تأثيرات سلبية وإيجابية لتسمم الحمل على الأم المعرضة للإصابة بالسرطان

وجدت دراسة جديدة، واسعة النطاق، أن الإصابة بتسمم الحمل في الحمل الأول للمرأة ارتبطت بخطر إصابة الأم بأنواع معينة من السرطان لاحقاً، وأن هذه التأثيرات ليست كلها سلبية.
وأظهرت دراسات سابقة نتائج متضاربة، حيث توصل بعضها إلى أن تسمم الحمل يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بينما قالت أبحاث أخرى أنه يقلل من الخطر أو لا علاقة له على الإطلاق.
ووفق “سوري لايف”، حللت الدراسة الجديدة بيانات أكثر من 3.4 ملايين امرأة من فنلندا والسويد، أنجبن بين 1973 و2019 في البلدين. وفي الدراسة، عانت أكثر من 123 ألف مشاركة من تسمم الحمل أثناء ولادتهن الأولى.
ويشمل تسمم الحمل: ارتفاع ضغط الدم، ووجود البروتين في البول. ويمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض، مثل التورم والقيء. وإذا تُرك دون علاج قد يؤدي إلى تلف الأعضاء، أو سكتة دماغية، أو نوبات، أو الوفاة للأم أو الطفل في الحالات الشديدة.
فرضية العلماء
وقد افترض العلماء أن تنشيط الجهاز المناعي الناتج عن هذه الحالة يمكن أن يقلل من خطر إصابة الأم بالسرطان.
وتابعوا النساء في الدراسة اللاتي عانين من تسمم الحمل لمدة 18 عاماً، وتتبعوا تشخيص السرطان لديهن.
وبشكل عام، في السويد، كان معدل الإصابة بالسرطان لدى النساء اللاتي أصبن بتسمم الحمل أقل، ولكن لم تُلاحظ أي دلالة إحصائية في فنلندا.
ارتباطات إيجابية
وبالنظر إلى الأنواع الفرعية للسرطان في كلا البلدين، وجد الخبراء أن الإصابة بتسمم الحمل قللت من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 10%. وانخفض خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة تتراوح بين 21% و45%، بينما انخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تتراوح بين 28% و37%.
وشهدت النساء في فنلندا المصابات بتسمم الحمل، واللواتي أنجبن صبياً، انخفاضاً بنسبة 12% مقارنةً باللواتي أنجبن فتاة.
ولكن لم يُلاحظ هذا النمط في المجموعة السويدية.
ارتباطات سلبية
ومع ذلك، لم تكن كل الأخبار جيدة. فقد ارتفع خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بنسبة تتراوح بين 28% و46% لدى من عانين من تسمم الحمل.
وأقرّ العلماء بأن بياناتهم لا يمكنها إثبات أن هذه الحالة تُسبب السرطان أو تمنعه. ولكنها تُشير إلى آليات مُتشابهة وراء كل من تسمم الحمل وتطور السرطان.
ولا يزال تسمم الحمل حالة غامضة نسبياً، وسببه غير واضح تماماً.
والولادة هي العلاج الوحيد المعروف لتسمم الحمل حتى الآن. إلا أن الآثار الصحية والمضاعفات التي قد يسببها غالباً ما تستمر بعد الولادة، مثل: أمراض الكلى وأمراض القلب والأوعية الدموية وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.