العالم تريند

هنية يواصل مباحثاته في القاهرة… وتفاؤل حذر لدى «حماس»

أبدت كل من إسرائيل وحركة «حماس» إشارات إيجابية حذرة لجهة احتمال التوصل على اتفاق تهدئة في قطاع غزة الذي تخوض إسرائيل ضدّه حرباً مدمرة أودت بحياة نحو ثلاثين ألف شهيد معظمهم من المدنيين، فضلاً عن إصابة عشرات الآلاف وتهجير الملايين.
ففي تل أبيب، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الخميس، مبعوث الرئاسة الأمريكية بريت ماكغورك أن حكومته ستمنح «تفويضا أوسع» لوفدها المفاوض بغية التوصل لصفقة تبادل أسرى مع «حماس» ووقف إطلاق نار بغزة.
وذكر موقع «وللا» الإسرائيلي أن حكومة الحرب «الكابينت» وافقت مساء أمس الخميس على إرسال وفد إلى باريس برئاسة رئيس الموساد، دافيد بارنياع، ورئيس الشاباك، رونان بار، واللواء نيتسان وذلك «بعد ضغط أمريكي شديد، فضلاً عن الضغط الداخلي من الوزراء يؤاف غالانت، وبيني غانتس، وغادي أيزنكوت».
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن غالانت قوله لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، خلال لقائه في تل أبيب: «سنمنح الوفد المفاوض تفويضا أوسع من أجل إطلاق سراح الرهائن، وفي الوقت نفسه سنعزز توسيع العملية البرية في غزة».
ولم تفصح عن فحوى التفويض الذي سيتم منحه للوفد الإسرائيلي المفاوض. ومن المقرر أن تشهد العاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة جولة مباحثات جديدة، حسب ما ذكرته مصادر إعلام أمريكية.
وكان موقع أكسيوس قد نقل عن مصدر مطلع ومسؤول إسرائيلي أنه من المتوقع أن يصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليم بيرنز إلى باريس الجمعة لإجراء محادثات مع مسؤولين قطريين ومصريين وإسرائيلية.
ووصل ماكغورك إسرائيل أمس الخميس، بعد زيارة إلى مصر لبحث سبل دفع صفقة جديدة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين ووقف إطلاق نار مطول في غزة. ولم تنشر الولايات المتحدة أو إسرائيل جدولا زمنيا لزيارة المبعوث الأمريكي.

«أجواء إيجابية» عند «حماس»

وكانت القاهرة استضافت جولة مباحثات الأسبوع الماضي، لم تفض إلى حلّ، بسبب التعنت الإسرائيلي ورفضها الملاحظات اليت قدّمتها حركة حماس بشأن ورقة قدمها إليها الوسيطان القطري والمصري.
وفي 13 شباط / فبراير الجاري قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم إعادة وفده إلى القاهرة لمزيد من المحادثات.

إسرائيل قررت إرسال وفد إلى فرنسا وتوسيع صلاحياته

وقال مسؤولون في حركة «حماس» أمس إن فرص التوصل إلى تهدئة باتت ممكنة.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق في تصريحات ادلى بها الى محطة «سكاي نيوز» البريطانية إنه «قد يحصل تقدم في المفاوضات بشأن تبادل الأسرى في المستقبل القريب». وتتزامن تصريحات أبو مرزوق مع محادثات يجريها في القاهرة منذ الثلاثاء الماضي، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع مسؤولين مصريين يشاركون في الوساطة.

شكري وبلينكن

وقال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لـ «حماس» في الخارج لرويترز إن إسرائيل «تتراجع الآن عن الشروط التي قبلتها بالفعل في بداية شباط/ فبراير في عرض لوقف إطلاق النار صاغته الولايات المتحدة ووسطاء مصريون وقطريون في باريس».
وأضاف «الاحتلال غير معني بنجاح أي اتفاق وهو تراجع عن ورقة الإطار التي وضعها الوسطاء وشارك فيها… نتنياهو غير معني بملف الأسرى وكل ما يهمه هو مواصلة تنفيذ حكم الإعدام في غزة».
وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الخميس، الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وهدنة لعدة أسابيع. وجاء لقاء شكري وبلينكن على هامش اجتماع وزراء خارجية دول «مجموعة العشرين» في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وتناول اللقاء «التطورات الخاصة بالوضع في قطاع غزة، وأعاد وزير الخارجية التأكيد على ضرورة الوقف الكامل لإطلاق النار» وفق البيان.
وبحث الوزيران «مسار الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين تسمح بإنفاذ هدنة لعدة أسابيع، واتفقا على استمرار التنسيق خلال الفترة المقبلة لدعم جهود الوساطة التي تقوم بها مصر في هذا الشأن» حسب البيان ذاته.
واعتبر شكري أن وقف إطلاق النار هو «الضمانة المُثلى لحقن دماء المدنيين وخفض التصعيد المرتبط بالأزمة والبدء في أي حوار جاد حول مستقبل التعامل مع القضية الفلسطينية».
وأعرب وزير الخارجية المصري في هذا الصدد عن «أسف مصر ورفضها لاستمرار عجز مجلس الأمن عن المطالبة الصريحة بوقف إطلاق النار نتيجة تكرار استخدام الفيتو الأمريكي غير المبرر».
وذكر وزير الخارجية المصري لنظيره الأمريكي، وفق البيان، أن مصر «تراقب عن كثب تطور العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتحذر من المخاطر الجسيمة الناجمة عن أي هجوم واسع النطاق على مدينة رفح الفلسطينية». وأكد مجدداً «رفض مصر القاطع لأي خطط أو إجراءات من شأنها أن تُفضى إلى تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، باعتبار ذلك سيؤدى عملياً إلى تصفية القضية الفلسطينية وسيشكل أيضاً تهديداً للأمن القومي للدول المجاورة وعامل عدم استقرار إضافي في المنطقة».
وشدد على «ضرورة ممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، لضمان تيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتجنب المعوقات المفروضة من جانب إسرائيل». كما أكد «أهمية دور وكالة الأونروا في استقبال وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، باعتبارها الجهة الوحيدة التي لديها القدرة على العمل بكفاءة على الأرض في ظل الظروف الأمنية والإنسانية الراهنة».
وطالب بـ«إعادة النظر في إعادة تمويل أنشطة الوكالة في أسرع وقت».

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى