلاقات التجارية والخطوات الخاطئة من قبل منافسيها الإقليميين (السعودية والامارات والبحرين) دورا كبيرا في تعزيز الموقف القطري ودعمه من قبل الرئيس ترامب. بينما كانت المشكلة الأكثر أهمية التي طرحتها الأزمة الخليجية هي ما إذا كانت السعودية حاولت في الواقع الإطاحة بالنظام في قطر، بمساعدة من الادراة الأمريكية، إلا أنه كان لريكس تيلرسون وزير خارجية الولايات المتحدة السابق وجهة نظر مختلفة، وحث على حل وسط بين دول المنطقة .

ونقلت الصحيفة تصريح ثيودور كاراسيك، مستشار في شركة “قولف ستيت أناليتيكس”: “لقد تمكنت قطر من البقاء في المقدمة أمام السعودية والإمارات. قدرتها على المحافظة على السيولة المالية وسياستها المستدامة والمتجهة إلى الأمام قلبت نتائج الحصار”.

وواصل التقرير: تم إبراز النجاح القطري في دعم علاقاته بالولايات المتحدة الأمريكية، عندما قررت واشنطن في وقت سابق من هذا العام تعزيز طبيعة عمليات انتشارها في قاعدة العديد الجوية المهمة في الدوحة، بما أنها موقع التشغيل الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية بالمنطقة. وتعتبر اليوم القاعدة في الدوحة مقرا شبه دائم للضباط المقيمين فيها، بعد أن سمح التوسيع بانضمام الأسر الأمريكية إلى الجنود.

كما بذلت قطر جهداً كبيراً في مجال مكافحة الإرهاب، وحققت نجاحا واضحا، حيث وقعت الدوحة مع أمريكا مذكرة مشتركة في هذا المجال وأثنت الإدارة الأمريكية على التقدم المحرز من قبل الدولة القطرية، حيث رحب الرئيس ترامب بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد في البيت الأبيض في أبريل قائلا “إنه صديق لي عرفته قبل فترة طويلة من دخولي عالم السياسة”، كما صرح “إنه رجل عظيم يحظى بشعبية كبيرة في بلده وشعبه يحبه”. وهو ما اعتبره الملاحظون رسالة قوية لدول الحصار .

وأضاف التقرير: في هذه الأثناء، أصبح المسؤولون الغربيون إن لم يكن البيت الأبيض، غاضبين من المواقف العدوانية لدول الحصار سيما السعودية التي قامت باعتقال سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني في نوفمبر، إلى جانب اعتقال النظام في الرياض للنشطاء بعد أشهر من الدعاية للإصلاحات الاجتماعية وهو ما يثير حالة من الغضب والاستنكار لدى الرأي العام العالمي.

تجاوز الحصار
ذكرت الصحيفة أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وبعض الدول الفقيرة التي تعتمد على دعم القوتين العسكريتين في الخليج أعلنت فرض الحصار على الدوحة في إعلان صريح عن تأزم عميق في المنطقة واختلاف على مستوى السياسات الرئيسية. ومع الحصار وجدت قطر حدودها البرية الوحيدة مع السعودية مغلقة. وتم طرد مواطنيها من أراضي دول الحصار، وبما أن الدوحة كان لديها تاريخ تجاري طويل مع جيرانها، كان لا بد من إعادة توجيه الواردات، التي كان معظمها يمر عبر ميناء جبل علي في الإمارات. كما أصدرت دول الحصار قائمة بـ 13 طلبًا موجهة للدوحة عليها قبولها دون خيارات أخرى، بدءًا من إغلاق شبكة الجزيرة الإعلامية وتحويرات في سياستها الخارجية.

وبينت الصحيفة أن الدوحة تجاوزت اللحظات الأولى من الحصار المفاجئ وغطت كل أشكال النقص الممكن من خلال إيجاد طرق تجارية جديدة عبر عدد من البلدان من أهما تركيا واستبدلت منتجات دول الحصار بأخرى وتلافت أي نقص في تزويد السوق. ونقلت الصحيفة شهادة كاندي وهو بريطاني مقيم في الدوحة “53 سنة”: إنه لا يوجد فرق ملحوظ في الحياة في الدوحة تخوفنا في البداية من آثار الحصار وحدوث أي شلل أو نقص لكن يبدو أن الحكومة كانت تلوح بعصا سحرية وملأت المتاجر مرة أخرى وتجاوزت الأزمة”.

وأوضحت ذي تايمز أن قطر التي يبلغ عدد سكانها الأصليين 330 ألف نسمة، لديها احتياطيات نقدية تبلغ 40 مليار دولار واستثمارات أجنبية تتراوح بين 300-400 مليار دولار. وحصلت حكومتها على الثقة الشعبية من خلال الإعلان ببساطة عن أنها ستبذل كل الجهود الضرورية لضمان عدم حدوث أي نقص في مستوى المعيشة في البلاد. كما لم يتم إلغاء أي مشروع في الدوحة تحت وطأة الحصار، بما في ذلك مشاريع كأس العالم 2022.

ومن جهة أخرى تظلم القطريون عبر المنافذ الإعلامية والحقوقية من انتهاكات حقوق الإنسان الناتجة عن الحصائر الجائر الذي فرضته كل من السعودية والإمارات ووثقت لجنة التعويضات جرائم الحصار، كما أن الأزمة لا تبدو أنها في طريقها للحل بينما يؤكد مسؤولو قطر أنهم كسبوا أصدقاء جددا وعلاقات متقدمة في جميع أنحاء العالم.

المصدر
الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى