تركيا.. معدل الخصوبة ينخفض إلى أدنى مستوى والشباب يتجنبون الزواج

انخفض معدل الخصوبة بتركيا إلى أدنى مستوى، في تحذير صريح من وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، التي أرجعت الأزمة إلى عزوف الشباب عن الزواج بسبب تحوله لعبء في الحياة العصرية.
وعبرت ماهينور أوزدمير غوكتاش، وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية عن خطورة الوضع بقولها: “بات لزاما علينا جميعا أن نوقف هذا الاتجاه ونحمي الأسرة والتركيبة السكانية الديناميكية”.
وخلال حديثها في معرض الأسرة الدولي الذي نظمته رئاسة الشؤون الدينية ومؤسسة الديانة التركية في مركز “أي تي أو” للمؤتمرات، أدلت غوكتاش، بتصريحات لافتة حول معدلات الزواج والخصوبة في تركيا.
وأكدت أنهم “يسعون جاهدين لتعزيز مؤسسة الأسرة، والحفاظ على القيم، ونقل الخير من جيل إلى جيل”.
وأوضحت أن إعلان عام 2025 “عام الأسرة” يعكس الإرادة في التحرك برؤية أقوى لمواجهة المخاطر الجسيمة التي تهدد مؤسسة الأسرة.
وأشارت إلى أن “المفهوم الحديث الذي يمجد الفردية ويبرز الحرية المطلقة قد أبعد الأسرة عن مركز الحياة الاجتماعية، محولا إياها إلى مجرد خيار”.
وشددت الوزيرة على أن التيارات الأيديولوجية العالمية مثل نزع الطابع الجنسي والرقمنة تضعف الروابط الأسرية.
وقالت إن التطورات التكنولوجية أدت إلى تقليل التواصل وجها لوجه، بينما جعلت الحياة العصرية الزواج “يبدو وكأنه عبء، مما أدى إلى ابتعاد الشباب عن الزواج، وضعف أدوار الأبوين، وانقطاع الروابط بين الأجيال”.
وشددت غوكتاش على أن معدل الخصوبة قد انخفض إلى أدنى مستوى تاريخي له، من 2.1% إلى 1.48%، “وهي نسب لا تسمح بتجديد السكان”.
وقالت إن الأزمة الحالية تهدد التركيبة السكانية الديناميكية، مشيرة إلى أن “وثيقة رؤية وخطة عمل حماية وتعزيز الأسرة، تقدم خارطة طريق شاملة”، موضحة أن الخطة تتضمن أهدافا مثل حماية الأسرة، وتأمين الأمن الرقمي، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة المخاطر العالمية، وتعزيز التضامن بين الأجيال.
وفي إطار إعلان عام 2025 “عام الأسرة”، أكدت غوكتاش أنهم سيواصلون دعمهم المتعدد الأوجه في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والرقمية.
وأكدت أن المساعدات للشباب المقبلين على الزواج والأسر التي تخطط لإنجاب الأطفال ستستمر.
وكشفت الوزيرة عن دفع مساعدات ولادة لـ 220,268 أما في شهر يونيو، معلنة أن قيمة المساعدات التي قدمت للأسر حتى الآن بلغت حوالي 1.75 مليار ليرة تركية.
ولفتت أن حوافز مثل مزايا الخصومات الخاصة للأسر لا تشكل سوى جزءا من هذا الدعم.