العالم تريند

تركيا تستعد لجولة الإعادة الرئاسية بعد حملة تركزت على استقطاب القوميين

 عربي تريند_ تستعد تركيا لجولة الإعادة الرئاسية، يوم الأحد، بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال قليجدار أوغلو بعد حملة انتخابية لأسبوعين ركّز فيها الطرفان في خطابهما على استقطاب الأصوات القومية التي قد تكون حاسمة في ترجيح كفة أحدهما. لكنّ المعارضة، التي كانت تعتقد قبل انتخابات 14 مايو أنها ستتمكن من إنهاء حكم حزب العدالة والتنمية، تخوض هذه الجولة وهي مصابة بخيبة أمل جراء نجاح التحالف الحاكم في السيطرة على أكثرية البرلمان الجديد وتقدم أردوغان على قليجدار أوغلو بنحو خمس نقاط مئوية في الجولة الأولى. على العكس من ذلك، يشعر أردوغان بثقة كبيرة هذه المرة في قدرته على الفوز بولاية رئاسية ثالثة على التوالي. توجّه أردوغان، الجمعة، في رسالة إلى الشعب التركي حثّهم فيها على تحويل 28 مايو إلى يوم “للنصر”. وقال أردوغان: “نريد لكل فرد من شعبنا أن يأخذ مكانه في هذه المسيرة المباركة، بغض النظر عن أصله أو معتقده أو طائفته أو تفضيله السياسي.. نحن في انتظارك لتكون معنا لتحويل ليلة 28 مايو إلى بداية جديدة”.

تخوض المعارضة هذه الجولة وهي مصابة بخيبة أمل جراء نجاح التحالف الحاكم في السيطرة على أكثرية البرلمان الجديد وتقدم أردوغان على قليجدار أوغلو بنحو خمس نقاط مئوية في الجولة الأولى

ستكون هذه المرّة الأولى التي تختبر فيها تركيا جولة إعادة رئاسية منذ أن أصبح انتخاب رئيس الجمهورية يتم عبر الاقتراع العام بدلاً من اختياره في البرلمان كما كان الحال سائداً لعقود طويلة. لكنّ أردوغان، الذي لم يستطع الفوز في الجولة الأولى بسبب حاجته إلى أقل من نصف في المئة من الأصوات الإضافية، يبدو الأوفر حظاً للفوز في جولة الإعادة خصوصاً بعد تلقيه دعماً من المرشح الرئاسي الثالث سنان أوغانو الذي حصل في الجولة الأولى على 5.17% من أصوات الناخبين. مع ذلك، فإن هذه الكتلة أصبحت مقسمة في جولة الإعادة بين أردوغان وقليجدار أوغلو بعد قرار حزب “النصر” القومي المتشدد دعم قليجدار أوغلو.

وانتقد أوغان، في مقابلة مع قناة “تي آر تي” الحكومية، الخميس، اتفاق حزب النصر مع قليجدار أوغلو، مؤكداً أن دعمه لأردوغان لم يكن مقابل شيء. وقال: “لم تكن هناك صفقة أبدًا. لقد كان اجتماعا متحضرا للغاية. لم يكن اجتماعا للمساومة، بل اجتماعا لمستقبل تركيا.. قدمنا ​​أولى أولوياتنا وتوصلنا إلى توافق على أساس مبادئنا”.

ولأن الجولة الثانية ستكون الفرصة الأخيرة للمعارضة لحرمان أردوغان من ولاية أخرى تمتد لخمس سنوات إضافية، لا يزال قليجدار أوغلو يُظهر قدرته على التحدي. وعكس المد الانتخابي الذي ظهر في انتخابات 14 مايو، وعد قليجدار أوغلو الأتراك، الجمعة، باتخاذ إجراءات اقتصادية لمساعدتهم في مواجهة الديون في حال وصل إلى الرئاسة. كما واصلت أحزاب المعارضة ووسائل الإعلام التابعة لها إظهار روح معنوية كبيرة لتشجيع الناخبين المعارضين المُحبطين على الذهاب مرّة أخرى إلى الصناديق.

كتب إسماعيل كوكو كايا، وهو صحافي معارض في قناة “خلق”، أن فرص أردوغان وقليجدار أوغلو في جولة الإعادة متساوية. وأضاف “إنها مباراة جديدة.. لا يوجد فرق يجب أن يحدث بينهما. من يحصل على أصوات أكثر من خصمه سيفوز.. وصل أردوغان إلى أقصى مستوى يمكن أن يصل إليه مع 49.5 في المئة في 14 مايو. 49.5 في المئة من المشاركين. هناك ما لا يقل عن 10 ملايين ناخب يستطيع قليجدار أوغلو إقناعهم وتشجيعهم على المشاركة في الانتخابات”.

رغم أن استطلاعا مستقلا للرأي أجري في اليومين الماضيين توقع فوز أردوغان بنسبة تصل إلى 53% من الأصوات، إلآّ أنّه يبقى من الصعب تقدير التأثيرات المحتملة للتحالفات الجديدة التي ظهرت بين الجولتين الأولى والثانية خصوصاً مع تشتت الأصوات القومية بين المعسكرين الحاكم والمعارض.

كتب برهان الدين دوران في مقاله بصحيفة “صباح” المقربة من الحكومة: “هناك ثلاثة أمور مجهولة.. تأثير فصل خيارات أوغان وحزب النصر على ناخبي تحالف الأجداد، وتداعيات الخطاب القومي المتشدد لقليجدار أوغلو، ومدى قدرة أردوغان وقليجدار أوغلو على حشد ناخبيهم”. مع ذلك، يرى دوران أن تشتت الأصوات القومية يمنع كلا التحالفين من الحصول على زخم كبير في جولة الإعادة. بينما يُراهن أردوغان على دعم أوغان من أجل الحصول على أصوات قليلة إضافية لضمان الفوز، يُعول قليجدار أوغلو على خطابه القومي المتشدد الجديد لجذب الأصوات القومية اليمينية التي دعمت أوغان في الجولة الرئاسية الأولى.

بينما يُراهن أردوغان على دعم أوغان من أجل الحصول على أصوات قليلة إضافية لضمان الفوز، يُعول قليجدار أوغلو على خطابه القومي المتشدد الجديد لجذب الأصوات القومية اليمينية التي دعمت أوغان في الجولة الرئاسية الأولى

في مسعى لحث الناخبين الأكراد على التصويت بكثافة لصالح قليجدار أوغلو في جولة الإعادة رغم تحالفه مع القوميين المتشددين، وجه الرئيس المشارك السابق لحزب “الشعوب الديمقراطي” الكردي المعتقل صلاح الدين ديميرطاش دعوة للناخبين لدعم مرشح المعارضة. وحذر دميرطاش، المعتقل منذ ست سنوات بتهم دعم الإرهاب، في رسالة نُشرت على حسابه في تويتر الجمعة، من أن إعادة انتخاب أردوغان ستؤدي إلى “كارثة”. وقال: “إذا لم يكن هناك تغيير من صندوق الاقتراع، فستكون كارثة في الاقتصاد والديمقراطية. لم تعد هناك جولة ثالثة من هذا العمل! لنجعل السيد قليجدار أوغلو الرئيس، دع تركيا تتنفس”.

تتطابق دعوة دميرطاش مع بيان الدعم الجديد الذي أصدره الخميس حزب الشعوب للتصويت ضد الرئيس أردوغان في جولة الإعادة، رغم أن البيان لم يحث الناخبين صراحة على التصويت لصالح قليجدار أوغلو. يسعى الحزب الكردي إلى الحذر أكثر هذه المرة في إظهار الدعم الصريح لقليجدار أوغلو لعدم إزعاج الناخبين القوميين المتشددين الذين تحاول المعارضة استقطابهم في هذه الجولة.

إذا ما نجحت استراتيجية قليجدار أوغلو الجديدة في الحفاظ على نسب التأييد الكردي له على غرار ما كانت عليه في الجولة الأولى وفي استقطاب كتلة من الأصوات القومية المتشددة، فإنه قد يُحسن فرصه في جولة الإعادة ، لكنّ ذلك لن يكون كافياً له لأنه سيكون بحاجة إلى كل أصوات الكتلة التي دعمت مرشح تحالف “الأجداد” سنان أوغان، والبالغة 5.17% من أجل عكس المد الانتخابي لصالحه في جولة الإعادة، وهو ما يستبعده الكاتب التركي برهان الدين دوران الذي رجّح أن يُصوت جزء من هذه الكتلة للرئيس رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى