السعودية

المرأة السعودية بين الانتصارات والتحديات

وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الاتحاد الروسي في زيارة رسمية للمرة الأولى، وصفتها الخارجية السعودية بأنها زيارة “ملكية تاريخية”.

كما أوضحت الوزارة أنه سيتم خلال الزيارة “عقد مباحثات مع القيادة الروسية، وتعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية الاستثمارية، ومناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين”.

لكن ما يميز الريح الطيبة التي تهب مع حلول خريف 2017، وتلك الزيارة الدافئة لأول ملك سعودي منذ 90 عاما (الأولى في هذا القرن)، وينسحب عليها لقب “ملكية” و”تاريخية” أيضا، هو تلك التغييرات التي قام بها الملك الأسبوع الماضي من خلال قراريه “التاريخيين” حقا بالسماح بإصدار رخص قيادة السيارات للنساء في المملكة العربية السعودية، وتعيين فاطمة سالم باعشن متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن.

نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين في استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في موسكو 4 أكتوبر 2017

فيما يخص قيادة المرأة السعودية للسيارات، جاء قرار الملك بتشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات: الداخلية والمالية والعمل والتنمية الاجتماعية، لدراسة الترتيبات اللازمة ليدخل الأمر الملكي حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، وهو قرار يأتي انتصارا للمرأة السعودية التي لم تقصر في المطالبة بحقوقها المجتمعية والسياسية كاملة، ونجحت في عدة مجالات باختراق حواجز بدت في أول الأمر مستحيلة، لتتبوأ اليوم مقاعد في أكبر الجامعات داخل وخارج المملكة.

فاطمة سالم باعشن المتحدث بإسم السفارة السعودية في واشنطن

وهو ما يثلج الصدر أيضا في القرار الثاني بشأن السيدة فاطمة باعشن، لتكون أول سيدة سعودية في هذا المنصب. وباعشن حاصلة على درجة الماجستير في مجال التمويل الإسلامي من جامعة شيكاغو، وشغلت عدة مناصب قيادية، وعملت مع وزارات العمل والاقتصاد والتخطيط، كما عملت مستشارة لعدد من البنوك والمؤسسات في السعودية وخارجها، حيث تخصصت بشكل أساسي في مجالات سوق العمل، وتنمية القطاع الخاص، وتمكين المرأة اقتصاديا.

الملك سلمان بن عبد العزيز بجانب دميتري روغوزين أثناء استقباله في موسكو

لاشك أن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة، ومضاد له في الاتجاه، والساحة العربية تشهد إلى جانب تلك الانفراجات الاجتماعية الهامة، توجهات أخرى تميل إلى التطرف، والإرهاب الفكري والسياسي والدموي الذي يقتل العقول قبل الأجساد، ويدمر الأفكار قبل البلاد.

لذا، فإن الانتصار الكبير في قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة، وبدء تعيينها في مناصب مرموقة، ليس سوى بداية لمعارك أخرى، فهناك تفاصيل كثيرة سوف تبدأ الآن، بداية من الصور الفوتوغرافية على رخص قيادة السيارات، ومرورا بالحرية والاستقلال النسبيين اللذين سوف تحصل عليهما المرأة السعودية بطبيعة الحال، والتعامل مع الأعطال المحتملة، والتواجد في أماكن لم يسبق للمرأة السعودية الوجود فيها، والتعامل مع العاملين فيها، وانتهاء بمشكلات الخروج بقوة إلى سوق العمل، والمطالبة بحقوق جديدة.

تقف كل تلك التحديات أمام المرأة السعودية والدولة الأولى اقتصاديا بين الدول العربية، الثانية في المساحة، والتي تملك على أراضيها قبلة المسلمين من شتى بقاع الأرض.

روسيا اليوم

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى