قمة السلام الدولية حول أوكرانيا تبحث كيفية تجنب كارثة نووية
عربي تريند_تركز قمة السلام الدولية بشأن أوكرانيا الأحد على الأمن الغذائي وتجنب وقوع كارثة نووية وإعادة الأطفال الذي نقلوا من أوكرانيا إلى روسيا فيما تحدد الدول مقترحات لإنهاء الحرب.
بعد أكثر من سنتين على الغزو الروسي، يمضي قادة وكبار المسؤولين من أكثر من تسعين دولة نهاية الأسبوع في منتجع جبلي سويسري لحضور قمة تاريخية ليومين مخصصة لحل أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
بعد أن وقف زعماء العالم معا لتقديم دعمهم السبت، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في الحصول على اتفاق دولي حول اقتراح لإنهاء الحرب يمكن أن يقدمه إلى موسكو.
وقال زيلينسكي للقادة المجتمعين في منتجع بورغنستوك الفخم المطل على بحيرة لوسرن “يجب أن نقرر معا ما يعنيه السلام العادل للعالم وكيف يمكن تحقيقه بطريقة دائمة”.
تأتي القمة التي تغيب عنها روسيا والصين، فيما تواجه أوكرانيا صعوبات في ميدان المعركة حيث ينقصها العديد والعتاد.
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة باستسلام أوكرانيا كأساس لمحادثات السلام.
قوبلت دعوة بوتين أوكرانيا إلى الانسحاب من جنوب وشرق البلاد بالرفض على نطاق واسع في القمة.
تتمحور المحادثات حول نقاط مشتركة بين خطة السلام التي قدمها زيلينسكي المؤلفة من عشر نقاط والتي عرضها في أواخر عام 2022، وقرارات الأمم المتحدة بشأن الحرب التي تمت الموافقة عليها بدعم واسع.
كان تلك محاولة لحشد الدعم الأوسع من خلال التمسك بحزم بالمواضيع التي يغطيها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن تنقسم الدول إلى ثلاث مجموعات عمل الأحد للنظر في السلامة والأمن النوويين، والقضايا الإنسانية، والأمن الغذائي وحرية الملاحة في البحر الأسود.
“سرقة أطفال”
ستركز الجلسة الخاصة بالجوانب الإنسانية على القضايا المتعلقة بأسرى الحرب والمعتقلين المدنيين والمعتقلين ومصير المفقودين.
كما ستناقش إعادة الأطفال الذين نقلوا من الأراضي الأوكرانية المحتلة إلى روسيا.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي سايمون هاريس للصحافيين “لقد شهدنا خطف حوالي 20 ألف طفل أوكراني من عائلاتهم ومجتمعهم وبلدهم. كم هو مرعب هذا الأمر وكيف يمكن للعالم ان يتغاضى عن ذلك؟”.
وأضاف “متى أصبح من المقبول أن يكون الأطفال سلاح حرب؟ هذا أمر غير قانوني على الإطلاق ومقزز أخلاقيا”.
وتابع “إنها سرقة أطفال، وقد حان الوقت لأن يعلن المجتمع الدولي ذلك، وأنا شخصيا أنوي القيام بذلك”.
تركز ايرلندا و27 دولة أخرى على هذا المسار بينها كندا وتشيلي وكولومبيا وجورجيا والمجر وهولندا والنروج والبيرو وقطر ورواندا والمملكة العربية السعودية.
الأمن الغذائي
ستتناول المحادثات المتعلقة بالأمن الغذائي تراجع الإنتاج الزراعي والصادرات، والذي كان له تأثير مضاعف في جميع أنحاء العالم اذ كانت أوكرانيا واحدة من سلال الخبز في العالم قبل الحرب.
ومجموعة العمل المؤلفة من ثلاثين دولة حول هذا الموضوع تشمل البرازيل وبريطانيا وألمانيا وغانا وإسرائيل وكينيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وتايلاند وتركيا.
ستركز المحادثات ليس فقط على تدمير الأراضي الخصبة من خلال العمليات العسكرية انما أيضا على المخاطر المستمرة التي تشكلها الألغام والذخائر غير المنفجرة.
وقالت الدولة المضيفة سويسرا إن “إيجاد حل سياسي في أوكرانيا يظل أمرا حاسما لتحقيق استقرار أسعار المواد الغذائية في السوق العالمية”.
وأدت هجمات مدفعية على سفن في البحر الأسود إلى ارتفاع تكلفة النقل البحري.
وأضافت سويسرا أن “ضمان الشحن الحر والآمن في البحر الأسود لن يؤدي فقط إلى تعزيز الأمن الغذائي في العديد من الدول ذات الدخل المنخفض، بل سيعيد الاستقرار إلى المنطقة أيضا”.
مخاوف من كوارث نووية
تنظر مجموعة السلامة النووية في الوضع الهش الذي يحيط بسلامة وأمن محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، وخصوصا في زابوريجيا حيث تم إغلاق كل المفاعلات منذ منتصف نيسان/ ابريل.
ستركز المحادثات على الحد من مخاطر وقوع حادث ناجم عن خلل أو هجوم على المنشآت النووية في أوكرانيا.
وقال الرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا “أنا مستعد للمشاركة في النقاش بشأن السلامة النووية، لأن هذا يمثل فعليا تهديدا كبيرا لأمننا”.
ستشارك ثلاثون دولة في هذا المسار، بينها الأرجنتين وأستراليا وفرنسا وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك والفلبين وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة.
قمة ثانية
تتجه الأنظار أيضا إلى احتمال عقد قمة ثانية حيث تريد أوكرانيا أن تقدم لروسيا خطة متفقا عليها دوليا للسلام.
لم يذكر زيلينسكي ما إذا كان مستعدا للدخول في محادثات مباشرة مع بوتين لإنهاء الحرب رغم أنه استبعد في السابق إجراء محادثات مباشرة معه.
وقالت رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي للصحافيين “يجب أن تنضم روسيا إلى العملية لأن روسيا مسؤولة عن بدء العملية التي تسمى الحرب”.
من جهته قال رئيس وزراء كرواتيا أندريه بلينكوفيتش إن موسكو قد تنضم إلى القمة المقبلة “إذا ذهبنا في الاتجاه الصحيح وكانت الظروف مناسبة”.
لكن رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني قالت إن بوتين “ليس مهتما بالسلام. الرئيس بوتين يؤيد كل ما هو ضد السلام وضد الاستقرار وضد علاقات حسن الجوار”.
لكن آخرين حذروا أوكرانيا من انه سيكون عليها تقديم تنازلات صعبة إذا أرادت إنهاء الحرب ولمحت مجموعة المواقف إلى الصعوبة التي تواجهها كييف في التوصل إلى اتفاق.
وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إن “أي عملية ذات صدقية ستتطلب مشاركة روسيا”.
(أ ف ب)