جيش الاحتلال يتوغل برياً للمرة الثالثة في الشجاعية و”يقترب” من مغادرة رفح
عربي تريند
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عملية توغل بري في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، شمالي القطاع، هي الثالثة من نوعها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما “يقترب” جيش الاحتلال من إنهاء هجومه البري المتواصل على مدينة رفح جنوبي القطاع منذ 6 مايو/ أيار الماضي، حسب ما أورده الإعلام العبري.
وقالت هيئة البث العبرية إنّ “الجيش الإسرائيلي بدأ عملية برية في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة لتفكيك البنية التحتية لحركة حماس التي لا تزال نشطة هناك”، مضيفة: “شُنَّت الغارة البرية إثر معلومات استخبارية جمعها جهاز الأمن العام- الشاباك، وشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي – أمان، مفادها أنّ حماس بدأت في استعادة سيطرتها على الحي”.
ولفتت الهيئة إلى أنّ “هذه هي المرة الثالثة التي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بعمليات برية في الشجاعية، التي غادرها في بداية يناير/ كانون الثاني الماضي في المرة الأخيرة”. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إنّ سبعة فلسطينيين استشهدوا وأصيب عشرات جراء القصف الإسرائيلي المكثف على الشجاعية “في حصيلة أولية”، مضيفاً في تصريح لوكالة الأناضول، نقلاً عن سكان الشجاعية، أنّ عدداً من المواطنين ما زالوا محاصرين داخل الحي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الاحتلال لم ينذر المدنيين في الشجاعية
وبينما يشهد حي الشجاعية منذ ساعات الصباح قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً تزامن مع توغل محدود للآليات العسكرية شرقي المدينة، وصف المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة الأوضاع في الحي بـ”الصعبة والأليمة في ظل استمرار عمليات القصف وإلقاء عشرات الصواريخ على المنازل المأهولة بالسكان”. وفي وقت لاحق من بدء التوغل البري، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من السكان والنازحين إخلاء أحياء شرقي مدينة غزة، منها الشجاعية والتفاح. ورغم ادعاء إسرائيل الحرص على سلامة المدنيين وحثهم على إخلاء مواقع معينة، إلا أنّ معظم ضحاياها في الواقع هم من المدنيين. لكن شهود عيان أفادوا “الأناضول”، الخميس، بأنّ الجيش لم ينذرهم بالإخلاء قبل بدء العملية المكثفة.
معرض حكايتنا حي الشجاعية\عبدالحكيم ابو رياش
لايف ستايل
“حكايتنا”… إبراز جماليَّة حي الشجاعية المُدمر
كما أن الاحتلال يدّعي وجود مناطق إنسانية، علماً أنّ المنظمات الدولية بما فيها الأممية أكدت مراراً أن لا مكان آمناً في غزة، وأن الضربات قد تصيب أي مكان وفي أي وقت، من دون أي اعتبار لوجود مدنيين ولا لوقوع مجازر تذهب ضحيتها أعداد كبيرة. وفي المرات التي ينذر فيها الجيش سكان المناطق التي يعتزم تنفيذ عملية عسكرية فيها، يتعمّد استهدافهم سواء خلال عملية النزوح أو بعد وصولهم إلى المناطق التي يطالبهم بالتوجه إليها بزعم أنها آمنة.
حماس: توغل الاحتلال في الشجاعية استمرار لحرب الإبادة
في الأثناء، قالت حركة حماس في بيان لها، اليوم الخميس، إنّ “القصف المكثّف على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، والذي بدأه جيش الاحتلال المجرم صباح اليوم، ونَشْرِه إنذارات بإخلاء الحي، والبدء في عملية توغّل فيه، هي استمرار لحرب الإبادة التي تشنها حكومة الاحتلال الفاشية على شعبنا”.
ورأت أنّ “هذه السياسة الفاشية، بالاستهداف المتكرر للمدن والمخيمات والأحياء، وتعمُّد قتل المدنيين وتدمير البُنَى التحتية، هي جريمة حرب مكتملة الأركان، تحدث تحت سمع وبصر العالم أجمع، وهو ما يتطلب تحرّكاً فورياً من المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة قادة الكيان”.
وشددت على أنّ هذه الجرائم “لن تزيد شعبنا إلا إصراراً على الثبات على أرضه، وتحدّياً للاحتلال ومخططاته، وأن مقاوتنا الباسلة ستواصل تصديها لهذا الجيش الفاشي”.
مزاعم الاحتلال في رفح
جنوبي القطاع، قالت القناة 12 العبرية إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي “يقترب” من إنهاء هجومه البري المتواصل على مدينة رفح منذ 6 مايو/ أيار الماضي، حيث استولى الاحتلال، في اليوم الثاني من الهجوم، على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر، وأغلقه أمام إخراج جرحى للعلاج وإدخال مساعدات إنسانية شحيحة أساساً. وتحدى الهجوم الإسرائيلي على رفح تحذيرات دولية كثيرة، وزاد من كارثية الأوضاع، إذ أجبر أكثر من مليون فلسطيني على النزوح، وكثير منهم كانوا بالفعل نازحين في المدينة.
وادعت القناة أن “الفرقة 162 (من الجيش الإسرائيلي)، التي تقاتل على الأرض، على وشك هزيمة لواء رفح (التابع لحركة حماس)”. ورغم مرور نحو تسعة أشهر على بدء حربها على غزة، تعجز إسرائيل عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة، لا سيما القضاء على قدرات حماس، واستعادة المحتجزين الإسرائيليين من القطاع. وأضافت القناة أن “القوات بدأت في إنشاء طريق على طول طريق فيلادلفيا؛ ما يجعل من الممكن العودة إلى هناك مستقبلاً، بعد مغادرة الجيش”.
وفي 29 مايو، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي اكتمال سيطرته على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي؛ ما يعني فصل قطاع غزة عن مصر. و”بعد عملية رفح، ستنتقل الفرقة 162 إلى القطاع الشمالي (حدود لبنان)، وستُنشر قوة أصغر للعمل في المنطقة العازلة على طول طريق فيلادلفيا”، وفق القناة. وأسفرت حرب إسرائيل، بدعم أميركي مطلق، على غزة، حتى الخميس، عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة. كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير أمنها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
(الأناضول، العربي الجديد)