لوبوان: الاتحاد الأوروبي وتونس.. صفقة هجرة على الطريقة التركية
عربي تريند_ توقفت مجلة ‘‘لوبوان’’ الفرنسية عند مذكرة التفاهم التي وقّعت عليها تونس والاتحاد الأوروبي في قصر قرطاج الأحد، لإرساء ‘‘شراكة استراتيجية وشاملة’’ تركز على مكافحة الهجرة غير النظامية ومجالات التنمية الاقتصادية.
وذكّرت المجلة أنه في خضم الحرب الأهلية السورية وإلقاء الملايين من اللاجئين بأنفسهم على طرق الهجرة غير الرسمية، وقّع الاتحاد الأوروبي وتركيا اتفاقية في 18 مارس 2016، التزمت بموجبها أنقرة بوقف وصول المهاجرين إلى اليونان، وكذلك باستعادة المهاجرين غير النظاميين وأولئك الذين تم رفض طلبات لجوئهم، وذلك مقابل حصولها على ستة مليارات يورو أوروبا.
تم تطبيق الاتفاقية، حيث تراجع عدد المهاجرين إلى اليونان عبر تركيا من 200 ألف مهاجر بين ديسمبر عام 2015 ومارس 2016، إلى نحو 3500 مهاجر في نفس الفترة من العام الموالي. تم تجديد الاتفاقية في عام 2022 مقابل ثلاثة مليارات يورو. ويوجد في تركيا الآن نحو أربعة ملايين لاجئ. ويمكن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخدام ‘‘سلاح الهجرة’’ حسب احتياجاته كما تقول ‘‘لوبوان’’.
وأوضحت المجلة أن الثلاثي الأوروبي المتمثل في رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، وصلوا إلى تونس، أمس الأحد، للمرة الثانية في غضون شهر، في سياق مليء بالعنف ضد مواطنين من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تمت مهاجمتهم في مدينة صفاقس بعنف، بينما اقتادت قوات الأمن أكثر من ألف منهم إلى منطقة عازلة على الحدود مع ليبيا.
وتابعت المجلة التوضيح أنه إذا كانت الصور والشهادات صادمة، فلم يصدر أيّ رد فعل أوروبي، ولا من الاتحاد الإفريقي. بالنسبة لبعض المراقبين، فإن ‘‘مطاردة المهاجرين’’ هذه تهدف إلى إرضاء القادة الأوروبيين، والذين يعد صمتهم في المقابل دليلا على ذلك. غير أن الحجة غير مقبولة، لأن غضّ أوروبا الطرف عن العنف ضد المهاجرين في تونس لم يمنع نحو 6 آلاف منهم من الوصول إلى إيطاليا في الفترة من 3 إلى 9 يوليو الماضي، وهو أعلى رقم أسبوعي في العام.
قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، إن الاتفاق مع تونس ‘‘خطوة جديدة مهمة للتعامل مع أزمة الهجرة بطريقة متكاملة’’، داعية الرئيس التونسي للمشاركة في مؤتمر دولي حول الهجرة تستضيفه روما الأحد المقبل. بدوره، اعتبر نظيرها الهولندي روته، أن الاتفاق سيتيح ‘‘التحكم بشكل أفضل في الهجرة غير النظامية’’.
أما الرئيس التونسي، فقد دعا إلى ‘‘اتفاق جماعي بشأن الهجرة غير الإنسانية وعمليات التهجير (القسري) التي تقوم بها شبكات إجرامية’’، قائلاً ‘‘إن التونسيين أعطوا هؤلاء المهاجرين كل ما يمكن تقديمه بكرم غير محدود’’.
وكان الرئيس التونسي قد واجه انتقادات شديدة بسبب الطريقة التي تم بها توقيف مئات المهاجرين في بلاده، ثم ‘‘ترحيلهم’’ إلى مناطق على الحدود مع الجزائر وليبيا، وفقا لمنظمات غير حكومية.