غير مصنف

لمن هذا القصر/ د.عالية شعيب

كان هناك أب وابنه يسيران في منطقة فلل وقصور فخمة… فدار بينهما هذا الحوار:

الابن: لمن هذه الفيلا يا أبي؟

الأب: إنها لواحد كان يشتغل كاتب شخصيات vip. كل ما كتب كتاب، راح وقدم نسخة لصاحب الكتاب، الشخصية التي كتب عنها: شيخ. تاجر… إعلامي… فنان. وطبعا يكافئه بشيك. وشيك على شيك. بنى هذه الفيلا. يسمونه خطأ بكاتب، لكنه كاتب بالأجر، عبد لقلمه. تسيره المصالح والدنانير ليكتب من دون قناعة أو تفكير.

الابن: ولمن تلك الفيلا؟

الأب: هي لتاجر اقامات فاسد. يأتي بعشرات العمال الفقراء بعد سلبهم كل ما يملكون ويرميهم بالشوارع يلتقطون رزقهم كلما استطاعوا. فيصبحوا مجرمين أو منحرفين أو متسولين.

الابن: وهذا القصر؟

الأب: هذا القصر لنائب سابق. باع للناس وعودا كاذبة. وعقد صفقات مع رجالات قبيلته. فاز بانسحاب غيره. دخل المجلس ونسي كل وعوده. استفاد قدر المستطاع بمناقصات عدة وقبض. باع رأيه وضميره. وقبض من الحكومة. ووظف أهله وأقاربه ومعارفه، وقبض. اشترى بعض الصحافيين الذين لمعوا صورته إعلاميا وقبض. وبنى هذا القصر.

الابن: وهذه الفيلا؟

الأب: هي لفنانة كانت مهرجا للـ «كبار» واراجوز أولادهم. قبضت وعملت شركة انتاج وروجت لفنها الهابط. اشترت ذمم صحافيين لتنظيف وساختها ورش العطر على قمامتها. وكلما ظهر لها شريط فاسد، كذبوه. وكلما قبض عليها بمخفر، غطوا على السالفة. استخدمت علاقاتها المشبوهة وصفقاتها القذرة للصعود والشهرة بنشر الانحلال والفساد في المجتمع… بفنها الهابط اشترت هذه الفيلا.

الابن: وهذا القصر لمن؟

الأب: لابن مسؤول فاسد كان ينصب ويسرق ويحتال باسم أبيه. والقصر الذي جنبه لمسؤول سياسي فرضه علينا لأن أمه ابنة تاجر معروف، وأباه كذلك.

الابن: ولمن هالشقة الصغيرة؟

الأب: هي لمواطن شريف بلا واسطة. عجزت الحكومة عن توفير سكن له ولأسرته. يعيش فيها هو وأولاده الصغار والمراهقين والجامعيين…

 

الرأي الكويتية

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى