علماء يابانيون يقتربون من تحويل صخور المريخ إلى تربة صالحة للحياة

كشفت دراسة يابانية مذهلة عن قدرة نوع من الطحالب، يعرف باسم «فيسكوميتريلا باتنز»، على النجاة في أقسى بيئات الفضاء. هذه النتائج، التي نشرتها مجلة iScience، تشعل الأمل في تطوير أنظمة دعم حياة مستدامة قد تتجاوز حلول «زراعة البطاطس» الشهيرة التي رأيناها في أفلام الخيال العلمي مثل The Martian. بحسب صحيفة الجارديان.
الانتصار الصامت
لطالما عرف طحلب «فيسكوميتريلا باتنز» بمرونته وقدرته على النمو في المناطق الطينية القاحلة على الأرض. لكن الباحثين من جامعة هوكايدو اليابانية، بقيادة الدكتور توموميتشي فوجيتا، أرادوا اختبار حدوده القصوى في الفضاء.
ركزت الدراسة على هياكل الطحلب المحاطة بما يُعرف بـ«السبورانجيوم، وهي حويصلات مغلفة تحمي الأبواغ (الجراثيم).
أظهرت الاختبارات الأرضية أن هذه الأبواغ المغلفة قادرة على تحمل مستويات قاسية من الأشعة فوق البنفسجية (UVC) تجاوزت 100,000 جول لكل متر مربع، بالإضافة إلى الصمود أمام ظروف الفراغ، التجميد العميق، ودرجات الحرارة المرتفعة.أرسل الباحثون الأبواغ المغلفة إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) على متن مركبة «سيجنوس إن جي-17» وثبتت على الجزء الخارجي من المحطة، حيث تعرضت لبيئة الفضاء الحقيقية لمدة تسعة أشهر.
يشير الدكتور فوجيتا إلى أن هذه المرونة تتيح رؤى ثاقبة لتطوير أنظمة مستدامة لدعم الحياة في الفضاء، حيث يمكن أن تسهم الطحالب في توليد الأكسجين والتحكم في الرطوبة، والأهم من ذلك، تكوين التربة من الغبار والصخور الكوكبية.
هذا الاكتشاف يعيد الطحالب إلى صدارة الأبحاث الفضائية، حيث من المعروف بالفعل أن الطحالب الصحراوية مثل «Syntrichia caninervis» تتحمل ظروفاً تشبه ظروف المريخ في تجارب محاكاة أرضية.
وقال الدكتور فوجيتا: «إذا استطاعت هذه الجراثيم أن تتحمل التعرض الطويل الأمد أثناء السفر بين الكواكب، ثم تنتعش بنجاح عند إعادة الترطيب والاحترار، فإنها قد تسهم يوماً ما في إنشاء أنظمة بيئية أساسية خارج الأرض».
رحبت الدكتورة أغاتا زوبانسكا من معهد سيتي التي لم تشارك في الدراسة، بالنتائج، لكنها وضعت النقاط على الحروف.
أكدت زوبانسكا أن البيئة الخارجية لمحطة الفضاء الدولية، رغم قسوتها، لا تمثل تعقيدات الظروف الحقيقية للفضاء العميق أو بيئة المريخ والقمر.
وقالت زوبانسكا إن القيمة الحقيقية للنباتات الفضائية «لا تتحقق إلا إذا تمكنت من النمو والازدهار بنشاط بعيداً عن الأرض». مشيرة إلى أن قدرة الأبواغ على الصمود لا تمثل سوى «خطوة أولى» نحو الأهداف الأوسع لزراعة النباتات في بيئات خارج كوكب الأرض.