العرب تريند

الطرق الالتفافية مشروع خطير يقسم المناطق الفلسطينية ويسرع خطط حكومة المستوطنين لضم للمناطق “ج”

عربي تريند _استمر المستوطنون في ممارسة العنف والإرهاب بشكل خطير للغاية، ضد المناطق الفلسطينية، في سباق تنفيذ مخططات معدة مسبقا، ومنسق لها مع أقطاب حكومة اليمين المتطرفة، لتوسيع الاستيطان، والسيطرة على مناطق “ج”، بالاستعانة بـ “الطرق الالتفافية”، التي تربط تلك المستوطنات بالمدن الإسرائيلية.

زحف استيطاني

وقد تواصلت خطط الزحف الاستيطاني، وكان آخرها شروع مستوطنين، ببناء بؤرة استيطانية جديدة في منطقة السواحرة، شرق القدس المحتلة، على أرض تملكها عائلة أبو حسين، وتعتبر المدخل الرئيسي لبرية السواحرة التي تبلغ مساحتها نحو 70 ألف دونم، حيث وضع مستوطنون مسلحون بيوت متنقلة، وألعاب أطفال في منطقة “سطح الغزالة”، التي تقدر مساحتها نحو 250 دونما، وهي قريبة من مستوطنة “كيدار” المقامة على أراضي بلدة أبو ديس، شرق القدس المحتلة، بهدف ربط مستوطنتي “كيدار” و”بوعز” المقامتين على أراضي أبو ديس والسواحرة.

كما عقدت لجنة الخارجية والأمن التابعة لـ “الكنيست” جلسة خاصة لمناقشة سبل منع البناء الفلسطيني في المناطق المصنفة “ج” في الضفة الغربية، مقابل تعزيز الاستيطان، حيث حضر تلك الجلسة الوزير المتطرف في وزارة الجيش، والمسؤول عن الإدارة المدنية بتسليئيل سموتريتش، وخلالها قال مسؤول ملف البنى التحتية في الإدارة المدنية للاحتلال آدام افيعاد، إن إدارته هدمت 550 مبنى فلسطينيًا في تلك المناطق خلال عام 2022، من أصل 1600 مبنى تم رصدها، وأنه خلال العام الجاري هدمت 220 مبنى من أصل 1000.

وجاء ذلك بعد أن تم الكشف قبل أيام عن خطة يعدها سموتريتش، للسيطرة على مناطق “ج”، التي تشكل 60% من أراضي الضفة الغربية، وبخاصة منطقة الأغوار.

وفي هذا السياق، نفى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يكون قدم التزامات إلى الجانب الأميركي، بتعليق أو تجميد البناء الاستيطاني، خلال المكالمة الأخيرة مع الرئيس جو بايدن، ما يدلل على مضي حكومة اليمين في مخططاتها.

كما كشف النقاب عن مخططات استيطانية جديدة تستهدف منطقة الأغوار الفلسطينية، بعد شرعنة العديد من البؤر الاستيطانية غير القانونية في الشهور الأخيرة، وضمن المخطط الاستيطاني سيتم توسيع عدد من الطرق في المنطقة فورا، وتوسيع الطريق رقم 5 بين مستوطنتي “أريئيل وعيليه”، وبناء تقاطعات عند نقاط الربط مع الطريقين 60 و90، ونظرًا إلى أن نظام الطرق واسع ومتدفق، فسيتوسع استخدامه، وسيقلل الازدحام المروري بأجزاء أخرى من الضفة الغربية، كما يقترح المخطط بناء مطار دولي جديد في المنطقة، بحيث يكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، في وادي “هوركانيا” قرب معبر اللنبي، بديلا لمطار عطروت المغلق في القدس المحتلة”، بهدف منع إقامة دولة فلسطينية مستقبلا.

إلى ذلك، فلا تزال مدينة القدس المحتلة في العاصفة، حيث تحتل المرتبة الأولى من بين المدن الفلسطينية التي تتعرض لهجمات الاستيطان، وفي إطار تصاعد معركة تهويد القدس المحتلة، حذرت هيئة أمناء الأقصى، من مخطط للاحتلال يسعى لهدم حي البستان بالكامل لإقامة مشاريعه التهويدية، ودعت إلى حراك فوري للتصدي والمجابهة، خاصة ف ظل سعي الاحتلال لتفريغ مدينة القدس من أهلها لإحداث خلل في التركيب السكاني فيها، وجلب مزيد من المستوطنين إليها.

كما تواصل سلطات الاحتلال عرقلة مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى المبارك، حيث تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلي منع لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة من العمل على ترميم وإعمار المسجد، بعدما هددت جميع موظفيها بالاعتقال إذا باشروا أعمالهم، وذلك بهدف حسم معركة القدس المحتلة لصالح التهويد وجماعات “الهيكل” المزعوم.

وتضع سلطات الاحتلال قيودًا مشددة على إدخال المواد والمعدات اللازمة لذلك، رغم حاجة المسجد الملحة إلى ترميم بنيته التحتية وتطوير شبكات المياه والكهرباء والإطفاء، وغيرها، وقد حذرت هيئات مقدسية من أن يؤدي منع الترميم إلى انهيارات خطيرة في أساسات المسجد.

تطهير عرقي

وضمن المشاريع الاستيطانية الخطيرة، صادقت الحكومة الإسرائيلية على إقرار ميزانية بـ120 مليون شيقل (33 مليون دولار) على امتداد 3 سنوات، ضمن مشروع قرار، يهدف إلى السيطرة على المناطق الأثرية في الضفة الغربية، والذي قدّمه وزير التراث، الحاخام أميحاي إلياهو، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير السياحة، حاييم كاتس، حيث تقع تلك المواقع في المناطق المصنفة “ج”، حسب “اتفاقية أوسلو”، وذلك ضمن مساعي حكومة اليمين لتوسيع الاستيطان، والسيطرة على مناطق “ج”.

وقد برز التقرير الذي كشف مدى التغول الاستيطاني الذي مارسته حكومة اليمين، من خلال إقرارها خلال ستة أشهر فقط من عملها على 12855 وحدة استيطانية، أي أكثر من ثلاثة أضعاف جميع الوحدات المصادق عليها في الثلاث سنوات الماضية، في الوقت الذي قامت فيه بهدم 300 منشأة فلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، بني عدد منها بتمويل من الاتحاد الأوروبي، فيما لا تزال تخطط فيه هذه الحكومة لتوسيع الاستيطان وتعميقه.

وضمن تلك الخطط كانت حكومة الاحتلال اليمينية، إذ قررت إقامة مستوطنة جديدة بين بلدات فلسطينية في قلب القدس، وتشمل بناء 450 وحدة سكنية جديدة، ضمن مخطط أولي، يهدف في نهايته إلى تحويل هذه المستوطنة الصغيرة إلى واحدة كبيرة، كباقي المستوطنات التي تبتلع أراضي القدس والضفة، بزعم كاذب بأن الأراضي ملكية لليهود.

ويترافق هذا الهجوم الاستيطاني الخطير، مع تواصل جرائم التطهير العرقي، التي تركز على التجمعات البدوية بهدف تهجير سكانها، من أراضيها ومراعيها ونقلها إلى المستوطنين. وفي هذا السياق، أصدرت سلطات الاحتلال أمرا عسكريا بمنع دخول أراض تقع قرب معسكر لجيش الاحتلال جنوب شرق قرية الجفتلك، تقدر مساحتها بنحو 150 دونما، وفي الوقت ذاته قامت سلطات الاحتلال بإجراء عملية “تهجير قسري” لتجمع البقعة البدوي، الذي عانى خلال الأسابيع الأخيرة من اعتداءات المستوطنين اليومية، والتي كان مصدرها إحدى البؤر الاستيطانية السبع التي أقيمت في أعقاب عنف المستوطنين في قرية ترمسعيا، لينضم هذا التجمع إلى تجمع راس التين وتجمع عين سامية المجاورين اللذين تم تهجيرهما عن أراضيهما.

الطرق الالتفافية

وفي إطار تهيئة البنى التحتية المناسبة لخطط الضم، التي تعمل عليها حكومة الثلاثي الفاشي في إسرائيل، ذكر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال أقامت على مدخل بلدة حوارة الشمالي ومفترق مستوطنة يتسهار جسراً لطريق التفافي بدأ العمل به عام 2021، يهدف إلى ربط المستوطنات والبؤر الاستيطانية المحيطة بمدينة نابلس وهي “براخا وايتمار وايلون موريه ويتسهار”، بالمدن الإسرئايلية من دون الحاجة إلى المرور بمناطق فلسطينية مأهولة بالسكان.

وجاء ذلك في وقت يترقب فيه أن تفتتح وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغف، الطريق الالتفافي الذي يلتف على مخيم العروب وقرية بيت أمر في محافظة الخليل على شارع رقم 60 الذي يبدأ في الناصرة شمالا، مرورا بجنين ورام الله والخليل في الضفة الغربية، وصولا إلى بئر السبع جنوبا، حيث تعتبر هذه الطرق الالتفافية إحدى أدوات الاحتلال المستخدمة في تنفيذ سياسة فرض الوقائع على الأرض وتشكيل جغرافيا الضفة الغربية.

ويترافق ذلك مع إعلان بلدية الاحتلال في القدس عن انتهاء المرحلة الأولى من مشروع ربط مستوطنات القدس الشرقية المحتلة مع مستوطنات الغور عبر الشارع الأميركي، حيث تعمل البلدية بالتعاون مع الوزارات المختلفة في الحكومة ومجلس التجمعات الاستيطانية على إنجاز شبكة طرق التفافية تنقل المستوطنين بحرية من المستوطنات والبؤر الاستيطانية في شمال وجنوب الغور نحو القدس الشرقية ومستوطنات الوسط، من دون عوائق وبعيدا عن التجمعات والقرى والأحياء الفلسطينية.

وقد أشار المكتب الوطني إلى أن أخطر تلك الطرق الالتفافية، هي طريق حوارة الالتفافي (مفترق زعترة)، وطريق العروب الالتفافي، ونفق قلنديا وطريق اللبن الغربية الالتفافي، وطريق النبي إلياس الالتفافي، وطريق الطوق الشرقي في القدس، وطريق 60 الالتفافي، وطريق غوش عصيون الشرقية.

وفي سياق شرعنة المزيد من البؤر، رفضت الحكومة الإسرائيلية في ردها على التماس للمحكمة العليا إخلاء معهد لتدريس التوراة في البؤرة الاستيطانية العشوائية “حوميش” على أراضي قرية برقه في محافظة نابلس، الأمر الذي يؤكد تورطها في إعادة المستوطنين إلى البؤرة.

وفي إجراء عنصري إسرائيلي، قامت شركة المياه الإسرائيلية “ميكروت” بتخفيض كميات المياه المزودة لمحافظتي الخليل وبيت لحم، حيث حذرت سلطة المياه الفلسطينية من استمرار هذه السياسة العنصرية، التي تمنع الفلسطينيين من استغلال مواردهم الطبيعية، خصوصا المياه، وتجبرهم على تعويض النقص بشراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية “ميكروت”.

هجمات إرهابية

وفي سياق الاعتداءات اليومية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين، أجبرت سلطات الاحتلال مواطنا من حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب القدس المحتلة، على هدم منزله ذاتيا، كما سلمت خمسة إخطارات بوقف العمل والبناء في قرية ياسوف شرق سلفيت، إضافة إلى قيامها باقتلاع عشرات الأشجار المثمرة من أراضي قرية حوسان، غرب بيت لحم، كما جرفت أراضي زراعية في قرية بيرين جنوب الخليل، وجرفت أيضا مئات الأشجار في منطقتي الهردش، وأبو طي شرق بلدة ترقوميا، وأوقفت العمل في توسعة الشارع الرئيس الموصل إلى قرية الرشايدة، شرق بيت لحم، وهدمت أيضا مساكن ومنشآت زراعية وخزانات مياه في بلدة السواحرة جنوب القدس المحتلة.

أما المستوطنون فقاموا بشكل متعمد برعي مواشيهم في أراضي المواطنين ومزروعاتهم، بمسافر يطا جنوب الخليل، وفي هجوم آخر أصيب عدد من المواطنين بجروح وكدمات، جراء اعتداء المستوطنين على عدة مناطق في مسافر يطا، جنوب الخليل، كما اقتحموا التجمعات البدوية في منطقة المعرجات شمال مدينة أريحا، وضخ مستوطنون مياها عادمة في أراض زراعية ببلدة نحالين، غرب بيت لحم.

كما أضرم مستوطنون النيران في أراضي قرية بورين جنوب نابلس، كما أحرقوا أربع مركبات وخطّوا شعارات عنصرية في قرية أبو غوش، غرب القدس المحتلة، وهاجم آخرون من مستوطني “يتسهار”، بحماية جنود الاحتلال منزل “أم أيمن صوفان” في بورين، وفي سلفيت هاجم مستوطنون مركبات المواطنين عند مدخل قرية حارس، وفي رام الله، هاجم مستوطنون مركبات المواطنين عند مدخل قرية بيتين الغربي، قرب مدخل مدينة البيرة الشمالي، كما أتلف مستوطنون محاصيل زراعية شرق يطا جنوب الخليل، ورعَوا ماشيتهم في أراضي المواطنين، بحماية قوات الاحتلال، فيما اقتلع آخرون عشرات أشجار الكرمة، ودمروا محاصيل زراعية، في منطقة البويرة شرق الخليل، فيما اقتحم عشرات المستوطنين، البلدة القديمة من القدس المحتلة، بمسيرة استفزازية، رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية، ورددوا هتافات مناهضة للمواطنين المقدسيين.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى