المغرب العربيفيديو تريند

شاهد..ثالث أكبر حديقة بالعالم..عربية تسلق طرزان أغصانها

رئة #الجزائر العاصمة وجوهرتها الخضراء” #حديقة_التجارب” بالحامة، هذا المتحف البيولوجي الآسر المتربع على مساحة 32 هكتاراً، استطاع افتكاك المرتبة الـ 5 كأحسن حديقة عالمية وكذا الظفر بالرتبة الـ 3 بين أكبر الحدائق التاريخية في العالم.

ومن خلال هذه الجولة الافتراضية سنحاول دغدغة فضول من لم يجلس بعد بين أحضان هذه الحديقة الغناء لزيارتها واكتشاف خباياها وجمال مناظرها الأخاذ.

مرآة تعكس جمال الطبيعة وسحر الإبداع، هي مكتبة عالمية لنباتات تعود نشأتها إلى 1832 تتوسط حي محمد بلوزداد العاصمة قبالة خليج الجزائر.

منذ تأسيسها كانت الحديقة أرضا للتجارب العلمية وهمزة وصل بين إفريقيا وأوروبا، حيث كان الاستعمار الفرنسي يستقدم النباتات من عديد مستعمراته الإفريقية ليجري عليها التجارب بهذه الحديقة ويزرعها بها حتى تتأقلم مع المناخ المتوسطي قبل إعادة نقلها إلى أوروبا.

الحديقة ذات الطراز الفرنسي

حديقة ذات الطراز الإنجليزي

انتظام فرنسي وعشوائية إنجليزية

ينتظم هذا الفضاء الطبيعي النادر في حديقتين رئيسيتين، واحدة على الطراز الفرنسي الكلاسيكي تطل على الواجهة البحرية للعاصمة وتتسم بالدقة والتناظر كما تزين ممرها الرئيسي أشجار النخيل المروحي الباسقة، فيما اتخذت الحديقة الثانية من النمط الإنجليزي طابعا لها تاركة العنان لعشوائية الطبيعة الجذابة التي ترحل بك إلى الأدغال الاستوائية.

وتقطع الحديقتين من الشمال إلى الجنوب ثلاثة ممرات رئيسية، ممر أشجار التنين أو “الدراسينا” التي تجعلك تظن أن أشجارها ستطبق عليك لتشابكها الشديد فيما بينها وقربها من الأرض، أما الممر المخصص لأشجار الشنار أو “لي بلاثان” فتشرئب لها الأعناق تلقائيا لشموخها وعلوها خلافا عن رواق شجر اللبخ أو “الفيكيس” فبمجرد ولوجه تشعر وكأن الليل قد بدأ يرخي سدوله في ذروة النهار نظرا لكثافة أشجاره وضخامة جذوعها التي تحجب أشعة الشمس.

وبين تمازج النباتات القصيرة والأشجار الباسقة والمعمرة تتموقع بالحديقة ذات الطابع الإنجليزي بحيرة بها أسماك زاهية الألوان، وبمحاذاتها تماثيل تحاكي أساطير المرأة النايلية وتراث الجزائر الأصيل راسمة لوحة فنية غاية في الروعة أكمل تفاصيلها زقزقة العصافير وحفيف أوراق الشجر الذي ينخره نسيم الهواء العليل وخرير المياه بينبوعها الدائم الجريان.

فيلم طرازان

خصائص هذا المكان جعلها أيضا موقعا أو استوديو لأفلام الطبيعة التي تحتاج غابات استوائية على غرار فيلم طرازان الذي تم تصوير مشاهد منه بالحديقة في أوائل القرن الماضي.

وينمو بهذه الحديقة الخضراء ما يربو على 1000 نوع من مختلف النباتات، إلى جانب أشجارها المعمرة التي يناهز عمرها القرنين.

والجميل أن عدد نباتها في تزايد مستمر بفضل عمليات الاقتناء التي تقوم بها الحديقة من عديد ربوع الجزائر وكذلك أصقاع المعمورة.

وقد أسهم في هذا التنوع النباتي مناخ الحديقة المختلف عن المناطق المحيطة بها، إذ تعرف الحديقة جوا رطبا باردا شتاء وحارا رطبا صيفا نظرا لقربها من البحر، إذ لا يفصلها عنه إلا 200 متر، مما يوفر لها الرطوبة الملائمة.

كما تقبع خلف الحديقة تلة عالية تحميها من الرياح الجنوبية وهو ما خولها لتكون وسطا مناسبا لعيش العديد من الأصناف النباتية والحيوانية ذات الأصول العالمية المختلفة.

ودفعت هذه الميزة المناخية بالقيمين على الحديقة إلى إنشاء مربعات لزراعة الأزهار التجريبية والمشاتل والبيوت البلاستيكية والزجاجية، حيث تحوز حديقة التجارب على فضاء لزراعة مخبرية يقصده الباحثون وطلبة المعاهد الزراعية، كما أفرزت عملية التهيئة التي طالتها قبل سنوات هياكل جديدة، منها مدرسة البستنة وملاحق أخرى.

مدرسة بيئية للأطفال

ولإضفاء الطابع البيولوجي على الحديقة تم إنشاء ورشة لإعادة تدوير وتحويل بقايا النباتات والأشجار التي تجمع من أرجائها لتستخدم لاحقا في شكل أسمدة ومواد عضوية تساعد النباتات على النمو.

وفي مجال دعم المحافظة على البيئة والمحيط تعززت الحديقة بمدرسة للتربية البيئية تعنى بتكوين وتربية الأطفال على كيفية حماية البيئة وغرس النباتات والحفاظ عليها والاعتناء بها.

وحتى يشعر زوار الحديقة بالفرحة والمتعة أكثر وأكثر فإن المشرفين عليها يعكفون دورياً على تنظيم احتفالات وتظاهرات في المناسبات المتعلقة بالحفاظ على البيئة كعيد الغابات واليوم العالمي للتنوع البيئي واليوم العالمي للمناطق الرطبة، حيث تقام معارض وورشات تكوينية حول الكائنات الحية والأغطية النباتية الموجودة بالحديقة.

مليون زائر.. حيوانات نادرة والببغاء فرانكي

كل هذا وأكثر جعل من الحديقة مقصدا محببا للعائلات ومحبي الطبيعة، حيث يفوق عدد مرتاديها المليون زائر سنويا يقصدونها للتمتع بهوائها الذي يشرح الصدر وظلالها الوارفة وما توفره من خدمات للخروج من ضائقة المنزل والرتابة.

أما الشيء الذي لا يمكن أن يغيب عن بال أصدقاء الحديقة هو الجناح المخصص للحيوانات والذي يضم 92 نوعاً تصنع المتعة والفرحة وتسحر ألباب الكبار قبل الصغار، حيوانات منها ما هو في طريقه إلى الانقراض قد لا يتم العثور عليه في باقي الحدائق الوطنية وحتى في مختلف المحميات العالمية، ومن بين سكان هذا المكان الذي يعرف إقبالا كبيرا أنثى الدب “ناتاشا” وبجوار مرقدها القاطور أو تمساح نهر المسيسيبي، دون أن ننسى الببغاء “فرانكي” الذي يعرف اسمه جيدا ويتفاعل مع الزوار، إضافة إلى النمور والطيور الجارحة والغزلان والأروية والنعامة والقائمة طويلة، حيوانات تخطف أبصار الزوار استقدم بعضها من إفريقيا وأخرى من مواطنها الأصلية، أوروبا وأميركا وشرق آسيا.

كما تضم الحديقة مجموعة متنوعة من الطيور التي تزين أركانها بألوان ريشها الزاهية على غرار الطاووس المزركش والأبيض ومختلف أنواع البط وطائر “النحام” الأنيق.

تمساح معمر ونسر دخل غينيس

وبالحديقة حيوانات عمرت أكثر بكثير عما هو معروف عن فترة عيشها منها التمساح الأميركي جاكلين الذي عاش أكثر من 99 عاما وهو محنط حاليا عند مدخل الحديقة وبجانبه الدب الذي عمره زهاء 76 سنة، كما من حيوانات الحديقة ما هو مسجل في كتاب غينيس للأرقام القياسية، كالنسر الأميركي “الكوندور” الذي عمر 118 عاماً.

كلها إذن معطيات وخصائص أعطت حديقة التجارب بالحامة الأفضلية لتكون جنة الله في أرضه إذا ما تم الحفاظ على كنوزها.

العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى