مرضى “الفشل الكلوي” في غزة يواجهون حكما بـ”الموت البطيء” مع استمرار الإبادة الجماعية الإسرائيلية
عربي تريند
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن آلافا من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة في قطاع غزة، ومنهم مرضى “الفشل الكلوي”، يواجهون حكما بـ”الموت البطيء”، في خضم جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
وذكر الأورومتوسطي، أن ما بين 1000-1500 مريض بـ”الفشل الكلوي” تتفاقم حالتهم الصحية بشكل حاد بفعل نقص الخدمات الطبية والعلاجية والأدوية في أنحاء قطاع غزة، وأزمات تلقي العلاج مع انهيار المنظومة الصحية والضغط الهائل على المستشفيات وتعطل عمل غالبيتها، بفعل التدمير والحصار وانقطاع الكهرباء والوقود والمياه النظيفة، ما أدى إلى وقف تقديم خدمات الغسيل الكلوي الدورية للمرضى.
وقد وثق الفريق الميداني للأورومتوسطي قرابة 60 حالة لمرضى “الفشل الكلوي”، ممن باتوا معرضين لخطر الوفاة في أي لحظة، بعد وفاة 20 حالة على الأقل، بسبب عدم تمكنهم من تلقي العلاج في الوقت المطلوب، وذلك بفعل الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت المنظومة الصحية على نحو منهجي وواسع النطاق، مما أخرج معظمها عن العمل. وسجلت أعداد جديدة من المرضى خلال الأشهر الخمسة الماضية، لكنها لم تضم إلى قاعدة البيانات حسب النظام الصحي للحصول على المتابعة العلاجية الضرورية، وذلك بسبب انهيار الهياكل الإدارية والحكومية في قطاع غزة.
وحسب المرصد، لم تقتصر الوفيات على المسنين، بل شملت من هم دون العشرين عاما، حيث توفي بعضهم على أجهزة غسيل الكلى، بسبب غياب الماء والكهرباء وانعدام الإمكانات الطبية اللازمة لحالاتهم، فيما أدت صعوبة الوضع الأمني وحصار المرضى في منازلهم لأيام طويلة خلال العمليات العسكرية البرية للجيش الإسرائيلي، إلى الازدياد في عدد الوفيات بين مرضى الفشل الكلوي ودون تمكنهم من الوصول إلى المستشفيات.
كما تسبب القصف الإسرائيلي المنهجي المكثف على المنازل والشوارع في حدوث خطر شديد على حياة المرضى وحرمهم من الوصول إلى المستشفيات، للخضوع لجلسات غسيل الكلى وتلقي العلاج اللازم، فضلا عن صعوبة الحصول على المياه الخالية من الأملاح للمرضى في وقت تتراكم بشكل خطير السموم في أجسامهم.
ولفت الأورومتوسطي إلى تعطل مضخات خاصة بمحطة تحلية المياه التابعة لقسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء الرئيسي في غزة، وخروجه عن الخدمة نتيجة للغياب الكامل للكهرباء، ما أثر على أجهزة الغسيل التي تعطل بعضها على الرغم من قلة عددها، وباتت لا تفي باحتياجات المرضى نظرا لارتفاع أعدادهم، مما اضطرهم لاحقا للغسيل على نظام الفترات بحسب الوقت المتاح في المستشفى، وليس بحسب الاحتياج وحالاتهم المرضية.
هذا وقد تقلصت عمليات غسيل الكلى في مستشفى الشفاء الطبي لمرتين بدلا من ثلاث مرات، بسبب عدم توفر المياه العذبة اللازمة لعملية الغسيل الكلوي والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية، في وقت يقدّر عدد مرضى الفشل الكلوي الموجودين في المستشفى حاليا بنحو 40 مريضا يعالجون بمعدل جلستين في الأسبوع بواقع أربع ساعات للجلسة. وكان المستشفى المذكور يستقبل 450 مريضا قبل بدء الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن تفاقم معاناة مرضى “الفشل الكلوي”، مرتبط كذلك بسوء التغذية، نظرا للمجاعة الحاصلة، لا سيما في مدينة غزة وشمالها، فغالبية السكان يعتمدون على البقوليات والمياه الملوثة، مما يؤدي إلى ارتفاع وظائف الكلى وتراكم السموم، ما ينعكس سلبا على صحة المريض.