السعودية

معلم سعودي تنبأ بالموت مغترباً.. يثير الشجون برحيله

فتح المعلم والشاعر السعودي فهد السوادي، الباب على مصراعيه أمام مطالب نقل المعلمين والمعلمات، الذين يعملون في مدارس بعيدة.

وتفاعل عشرات المغردين مع أبيات السوادي، الذي لقي مصرعه الثلاثاء الماضي، عندما انقلبت سيارته في طريق عودته من مدرسته بقرية الخبة التي تبعد 100 كلم عن مسكنه في مدينة حائل #السعودية.

القصة المبكية والفاجعة ونقل المعلمين

وأبدى المغردون حزنهم الشديد، ووصف بعضهم وفاته بالقصة المبكية والفاجعة، وتعاطفوا مع تغريداته المنظومة في صف المعلمين الذين لطالما اشتكوا من السفر البعيد، وكان السوادي لسان حالهم الذي يعبّر عن المعاناة المستمرة لهم بقصائده الثرية.

 

ودشن مغردون على “تويتر” وسماً بعنوان وفاة #الشاعر_فهد_السوادي، وكتبوا العديد من عبارات الرثاء، وتداولوا مقاطع فيديو لأشعاره التي توثق رحلات بعض المعلمين والمعلمات المتنقلين بين المدن بعيدا عن مناطق سكناهم، مطالبين وزارة التعليم بالعمل على مساعدة جميع المعلمين الراغبين في النقل دون مماطلة.

خطوط وسياجات ورعب

وكتب مغرد “ليت المغتربين يسكنون في نفس مناطق تعيينهم، وتنتهي معاناتهم من هذه الطرق والمشاوير”، بينما أشار المعلم بادي العتيبي إلى المعاناة التي يلقاها المعلمون المغتربون بأن أكثر الخطوط والسياجات المنتشرة في طرقنا مصدر رعب، ومصمموها أغلبهم لا يعرف شيئا بالتصميم.

وغرد آخر قائلا: “مات رحل ولم يكمل حلمه بالنقل. رحل وهو يصف ألم الطريق، ومازالت أشعاره تحكي وضع المغتربين المأساوي وهو ليس أول الراحلين، ولا آخرهم مادام الحال على ما هو عليه.

 

وقال عبد العزيز المريسل في تغريدته “إذا أردت أن تعرف معنى جملة ميت يعزي ميت، فانظر إلى تغريدات فهد السوادي، فهي تختصر قصة الشاعر المُغرد خارج مدينة حائل لسنوات، ومات على أمل العودة إليها للعيش مع أسرته. مات وفتح خلفه ملف اغتراب المعلمين”.

نجران والرياض والقصيم واغتراب

وقال خال فهد عبد العزيز الطيار لـ”العربية.نت”، ذهبت أنا وفهد الأسبوع الماضي للعمرة دعا لأمه وابنته بالشفاء، وأبلغنا رفيقه بحادث المعلم الذي كان يذهب معه في المدرسة، فهد كان يقرأ آية الكرسي وأواخر سورة البقرة، ويتشهد بعد الحادث الأليم إلى أن جاء الإسعاف لينقله، لكنه توفي بمجرد دخوله إلى المستشفى.

 

وأضاف خاله، لقد عاش فهد مغتربا 15 سنة، فقد كان أول تعيين له في منطقة نجران، ثم انتقل إلى الرياض والقصيم، ومن غربة إلى غربة، ماتت أمانيه بالعودة إلى بيته في حائل، لكونه عائل والدته المريضة بالسكر، وخالته الأرملة، وبيته وأطفاله، وأخته الأرملة التي تعول بنتين وولدا، مضيفا أن هذه المسؤوليات جعلت فهد يتمسك بلقمة العيش ولو على مسافة 150 كلم من بيته، كي يتمكن من الإنفاق على أسرته ويوفي بمسؤولياته.

نوف المريضة بالسكر وتغريدات متكررة

وأشار الطيار إلى مرض ابنته نوف تأثرا بوفاة والدها، وهي أصلا مريضة بالسكر من بين أبنائه الأربعة، فيما لم تشفع له تغريداته المتكررة عند وزارة التعليم التي لم ترد عليه أو تنقله كي يكون بجوار نوف وأولاده وباقي الأسرة والأهل الذين يرعاهم.

وأوضح أن فهد السوادي، ابن شقيقته، كان دائما يغرد بقصائده، ولم يجمعها في كتاب، كما كان محبا لبث شعره عن الاغتراب والطيبة والرفقة والتسامح، والاعتزاز بالوطن والأهل، وينشره عبر وسائل التواصل.

يتنبأ بموته ولوم لعدم الدراية

“السوادي نشر أبياتاً شعرية من نظمه عبر موقع التواصل “سناب”، تنبأ فيها بوفاته بسبب تأخر نقله من المدرسة البعيدة التي يعمل بها، وسرد في الأبيات معاناته مع الطريق المؤدي إلى مدرسته، وذلك في رد على #تغريدة عن زيارة لوزير التعليم إلى المنطقة.

 

وقال السوداي في هذه الأبيات: “وحلمي.. صار بس انقل واصير قريب، وارتاح.. تعبنا من معاناة.. تعبنا البعد عن غالين.. سنين سنين بالغربة.. طريق وهمنا ذباح.. مضينا بجرحنا.. نمشي.. ولا هم عننا دارين.. سألتك يا ضمير مات عن الآتي عن اللي راح، وابيك تجاوب وتعرف ترانا كلنا فانين.. ش يحلل.. نتظلم غربة.. ش يحلل نتحرم أفراح .. ش يحلل.. دم أرواح تموت وكلكم لاهين”.

العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى