العالم تريند

فشل وقف إطلاق النار في عين الحلوة وحصيلة الاشتباكات 9 قتلى و50 جريحاً

عربي تريند_ لليوم الثالث على التوالي، استمرت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بعد فشل اتفاقين لوقف اطلاق النار ورفض الطرفين المتحاربين سحب المسلحين، وأسفرت آخر حصيلة للاشتباكات عن سقوط 9 قتلى و50 جريحاً.

واستخدمت في هذه الاشتباكات التي تشتد من حين إلى آخر أسلحة متوسطة وثقيلة وتركّز تبادل اطلاق النار على جبهة محطة جلول وحي الطوارئ، وسُمعت الاصوات في ارجاء صيدا وضواحيها.

وبعدما استقبل مستشفى الهمشري في صيدا 25 اصابة يوم الاثنين، استقبل الثلاثاء 11 اصابة جديدة بينها اصابة حرجة.

وفي وقت أبقى الجيش اللبناني على تدابيره الأمنية عند مداخل المخيم مانعاً الدخول والخروج منه، تواصلت الاتصالات والمساعي من قبل القيادات الفلسطينية واللبنانية من أجل وقف التدهور الأمني، وشارك في هذه المساعي السفير الفلسطيني أشرف دبور الذي وصل فجراً إلى مستشفى الهمشري واطمأن إلى صحة المصابين كما أجرى اتصالات مختلفة، كذلك أجرت فاعليات صيداوية وقيادات لبنانية اتصالات للعمل على وقف اطلاق النار في طليعتها اللواء منير المقدح وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية القيادي فتحي أبو العردات الذي أكد “اننا ذاهبون إلى التهدئة وإلى وقف إطلاق النار في المخيم”، معتبراً “ان أمن شعبنا وحمايته أولوية وهي أمانة في أعناقنا كما دماء الشهداء”، مضيفاً “يجب التوصل إلى معرفة الجناة المجرمين والقتلة وتسليمهم إلى العدالة اللبنانية كي تستقيم الأمور وترتاح النفوس”.

ولفت أبو العردات “إلى التزام حركة فتح بوقف إطلاق النار الذي اتخذ خلال اجتماع عقد في صيدا برعاية “حركة أمل” مع هيئة العمل المشتركة والذي تم الاتفاق فيه ايضاً على تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الجناة وتسليمهم إلى العدالة اللبنانية”، مشيراً إلى أنه “بعد استشهاد اللواء أبو أشرف العرموشي كانت هناك صعوبة في ضبط الوضع سريعاً ولكن اصرار القيادة الفلسطينية والأجهزة الأمنية اللبنانية ونواب وفاعليات صيدا وقواها السياسية تم بحمد الله ضبط الوضع الأمني”. وكشف أنه “لدينا خيوط في جريمة الاغتيال ولا أريد أن استبق لجنة التحقيق، ولكن نؤكد على ضرورة احالة المجرمين إلى العدالة اللبنانية التي هي المرجعية الأمنية والقضائية”، مشدداً على “أن فتح لديها أولوية في حماية أمن المخيمات وهناك تفاهم واتفاق بين جميع الفصائل الفلسطينية وفي هيئة العمل المشترك بتسليم أي مرتكب للدولة اللبنانية”.

تزامناً، وجّه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان “نداء إلى المتقاتلين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة لوقف التقاتل فوراً”، مؤكداً انه “لا يجوز شرعاً ما يجري من قتال الإخوة مهما كان السبب”، وقال “ينبغي المحافظة على أمن الناس وأرواحهم، وقضيتنا كانت وستبقى فلسطين وقدسها وأهلها”. وأجرى المفتي دريان اتصالاً بالسفير الفلسطيني أشرف دبور، معرباً له عن “تضامنه الكامل مع وحدة الشعب الفلسطيني وعدم إتاحة الفرصة للتدخل بالشأن الفلسطيني”، داعياً “الفصائل الفلسطينية لتوحيد البندقية الفلسطينية بوجه العدو الإسرائيلي المحتل لأرض فلسطين، وأي قتال بين الإخوة الفلسطينيين هو قتال عبثي يسيء إلى الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتاريخها النضالي، وإلى الشهداء الذين سقطوا في سبيل القضية الأم”.

وعلى خط التهدئة، زار كل من النائب اسامة سعد والنائب عبد الرحمن البزري مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان حيث تم البحث في التطورات الأمنية الخطيرة في مخيم عين الحلوة وتداعياتها على الفلسطينيين واللبنانيين وعلى المدينة نفسها. وأكد الجانبان “ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وتثبيت الهدوء حماية للمدينة وجوارها والمخيم وأهله وللقضية الفلسطينية التي يدفع شعبها، وتدفع حاضنتها الرئيسة مدينة صيدا الثمن الغالي من هذه الاشتباكات”. وطالب النائب سعد “الإخوة الفلسطينيين والمسؤولين الفلسطينيين أن يضعوا حداً سريعاً وفورياً لهذه الأوضاع في المخيم ويسلّموا جميع المسؤولين عن عمليات الاغتيال إلى السلطات اللبنانية”.

وفي المواقف اللبنانية من أحداث عين الحلوة، استنكر الرئيس فؤاد السنيورة بشدة ما وصفها “الاشتباكات المشبوهة التي يشهدها مخيم عين الحلوة بين الفصائل الفلسطينية، والتي تطال احياء مدينة صيدا الآمنة بالأضرار والمخاطر على أنواعها، وكأنها تأتي لتعلن من جديد إصرار من هم وراءها على استخدام لبنان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية”.

بدوره، شجب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الاشتباكات في المخيم، وطالب “بنزع سلاح المخيمات ووضعه في عهدة الجيش اللبناني”. وبعد استقباله السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا قال الجميل “لطالما حذّرنا من المشاكل التي تحصل في مخيم عين الحلوة ولا نفهم سبب حصولها خاصة ان هناك موافقة من السلطة الفلسطينية لاخلاء المخيمات من السلاح، لكن توازن الرعب مستمر داخل المخيمات ويدفع ثمنه كل اللبنانيين كما ان الموسم السياحي يتأذّى من المعارك الحاصلة”.

إلى ذلك، عيّنت قيادة حركة “فتح” و”الأمن الوطني الفلسطيني” في لبنان العقيد أبو اياد شعلان قائداً للامن الوطني في منطقة صيدا خلفاً للواء أبو أشرف العرموشي الذي اغتيل في كمين مع أربعة من مرافقيه.

وكان البعض سأل عن مدى ارتباط توقيت هذه الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بزيارة مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج إلى بيروت قبل أسبوع واذا كان توتير الوضع الأمني يشكّل رسالة في مكان ما ورداً على هذه الزيارة خصوصاً أن أنباء تتحدث عن عدم رضى بعض الافرقاء وفي طليعتهم حزب الله على دور المخابرات الفلسطينية ومتابعتها عدداً من الفصائل الفلسطينية وجمعها التقارير.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى