العرب تريند

حرس شخصي من النساء لسعد الحريري

أثار ظهور ثلاث نساء بالبزة العسكرية، إحداهن برتبة ضابط، وراء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أثناء الإدلاء بتصريح لقناة «الجديد» الفضائية الجدل، وبعد التدقيق تبين أن السيدات هن من الحرس الشخصي للرئيس الحريري.
وظهرت ثلاث سيدات في الشريط الذي عرضته قناة «الجديد»، حيث دعا الحريري المغني السابق فضل شاكر لتسليم نفسه للقضاء. وكانت المجندات يقفن بثياب قوى الأمن الداخلي خلفه بانتظار الانتهاء من الإدلاء بتصريحه.
وظهرت المجندات للمرة الأولى في الصيف الماضي في السرايا الحكومي، وتحدث ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي عن أنهن من كتيبة الحرس في السراي الحكومي (مباني الحكومة اللبنانية).
وحسب مجلة «نيويوركر» فإنه عندما أستُدعي الحريري للقاء ولي العهد السعودي بن سلمان توقع استقبالا حارا من العائلة المالكة. ووفق ما يروي أحد مساعدي الحريري للصحافي الأمريكي ديكستر فيلكنز، كان الحريري يفكر في أن كل مشاكله مع بن سلمان ستُحل. لكن بدلا من ذلك، واجهته الشرطة في الرياض واحتجزته.
ووفقا لمسؤولين أميركيين سابقين ناشطين في المنطقة، أحتُجز الحريري لمدة 11 ساعة. وقال أحد المسؤولين لفيلكنز حرفيا: «وضعه السعوديون على كرسي، وصفعوه مرارا وتكرارا». وفي النهاية تم بث فيديو غريب على التلفزيون السعودي، بدا الحريري فيه منهكا ومدعيا أنه هرب من لبنان بسبب مؤامرة إيرانية لقتله. وقد أعلن الحريري، الذي يتحدث عادة بهدوء، أن «أيدي إيران في المنطقة ستُقطع»، وهو تصريح أقنع العديد من اللبنانيين بأن الخطاب قد كتبه شخص آخر.
لم يتضح بعد احتجاز الحريري من الذي سيصبح رئيس وزراء لبنان الجديد. ووفقا لمسؤولين لبنانيين وغربيين تحدث معهم فيلكنز، حاول بن سلمان أن يحضر شقيق الحريري بهاء، الذي يقضي معظم وقته في موناكو، ليأخذ هذا المنصب. يضيف فيلكينز أن مسؤولا استخباراتيا سابقا رفيع المستوى قريب من البيت الأبيض أخبره أن بن سلمان حصل على «الضوء الأخضر» من ترامب لإزالة الحريري.
احتشد المسؤولون الغربيون بعدها من أجل إنقاذ الحريري. وأصدر وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون بيانا قال فيه إن «الولايات المتحدة تدعم استقرار لبنان وتعارض أي عمل يمكن أن يهدد استقراره». وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بن سلمان وضغط عليه للإفراج عن الحريري. ووفقا لدبلوماسي غربي مطلع، افتتح بن سلمان الحديث بالتهديد بقطع التجارة مع فرنسا ما لم يتوقف ماكرون عن التعامل مع إيران. أجاب ماكرون برفق بأن بلدا مثل فرنسا كان حرا في التجارة مع من يشاء. فقد تعامل ماكرون بشكل جيد للغاية وفق الدبلوماسي. ما دفع بن سلمان إلى التراجع.
في نهاية المطاف، انهارت الخطة عندما احتجت معظم المؤسسات السياسية اللبنانية على أسر الحريري. وبعد عدة أيام من عودته، ذهب فيلكنز لرؤية الحريري في بيت الوسط، وقد رفض الحريري التحدث عما حدث مكتفيا بالقول من خلف مكتبه: «بن سلمان كان على حق. ما يحاول القيام به هو الصحيح».

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى