فتيات سعوديات يبتكرن عدسة لاصقة ذكية لقياس السكر

حصل فريق بحثي مكوّن من أربع طالبات سعوديات على براءة اختراع من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، عن ابتكار “عدسة لاصقة ذكية لقياس مستوى الجلوكوز في دموع العين”، بطريقة غير جراحية ومستمرة.
ويؤكد الفريق أن الابتكار يهدف إلى توفير حل مريح وآمن لمرضى السكري، من دون الحاجة إلى الأجهزة التقليدية المؤلمة، حيث يراقب نسبة السكر باستخدام بايو سنسر مدمج داخل العدسة ينقل البيانات إلى تطبيق على الجوال عبر شريحة دقيقة، وتعمل العدسة على قراءة مستوى السكر بشكل لحظي من خلال دموع العين ما يساعد في تفادي مضاعفات المرض الناتجة عن تأخر التشخيص أو الإهمال في القياس.
فريق البحث
ويشير الفريق، المكوّن من الطالبات ليان صنهات السبيعي، ونوره حسن العلي، ونوره محمد المبارك، ولولوه عبدالعزيز المريسل، إلى أن فكرة الابتكار جاءت من تجربة شخصية أثرت بهن كثيرًا، حيث كانت والدة إحدى العضوات مصابة بالسكري، وكانت ترفض استخدام أجهزة قياس السكر لكونها مؤلمة مما تسبب لها في نوبات انخفاض حادة قد تصل إلى فقدان الوعي، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن حل غير مؤلم يساعد المرضى على متابعة حالتهم الصحية بطريقة مستدامة وإنسانية، ويذكر الفريق أن المراحل الأولى من العمل على الابتكار تضمنت جلسات عصف ذهني، واستطلاعات للرأي مع فئة من المصابين بالسكري، بالإضافة إلى دراسات بحثية ودراسات جدوى شاملة قمن بإعدادها، كما شاركن في العديد من البرامج الابتكارية والمسابقات لدعم الفكرة وتطويرها.
عدسة ذكية
ويوضح الفريق أن العدسة الذكية تتميز بكونها غير جراحية وسهلة الاستخدام وتقدم قراءة لحظية لمستوى الجلوكوز، وتُرسل البيانات مباشرة إلى تطبيق إلكتروني ما يمكّن المريض من متابعة حالته باستمرار ومن دون ألم، كما يشير الفريق إلى أن الابتكار لا يزال في مراحله المبكرة ولم يُنتج منه نموذج أولي حتى الآن، ويؤكدن أن الفريق واجه تحديات عدة من أبرزها صعوبة دمج الحساسات الحيوية داخل العدسة، ونقص الدعم الفني والمالي، وصعوبة الوصول إلى مختصين في مجال تقنيات النانو الحيوية والمواد الحيوية، إلا أن إصرار الفريق ومهاراته في العمل الجماعي وتنوع التخصصات بين الطب والهندسة الحيوية والبرمجة ساعدهم على تجاوز هذه الصعوبات.
دعم خيري
ويضيف الفريق أن مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية كان لها دور محوري في دعم المشروع وتوجيهه قانونيًا، حيث قدمت جلسات إرشادية متخصصة في مجال حماية الملكية الفكرية، وساهمت في دعم الفريق خلال مرحلة صياغة الملف التقني اللازم لتسجيل الابتكار رسميًا، ويؤكد الفريق أن هذه التجربة لم تكن مجرد تجربة علمية بل تجربة إنسانية وتعليمية تركت أثرًا عميقًا في نفوسهن، وعززت لديهن قيمة العمل الجماعي وأهمية التعاون بين مختلف التخصصات لتحقيق هدف مشترك يخدم المجتمع.
أمل كبير
ويختم الفريق حديثه بالإشارة إلى أن هذا الابتكار يحمل أملًا كبيرًا في تحسين جودة حياة مرضى السكري، ويطمح إلى أن يتم تبنيه من قبل جهات وطنية لتصنيعه وتطويره وتوفيره للمستفيدين، خصوصًا في ظل ما تتمتع به المملكة من بنية تحتية وقدرات تؤهلها لريادة الابتكار في المجالات الصحية على مستوى العالم، ويؤكد الفريق أن حلمه يتجاوز حدود براءة الاختراع إلى تحويل الابتكار إلى منتج واقعي يغيّر حياة الناس ويجعل مراقبة السكر أكثر بساطة وأقل ألمًا وأكثر إنسانية.