إسلاميو تونس وعلمانيوها يحتكمون للشارع لحسم مبدأ المساواة في الميراث

 دعت جمعيات مدنية تونسية الى تنظيم تظاهرة كبيرة تطالب بتفعيل المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، وهو ما دعا بعض ممثلي التيار الإسلامي إلى الدعوة لتظاهرة «مضادة» تطلب بتطبيق أحكام الميراث في القرآن.
وأعلن «التحالف التونسي من أجل تحقيق المساواة في الميراث» عن تنظيم مسيرة وطنية بمشاركة 67 جمعية مدنية للمطالبة بالمساواة في الميراث، تجوب بعض شوارع العاصمة وصولا لمقر البرلمان في منطقة «باردو»، بمشاركة اكثر من 67 جمعية من مختلف جهات الجمهورية.
وقالت هالة بن سالم عضو الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات (أحد مكونات التحالف) أن التحالف يعمل على جعل المساواة التامة في الميراث مبدأ عاما في القوانين والتشريعات المعمول بها معتبرة أن «المساواة في الإرث والحقوق الاقتصادية والاجتماعية من أهم الأولويات المطروحة في الوقت الراهن».
ورد بعض بعض ممثلي التيار الإسلامي للدعوة إلى تظاهرة «مضادة»، حيث كتب الداعية بشير بن حسين على صفحته في موقع «فيسبوك» معلقا على التظاهرة المذكورة «اذن لنا الحق في مسيرة شعبية من بنزرت الى برج الخضراء (من شمال البلاد إلى جنوبها) نطالب فيها عدم تحريف القرآن والإبقاء على أحكام الميراث كما جاءت عن الله ورسوله. الشعب التونسي في الاختبار!».
وكتبت مستخدمة تُدعى سارة « إذا وافق الشعب التونسي على هذا التحريف سيكون قد برهن على انه شعب يتبع أرذلهم. الميراث في الإسلام هو واضح وقطعي الثبوت ولا يصح اجتهاد فيه بل من يحاول تحريفه فقد ارتد عن الدين الإسلامي». وتساءلت ياسمين عبد الله «أين هو الرجل التونسي من كل هذا؟ تُعرى المرأة في تونس وهو يتفرج، يرى دعوات التناصف في الميراث ويبقى متفرجا، يرى دعوات لسن قانون السماح بزواج المسلمة بغير المسلم و يبقى متفرجا، يرى دعوات لنسب المولود لأمه و يبقى متفرجا! ألا يحركه انتهاك ثوابت الدين الإسلامي إلى جانب انتهاك عرضه؟ أليست المرأة التونسية عرضه؟».
وأضافت «عفوا، فالتونسي لا ينتفض ويثور على انتهاك دينه وعرضه، بل يثور فقط من أجل بطنه، فيغلق الطرقات ويحرق ويخرّب للمطالبة بالتشغيل، هذا المخرب لن ننتظر منه أن ينتفض لدينه وعرضه، ونحن لا نريد منه ذلك بل الإمتحان هنا للرجال التونسيين الحقيقيين. فهل سنراهم في المستقبل القريب يقولون كلمة لا للمساس بالثوابت؟ هل سنرى رجالا تونسيين يوقفون الهجمة الشرسة على المرأة التونسية؟ فقياس فساد المرأة في بلد ما هو وجود رجال يغارون على عرضهم من عدمه في ذلك البلد».
ويثير موضوع المساواة في الميراث، منذ اقتراحه قبل أشهر من قبل الرئيس الباجي قائد السبسي، جدلا كبيرا في تونس، حيث يرى المؤيدون أنه يكرم المرأة ويمنح المزيد من الحرية والمساواة مع الرجل، فيما يرى المعارضون أنه يخالف أحكام الإسلام ويقود لـ«الفتنة» في البلاد.