5 قضايا كبرى بالانتخابات الأميركية.. تعرّف عليها
قبل نحو أسبوع من يوم الحسم بالانتخابات الرئاسية الأميركية، يبدو أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس يختلفان في كل شيء. ولكن ما أبرز القضايا التي ركز عليها المتنافسان في حملاتهما بهذه الانتخابات التي توصف بأنها الأكثر إثارة في تاريخ البلاد؟
1- الاقتصاد
بعد ثلاث سنوات من التضخم المرتفع، أصبحت القدرة الشرائية مصدر قلق رئيسي للعديد من الأميركيين.
ووعد ترامب -الذي خفض معدل الضريبة على الأثرياء والشركات عندما كان رئيسا- بفرض رسوم جمركية بأكثر من 10% على جميع الواردات، مما سيمكنه من تمويل تخفيض كبير في الضرائب.
كما التزم المرشح الجمهوري بجعل الولايات المتحدة “عاصمة العالم للبيتكوين والعملات المشفرة”.
من جانبها، تقدم هاريس نفسها مرشحة للطبقات المتوسطة وخلق ما تسميه “اقتصاد الممكن”.
ورغم أنها تنتهج طريق بايدن بشأن فرض الضرائب على الثروات الكبرى، فإنها خففت من حدة هذا التوجه بحملتها.
كما وعدت بوضع ائتمان ضريبي عند الولادة، ومساعدة في الوصول إلى ملكية العقارات ودعم إنشاء الشركات.
2- الهجرة
بالنسبة لترامب، تبقى قضية تأمين الحدود “الموضوع الأول” الذي يركز عليه في كل تجمعاته.
كما أن الهجرة غير النظامية تمثل القضية الأكثر حساسية في الحملة، علما أنه في ولاية بايدن شهدت البلاد زيادة كبيرة في نسب الهجرة.
وذهب المرشح الجمهوري -الذي كان تعهد لدى ترشحه في 2016 ببناء جدار على طول الحدود المكسيكية- أبعد بكثير هذه المرة، إذ وعد بأكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير النظاميين في تاريخ الولايات المتحدة.
وغالبا ما يكرر ترامب في خطاباته المعادية للمهاجرين مصطلحات من قبيل “غزو” و”جحافل” و”يُسممون دماء أميركا”.
في المقابل، تعهدت هاريس بأنها ستتبنى سياسة صارمة حيال القضية، معتبرة أنه يجب أن تكون هناك “عواقب لمن يدخلون بشكل غير قانوني”.
ودعمت هاريس مشروعا لتشديد سياسة الهجرة والتي يتبعها بايدن، والتي تتضمن استثمارات في الحواجز الحدودية.
3- الإجهاض
قضية قد تؤدي إلى تحفيز المواطنين الذين عادة ما يكونون أقل انخراطا سياسيا، على الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وخاصة النساء، مما قد يفيد الديمقراطيين. ففي موازاة الانتخابات الرئاسية، تُجرى استفتاءات حول هذا الموضوع في عشر ولايات.
هذه هي أول انتخابات رئاسية منذ أن ألغت المحكمة العليا -التي أعاد تشكيلها ترامب- الحماية الفدرالية للإجهاض عام 2022. ومنذ ذلك الحين، نفذت ما لا يقل عن 20 ولاية قيودا جزئية أو كاملة على الإجهاض الطوعي.
وجعلت هاريس من هذه القضية عنصرا مركزيا في نيابتها وحملتها. واتهمت منافسها بأنه مسؤول عن الوضع الحالي الذي وصفته بأنه “فظيع ومفجع”.
وعلى العكس من ذلك، يتلاعب ترامب في هذه القضية، إذ قال إنه فخور بأنه أعادها إلى الولايات بفضل قرار المحكمة العليا، لكنه صرح بأن البعض “ذهبوا بعيدا للغاية”.
ووعد بأن إدارته ستكون “رائعة للنساء” لكن البعض يخشون، بعد تصريحات غامضة منه، أن يستخدم سلطته الرئاسية للحد من الوصول إلى الأدوية المستخدمة في حالات الإجهاض الطبي.
4- السياسة الخارجية
تتزامن الحملة الانتخابية مع احتدام الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وهنا يتم تمحيص مواقف المرشحين عن كثب من قبل بعض مجموعات الناخبين.
ولا يتوقف الجمهوري -الذي يرى أن أميركا لم تكن يوما تحظى بهذا النزر القليل من الاحترام في العالم- عن القول إنه سيحل النزاعات دون تأخير، ولكنه لم يفسر قط كيف سيفعل ذلك.
وغالبا ما يندد ترامب بالمبالغ الفلكية التي دعمت بها واشنطن حليفتها كييف منذ عام 2022.
وعلى النقيض من ذلك، وعدت هاريس بأنها ستقف “بحزم إلى جانب أوكرانيا” ولن تكون “صديقة للدكتاتوريين”، على عكس منافسها.
وبينما قدم كلاهما الدعم لإسرائيل قائلين إن لها “حق الدفاع عن نفسها”، حاولت نائبة الرئيس موازنة خطابها بالتأكيد أيضا على معاناة الفلسطينيين.
5- المناخ
رغم أن الولايات المتحدة هي ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم بعد الصين، فإن القضية بقيت غير ذات أهمية من قبل المرشحين، الذين لديهم رؤى متناقضة تماما.
ووعد ترامب، الذي يشكك في التغير المناخي، بإلغاء الدعم للطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، كما خطط الرئيس السابق “للحفر بأي ثمن”، في إشارة إلى استخراج البترول والفحم الحجري، والخروج مجددا من اتفاقية باريس.
من جانبها، تعهدت هاريس “بمواصلة وتطوير القيادة الدولية للولايات المتحدة بشأن المناخ”.
وبوصفها نائبة للرئيس دعمت الخطة الكبرى للتحول الطاقي لجو بايدن، وكما كانت سيناتورة عن ولاية كاليفورنيا، دعمت “الصفقة الخضراء الجديدة”، وهي قرار يدعو إلى خفض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.