العالم تريند

“لوموند” في افتتاحيتها: النيجر.. عدم ارتياح إفريقي وحرج غربي

عربي تريند_ تحت عنوان: “النيجر.. عدم ارتياح إفريقي وحرج غربي”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في افتتاحية عددها الورقي لنهاية الأسبوع، إن الوقت لا يصب في مصلحة الديمقراطية بمنطقة غرب إفريقيا. فكلّما مرت الأيام، يزداد وضوح عدم ارتياح دول المنطقة في محاولتها استعادة النظام الدستوري في النيجر، وهي رابع دولة من بين الدول الـ15 الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) يتم استهدافها بانقلاب عسكري في غضون ثلاثة أعوام.

وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور أسبوعين على الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، الذي انتخب عام 2021، خفّضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) نبرتها، خلال القمة التي جمعت رؤساء الدول الأعضاء فيها هذا الخميس بأبوجا في نيجيريا، التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة. وعلى عكس التهديد الواضح باستخدام القوة الذي صدر عنها في أعقاب الانقلاب في النيجر، قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، في ختام قمة أبوجا، إنها تعطي “الأولوية للمفاوضات الدبلوماسية والحوار” وإن كانت أمرت في الوقت نفسه “بنشر قوة احتياطية”.

فزعماء دول غرب إفريقيا يتشاركون الخشية من التعرض لمصير محمد بازوم، الذي يهدد الانقلابيون بإعدامه في حال تم تدخل خارجي. لكن محاولات قادة دول غرب إفريقيا للوساطة قوبلت بالرفض، كما أنهم منقسمون، خوفاً من تصعيد حرب إقليمية يمكن أن يستغلها المعارضون السياسيون والجهاديون، توضّح ”لوموند” دائماً في هذه الافتتاحية.

ومضت “لوموند” معتبرةً أن المأزق الذي تواجهه المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ليس مفاجئًا.. فهي لديها على الورق قوة عسكرية تهدف إلى استعادة الشرعية الدستورية، لكنّها لم تنشرها بعد أيٍّ من الانقلابات الأخيرة، لا في غينيا ولا مالي في عام 2021، ولا في بوركينا فاسو في عام 2022.

هذه المرة، حتى لو كان يصعب على الجنرال تياني، قائد الانقلاب في النيجر، تبرير أفعاله بفشل أمني ضد الجماعات الجهادية التي يحتويها الجيش النيجري بشكل فعال إلى حدٍّ ما بدعم من 2500 جندي فرنسي وأمريكي، إلا أن الإحباطات التي تراكمت لدى مواطني النيجر على مستوى الفقر القياسي والخطاب المناهض للفرنسيين من قبل المجلس العسكري، تجعل من أي تدخل خارجي مسألة معقدةً للغاية، تقول “لوموند”.

وتابعت “لوموند” القول إن جمود دول المنطقة، التي كان العديد منها لفترة طويلة تحت تأثير باريس، يسلط الضوء فقط على تراجع دور فرنسا إلى مرتبة ثانوية، مع تقليصه إلى السرية للحد من خطر الاشتعال أو التصعيد. فبالنسبة للأمريكيين كما بالنسبة للفرنسيين، فإن النيجر تعدّ مفترق الطرق بين الساحل وشمال إفريقيا وغرب إفريقيا، وهو المكان المحوري لصراع مزدوج ضد الجماعات الجهادية وضد النفوذ الروسي في إفريقيا.

وتضع الحاجة إلى الحفاظ على هذه المنصة الاستراتيجية واشنطن في الخط الأمامي، بينما تعمل باريس كقطعة للمجلس العسكري في النيجر. بالنسبة لكلا البلدين، فإن إمكانية الحفاظ على شكل من أشكال الوجود العسكري في الموقع أمر بالغ الأهمية، توّضح “لوموند”، مُشيرةً إلى أن الأمريكيين الذين دربوا، على غرار الفرنسيين، جنوداً أصبحوا انقلابيين، يحاولون الحفاظ على الروابط المزورة مع كبار الضباط النيجيريين الذين تخرجوا من مدارسهم العسكرية واستخدامها. ويتجنبون الحديث عن “انقلاب”، لأنه تعبير من شأنه أن يؤدي تلقائيًا إلى تجميد المساعدة العسكرية من واشنطن، وهو أمر لا يريدون الأمريكيون ولا الانقلابيون.

واعتبرت “لوموند”، في نهاية هذه الافتتاحية، أنه بين التسوية مع المجلس العسكري بهدف تجنب وصول رجال ميليشيا فاغنر الروسية إلى النيجر، والاحتمال الافتراضي لتدخل عسكري شديد الخطورة، ورحيل محض وبسيط تحت غطاء دفاع عاجز عن المبادئ الديمقراطية، لا يوجد حلّ جيد للفوضى في النيجر. فهناك شيء واحد مؤكد: سيتعين على الغربيين إعادة النظر بدقة في سياستهم تجاه غرب إفريقيا، تقول “لوموند”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى