العالم تريند

مستشفيات بلا موارد في غزة… الخل للتعقيم وعمليات بتر من دون تخدير

عربي تريند_ لليوم السابع عشر على التوالي، يتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، حاصداً المزيد من الشهداء والمصابين، ومتسبباً بخروج مستشفيات عدّة عن العمل.

يروي رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في تركيا (FİLMED) الطبيب محمد أمين، تفاصيل الوضع الصحي الكارثي في قطاع غزة جراء هجمات الاحتلال الإسرائيلي والحصار المطبق على القطاع.

يقول أمين الذي يزاول مهنة الطب في إسطنبول بينما عائلته بأكملها في غزة، إن “مستشفيات غزة باتت عاجزة عن تقديم الخدمات بسبب مشكلة الطاقة، وبعضها أُغلق، وبعضها الآخر تعرض للقصف الإسرائيلي”. ويسعى أمين كغيره من الفلسطينيين في الخارج إلى التواصل مع ذويه والاطمئنان عليهم، لكنه لم يتمكن من التواصل جيدا معهم منذ بداية العدوان بسبب انهيار شبكة الاتصالات جراء الحرب، قائلاً: “لا كهرباء، ولا إنترنت، ولا حياة طبيعية هناك لأنهم يعيشون تحت القصف”.

الاستشهاد متوقع في أي وقت
يقول أمين إن “الناس في غزة باتوا ينطقون الشهادتين قبل الخلود إلى النوم كل ليلة، ويجعلون أطفالهم أيضاً يرددونها، لأنه من الممكن أن يحدث أي شيء في أي لحظة”، مؤكداً “تمسك أهالي غزة بديارهم وأرضهم وعدم رغبتهم بالنزوح رغم كل ما يحدث، وأن هذه رسالتهم التي يودون إيصالها للعالم”.

في ما يتعلق بالدعم الطبي، يذكر أمين أنه “على تواصل مع أطباء يعملون بشكل نشط في غزة، ولفت إلى أنه يوجد أيضا أطباء أتراك يعملون هناك، وأن الظروف في غزة سيئة بشكل لا يوصف”، مشيرا إلى” وجود أعداد كبيرة جدا من المرضى والمصابين بشكل يفوق كثيرا القدرات الاستيعابية للمشافي في غزة، وأن الأطباء باتوا يلجؤون لطرق بدائية في العلاج، في ظل نفاد الإمكانيات”.

غرف عمليات بلا تعقيم
ويلفت إلى أن “الظروف في غرف العمليات سيئة للغاية، ولا يوجد إمكانيات للتعقيم”، في حين يتوافد أعداد كبيرة من المصابين وبشكل متواصل، موضحا أن” وحدات العناية المركزة في وضع صعب للغاية، لا كهرباء ولا وقود، وهم مضطرون للتفكير بإغلاق المستشفيات لأنها باتت بدون وقود وكهرباء، لن يتمكنوا من خدمة المرضى”.

ويضيف أمين: “لقد شهد الجميع قصف بعض المستشفيات، رأينا تعرض مستشفى للقصف على الهواء مباشرة أو أمام أعين الناس، لكنه ليس المستشفى الوحيد، تلقينا أنباء عن تعرض حوالي 5 مستشفيات للقصف”.


عمليات جراحية من دون تخدير
ويذكر أمين أن “العديد من العاملين في المجال الطبي فقدوا حياتهم في الهجمات الإسرائيلية وأن جميع العاملين في القطاع فقدوا أشخاصا من عائلاتهم وأقاربهم”، موضحا أن” قطاع غزة المحاصرة منذ سنوات عديدة يحاول الصمود في ظروف استثنائية، بحيث لا تستطيع دول أن تتحمل مثل هذا الحرب”. ويضيف أنّ “العاملين في القطاع الطبي يستخدمون الخل لتضميد الجروح وتعقيمها بدلا من المستلزمات الطبية، كما أنهم يقومون حاليا بخياطة الجروح دون تخدير”.

ويتابع: “كما علمنا أنه عندما يتطلب الأمر إلى بتر قدمي أحد المصابين، فإنهم يجرون عملية البتر دون تخدير” مشيراً إلى أنّ مثل هذه العمليات الجراحية الخطيرة كانوا يجرونها للأطفال أيضاً ويشجعونهم بالقول: “أنت بطل، عليك تحمل ذلك، لا سبيل لدينا غير ذلك”.

ويستنكر أمين موقف المنظمات الدولية مما يحدث، قائلاً: “لا يمكن تفسير بقاء منظمات الصحة الدولية ومنظمات القانون الدولي صامتة أمام ما يحدث في غزة”، مردفاً: “من المؤسف أن الإنسانية فشلت في اختبار غزة، والجميع يرى الوحشية، ويجب على كل شخص أن يفعل شيئا ما، ليس فقط في غزة لكن في كل مكان”.

ولفت أمين إلى أن “ما يقرب من 50 عائلة جرى حذفها من السجل المدني، لأن جميع أفرادها قتلوا في الحرب”.

وحول عمليات البحث والإنقاذ قال: “لا يزال هناك ناجون بين أنقاض بعض المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي، لكن لم يتمكن الناس من نجدتهم بسبب استمرار القصف ونقص معدات البحث والإنقاذ”.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل لليوم السابع عشر على التوالي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 5087 فلسطينياً، بينهم 2055 طفلاً و1119 سيدة، وأصابت 15273، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما أنّ هناك عدداً غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

(الأناضول)

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى