العالم تريند

وائل الدحدوح رمز للصمود والصبر الفلسطيني وأيقونة للإعلام العربي

فيما لا تزال إسرائيل تتصيّد الصحافيين، سواء في غزة أو في جنوب لبنان، فقد جسّد مراسل قناة “الجزيرة” الصحافي وائل الدحدوح المأساة الحقيقية من رحم الأحزان والآلام والأوجاع، متحولاً إلى رمز للصبر والعنفوان والتمرد على كل المحاولات لكسر إرادته بمتابعة رسالته في نقل الخبر ومواجهة متاعب المهنة في خضم كل ما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعية ترتكبها الآلة الإسرائيلية.

فبعد مصابه الأليم باستشهاد نجله البكر حمزة، وقبله ابنه وزوجته وابنته، لقي وائل الدحدوح، الذي خرج ليواصل عمله الإعلامي في تغطية الأحداث لسرد حقيقة الأحداث والمجازر الإسرائيلية، حملة تضامنية واسعة عربياً وعالمياً كرّسته كأيقونة للصبر والصمود والمقاومة نصرة لغزة وللقضية الفلسطينية، وفق ما عبّر عنه العديد في لبنان الذين واسوا وائل بمصابه الجلل، في وقت أفردت القنوات التلفزيونية والصحف والمواقع الإخبارية مساحات واسعة لنقل مأساته وتمرده على الألم.

واتصل وزير الإعلام اللبناني الأسبق غازي العريضي بوائل الدحدوح معزياً، وأكد “أن وائل أثبت صلابة وقوة وإيماناً وصبراً لا مثيل له، واستمر مراسلاً لـ “الجزيرة”، يخوض معركته في الميدان، يفضح أكاذيب وادعاءات ومزاعم وجرائم جيش الاحتلال، وينقل الصورة الحية الحقيقية عما حصل ويحصل ويتعرض له الشعب الفلسطيني البطل، فاستمر يزعج الإسرائيلي الذي أصرّ على مطاردته والانتقام منه”.

وأضاف العريضي: “الزميل العزيز وائل: تستحق بجدارة استثنائية شهادة موقعة بالدم لقب: صوت فلسطين الحرة. وكلمة فلسطين الحرة. وحقيقة فلسطين الحرة. ورمز صمود شعب الجبارين فيها. وأيقونة الإعلام العربي الفاعل المؤثر في هذا الزمن العربي الرديء”.

وختم: “لك مجدداً أحرّ التعازي، وأسمى آيات الفخر بك وبشجاعتك وصبرك وإصرارك على إكمال مسيرتك، والتمني بأن يمدك الله بالقوة والقدرة على التحمل”.

ورأى النائب أديب عبد المسيح “أن وائل الدحدوح اختصر بشخصه القضية الفلسطينية”، وكتب عبر حسابه على منصة “أكس”: “عندما أقول إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا، أختصرها باسم: وائل الدحدوح، هذا الصحافي الحر الجبار الذي قدم بالأمس عائلته شهداء، وها هو اليوم يقدم ابنه البكر حمزة راكباً جديداً في قافلة الشهداء الأبرار. ألف تحية إجلال لكم مع تعازينا الحارة”.

بدوره، وصف الإعلامي زاهي وهبي وائل بأنه “مثالٌ ساطع لأهل غزة، لمقاومتها الأسطورية، لأسرها وعائلاتها التي تُباد على أيدي الهمجية الصهيونية وسط خذلان العالم وتواطئه، وعجزنا المخجل إلا من كلمات الرثاء والعزاء”.

وسأل زاهي الرب الرحمة والصبر والسلوان لوائل قائلاً: “العزاء أيها الصامد الصابر باستشهاد نجلك حمزة الدحدوح، وقبله أفراد أسرتك، لهم الرحمة والمغفرة وجنة الله الواسعة ولك الصبر السلوان”.

ونشرت الممثلة كارمن لبّس صورة وائل وأرفقتها بتعليق: “تخيلوا كم يوجد واحد مثل وائل يومياً في غزة. الله يصبّر وائل وكل شعب غزة وفلسطين عالظلم يللي عم يتعرضولو”.

كذلك، علّق الكاتب والمخرج المسرحي يحيى جابر على مأساة الدحدوح والاستهداف الإسرائيلي المتعمد للصحافيين بقوله: “افهموها، ممنوع يبقى حدا يخبّر، ممنوع يبقى مخبّر، وائل ابقَ على قيد الحياة لتخبّر”.

من جهتها، رأت فاطمة ابراهيم أن وائل أصبح “صخرة للصمود والكرامة لشعب بأكمله”، وكتبت: “استوطن الحُزن هنا، ومعه استوطن الشموخ والصمود والكرامة والصدق والإيمان، يا عزيزاً وقدوةً كما فلسطين”.

تجدر الإشارة إلى أن وائل الدحدوح نعى بتأثر شديد نجله البكر حمزة لدى إلقائه نظرة الوداع عليه، إلا أنه أبى الاستسلام وعدم فضح الجرائم الإسرائيلية من خلال عودته إلى متابعة وتغطية الأحداث الدموية في غزة.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى