العرب تريند

مجلة بريطانية: الخرطوم مدينة أشباح والمعركة عليها قد تقود إلى حرب قبلية

عربي تريند_ تحت عنوان “مدينة أشباح”، نشرت مجلة “إيكونوميست” في عددها الأخير مقالا حول المعركة على الخرطوم، العاصمة السودانية، ويرى البعض أن الانقسام العميق في السودان قد يقود إلى حرب قبلية.

وقالت المجلة: “يوم آخر.. اتفاق إطلاق نار آخر، وبالنسبة للعدد المتناقص من سكان العاصمة، فقد أصبح الوضع شكلا معهودا، فآخر هدنة بين الطرفين المتحاربين والتي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن قبل منتصف 24 نيسان/ أبريل، كان من المفترض أن تستمر لمدة 72 ساعة، وفي اليوم التالي، سمع السكان مرة أخرى إطلاق نار كثيفا وانفجارات”.

وتضيف المجلة أن المدينة ومنذ 15 نيسان/ أبريل، تحولت إلى مركز معركة بين رمزين عسكريين قويين في السودان، الجنرال عبد الفتاح البرهان، حاكم البلاد الفعلي منذ الانقلاب عام 2019، ومحمد حمدان دقلو، أمير حرب وقائد قوات الدعم السريع، وهي وحدة شبه عسكرية خرجت من عباءة ميليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم إبادة في دارفور.

وخلف القتال المندلع بين الرجلين للسيطرة على البلاد، مئات القتلى بين المدنيين والجرحى والمشردين. وهناك مخاوف من أن يدمر الجنرالان المدينة ويسووها بالتراب.

وفي الأيام التي سبقت اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، تم إجلاء كل الدبلوماسيين الأجانب. وقامت القوات الأمريكية الخاصة، بإجلاء 100 من طاقم السفارة في أقل من ساعة يوم 22 نيسان/ أبريل. وقام سلاح الجو البريطاني بنفس الشيء في اليوم التالي.

وفي 24 نيسان، وصلت قافلة من عمال الإغاثة إلى ميناء بورتسودان. كما تعرضت قافلة فرنسية للهجوم، ونُهبت القافلة القطرية في الطريق.  وفرّ آلاف المدنيين السودانيين أيضا، بعضهم ذهب بالحافلات إلى دول الجوار مثل مصر، حيث تجمع عدد كبير منهم على الحدود، فيما فرّ آخرون إلى الأرياف.

واختار المحلل السياسي حامد خلف الله، البقاء في العاصمة مع عائلته. لكنه يعتقد أن ثلث السكان قد غادروا المدينة. أما من بقوا، فهم في خطر الموت “جوعا أو برصاصة” كما يقول أحد السكان الخائفين.

والسبب هو أن قوات الدعم السريع احتلت البيوت واستخدمتها كمتاريس، وتم تحويل مناطق بكاملها إلى رماد وأغلقت البنوك. وتم نهب المستشفيات وقصفها. وتتناقص المواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية بشكل مستمر.

واشتعل إقليم دارفور في غرب السودان وهو بلد حميدتي وقوات الدعم السريع، واجتاز حوالي 20 ألف سوداني الحدود مع تشاد، وأدى القتال حول مدينة الجنينة لمقتل حوالي 200 شخص، وأُجبر الآلاف على الفرار من بيوتهم في الأيام الأخيرة.

ودعت الشرطة المدنيين للتسلح والدفاع عن أنفسهم. وفي جنوب دارفور استفادت مليشيات مرتبطة بقوات الدعم السريع من الفراغ الأمني وهاجمت الناس في بيوتهم، كما يقول محمد عثمان البردي، من منظمة حقوق إنسان مركزها في الجنينة. ويتوقف الجنود من القوات النظامية  ويضربون أبناء القبائل العربية المرتبطين بقوات الردع السريع. وهذه علامة مثيرة للقلق، حيث حذر قائلا: “الحرب القبلية قادمة”.

وفي 24 نيسان/ أبريل، حذر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، مجلسَ الأمن لعمل ما بإمكانه و”منع السودان من الوقوع في الهاوية”.

ووسط الظلام، هناك بارقة أمل، ففي الفاشر عاصمة شمال دارفور، توصل القادة الدينيون والناشطون المحليون إلى هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع. وخلال الهدنة الأخيرة، توقف القتال قليلا في الخرطوم. وفي 22 نيسان/ أبريل اقترح البرهان جلوس الطرفين والتفاوض. ولكن من الصعب تصديق أنه جاد، وبعد نصف يوم من اتفاق وقف إطلاق النار، عادت المسيّرات للأجواء، وبدأت بقصف العاصمة من جديد.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى