المغرب العربي

“شوشان”.. إرهابي قُتل بليبيا وحوكم بتونس.. وما زال حراً

تناقلت وسائل إعلام تونسية ودولية أنباء عن إصدار المحكمة الابتدائية في تونس أحكاما متفاوتة بحق 14 متهما بالإرهاب، بينهم 10 فارين، و4 موقوفين. وكان من أبرز تلك الأحكام، حكم بالسجن لمدة 24 سنة بحث#نور_الدين_شوشان أحد قادة تنظيم “أنصار الشريعة” بتونس والناشط في ليبيا والمتهم بتدبير عدد من الأعمال الإرهابية بتونس.

ورغم إعلان السلطات التونسية أن شوشان قد قُتل في غارة أميركية في فبراير/شباط 2016 على منزل بمدينة صبراتةيقيم فيه عدد من الإرهابين، إلا أن مصيره محل جدل لا سيما بعد أن السلطات أعلنت تورطه في تدبير هجوم إرهابي ببلدة بنقردان التونسية الحدودية مع ليبيا في مايو/أيار من ذات العام.

وعاد الجدل مجددا حول #شوشان خلال الأشهر الماضية، إذ فتحت السلطات تحقيقا حول حصوله على جوازات سفر تونسية بطرق غير قانونية في عامي 2011 و2012، الأول من القنصلية التونسية بجنوة والثاني من سفارة تونس بروما.

صورة لجواز سفر شوشان الذي عُثر عليه في صبراته بعد القصف الأميركي في فبراير 2016

صورة لجواز سفر شوشان الذي عُثر عليه في صبراته بعد القصف الأميركي في فبراير 2016

 

السلطات الليبية من جانبها ألقت القبض على زوجة شوشان المدعوة رحمة الشيخاوي، والتي لا تزال داخل سجون “قوات الردع” بقاعدة امعيتيقة. وظهرت الشيخاوي في تسجيلات ولقاءات أجرتها أكثر من وسيلة إعلام معها، اعترفت خلالها بأن زوجها كان يدبر لعدد من الإعمال الإرهابية الخطيرة.

وإثر تراجع السلطات التونسية عن موقفها بشأن موت شوشان، بإعلانها الثلاثاء الماضي عن حكم بالسجن لمدة 24 عاما بحقه، بحسب ما ذكرته مصادر إعلامية تونسية، أكد مصدر أمني ليبي أن شوشان كان لا يزال يتنقّل داخل #ليبياحتى شهر سبتمبر/ايلول الماضي.

وقال المصدر الأمني لـ”العربية.نت”، إن وجود شوشان تركز في صبراتة والزاوية غرب العاصمة طرابلس، حيث تتواجد قوات موالية للتيار المتطرف، لكن دخوله لصبراتة توقّف بعد سيطرة قوات الجيش التابعة لحكومة الوفاق على صبراتةوصرمان منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي وطرد الميليشيات منها.

وأضاف: “شوشان تواجد في الزاوية في أكثر من مرة، حيث تسيطر المجموعات المتطرفة الموالية لتنظيم القاعدة على المدينة، ويقود تلك المجموعات تحديدا أبو عبيدة الزاوي”، مؤكداً لشوشان صلات بالتنظيمات الإرهابية في بنغازي ودرنة، والموالية أيضا للقاعدة.

وتابع: “هناك خلط كبير لدى من يتابع ملف الإرهاب في ليبيا، فهناك داعش التي تضاءل وجوده بشكل كبير، وهناك القاعدة التي ينتمي لها شوشان والتي تحولت من #أنصار_الشريعة إلى ما يعرف بـ”مجالس الشورى” المدعومة من تنظيم الإخوان المسلمين”.

وحول مناطق تواجد التنظيم الذي ينتمي له شوشان، قال المصدر: “الزاوية نسبيا والجنوب والجنوب الغربي بشكل كبير، حيث يسهل التواصل مع مجموعات في دول مثل #تونس والجزائر وتنظيم بوكو حرام في دول إفريقية. وشوشان شخصية مهمة للتواصل”، مشيراً إلى أن عناصر هذا التنظيم في بنغازي ودرنة يتم التواصل معها عن طريق خلايا تنشط على الحدود الليبية المصرية وتحديدا بين سيوة والجغبوب.

وأضاف: “أهم أسباب ضعف هذا التنظيم حالياً هو تخلي مصراتة عنه، حيث كانت مجموعات متنفذة داخلها تدعمه في السابق، لا سيما من خلال البحر باتجاه بنغازي. لكن أجهزة أمن المدينة ضيقت على عناصر سرايا الدفاع عن بنغازي المنتمية لذات التنظيم بعد انكسارها في الجفرة والجنوب الليبي”، مرجحاً أن شوشان لم يعد يتواجد بشكل واضح في مصراتة لكنه لا يزال ينتقل حرا بين الجنوب الجنوب الغربي.

وأكد المصدر أن “هناك تنسيقا مع الجانب التونسي والجزائري لرصد ومتابعة حركات هذه المجموعات الإرهابية، لكن ضعف أجهزة أمن ليبيا شكل عاملا كبيرا في سهولة تنقلها وحركتها داخل البلاد”، لافتاً إلى أن منفذ غدامس الحدودي مع الجزائر والقريب من تونس وقرى أخرى لا يزال سبيلا سهلا لنشاط هذه المجموعات والمرجح أن يكون شوشان قريبا منها، حيث يُعتبر أحد أهم عناصر خلايا تسفير الشباب التونسي لالتحاق بالتنظيم.

العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى