العالم تريند

 باحث بارز يدعو لضربة عسكرية إسرائيلية محدودة ضد إيران

عربي تريند_ دعا تشاك فرايليخ، نائب سابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، لعملية عسكرية محدودة ضد إيران، بهدف كسب الوقت، من خلال دفع المجتمع الدولي للتدخل فعلياً لوقف السباق الإيراني نحو سلاح نووي، مستبعداً اندلاع مواجهة كبيرة في المنطقة تخشاها الولايات المتحدة.

فرايليخ: ومن المعقول أن سوريا تسعى لاستئناف العمل في برنامجها النووي الذي أحبطته إسرائيل في دير الزور في سنة 2007.

 ويقول تشاك فرايليخ، في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن تسعة رؤساء للحكومة الإسرائيلية، من إسحاق رابين وصولاً إلى بنيامين نتنياهو، حلموا بهجوم أمريكي ينهي البرنامج النووي الإيراني مقابل خمسة من الرؤساء الأمريكيين، من الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء، من بيل كلينتون وصولاً إلى جو بايدن، بدّدوا هذه الآمال. ويقول إنه في المستقبل أيضاً، يبقى احتمال حدوث عملية عسكرية أمريكية ضئيلاً ومحدوداً، وكسيناريو متطرف مستبعد، منوهاً إلى أن الولايات المتحدة تركز على مشكلاتها الداخلية، وعلى التهديدات من الصين وروسيا، وعلى أزمة المناخ، ولا وقت لديها لمواجهة تحديات كبيرة أُخرى، إلا إذا فُرضت عليها.

وعن ذلك يضيف: “وفقاً للتقارير، مؤخراً، بعثت الولايات المتحدة برسائل إلى إسرائيل بشأن نيتها التوصل إلى حل سياسي مع إيران، على الرغم من كل شيء، بصورة اتفاق مؤقت يعتمد على رفع جزئي للعقوبات مقابل تجميد تخصيب اليورانيوم تحت الدرجة العسكرية 60%. هذه الحقيقة تطرح من جديد مسـألة قدرة إسرائيل على العمل بصورة مستقلة لإحباط البرنامج النووي. في بداية الألفية الثالثة، كان من الممكن التفكير في مصطلحات القضاء على البرنامج النووي، لكن منذ ذلك الوقت، راكمت إيران معرفة لاستئنافه خلال وقت قصير جداً، حتى بعد الهجوم عليه”.

بدائل أخرى

وعلى خلفية ذلك، يرى تشاك فرايليخ أنه في الواقع هناك بدائل أُخرى، والمقصود مخاطرة ليست صغيرة، ويجب القيام بها بعد استنفاد كل الوسائل، وبعد أن توشك إيران على تخطّي العتبة النووية. ويسوّغ مقترحه بالقول إن العقيدة الأمنية الإسرائيلية اعتمدت دائماً على مزيج من الردع والحسم العسكري، عندما يكون الهدف كسب الوقت، ونادراً ما نجحت إسرائيل في وضع حد للتهديدات: الهجوم على المفاعل النووي في العراق في سنة 1981 أدى إلى تأجيل البرنامج النووي سنوات معدودة فقط، إلى أن دمرته حرب الخليج من جديد. ومن المعقول أن سوريا تسعى لاستئناف العمل في برنامجها النووي الذي أحبطته إسرائيل في دير الزور في سنة 2007.

في المقابل، يقول إنه في هاتين الحالتين، كما في الحروب ضد الدول العربية، حققت إسرائيل الأهداف التي وضعتها لنفسها، وفي محورها كسب الوقت. ويتابع: “أيضاً في الحالة الإيرانية، ستضطر إسرائيل إلى الاكتفاء، على ما يبدو، بالسعي لكسب وقت محدد. ليس من الضروري أن يكون الهدف الحقيقي، كما تتخوف منه الولايات المتحدة، جرّها إلى حرب، بل تعزيز قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات دبلوماسية واقتصادية حاسمة.

فرايليخ: الحافز الذي سيدفع الأطراف إلى التوصل إلى اتفاق يمكن أن يكون الخوف من هجوم إسرائيلي آخر إذا استأنفت إيران برنامجها.

إن الحافز الذي سيدفع الأطراف إلى التوصل إلى اتفاق يمكن أن يكون الخوف من هجوم إسرائيلي آخر إذا استأنفت إيران برنامجها. ومن أجل القيام بعملية محدودة من هذا النوع، فإن قدرات إسرائيل كافية بالتأكيد”.

خوف من مواجهة واسعة

ويشير الباحث لوجود افتراض في الولايات المتحدة بأن عملية عسكرية إسرائيلية ستؤدي إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق، داعياً لعدم تجاهُل مثل هذه الإمكانية والاستعداد لمواجهتها، لكن احتمال حدوثها ضئيل. ويرجح أن يكون الرد الإيراني عليها مدروساً، ومن المحتمل ألّا تتطور الأمور وتخرج عن حدود هجوم محدود على أهداف متفرقة تابعة للولايات المتحدة، أو دول الخليج. ويسوغ تقديراته هذه بالزعم أن إيران دولة متطرفة، لكنها ليست دولة انتحارية، وهي تدرك جيداً موازين القوى. وفي سيناريو تخاطر فيه بالدخول في حرب ضد إسرائيل، فإن الدخول في نزاع عسكري حقيقي مع الولايات المتحدة هو آخر ما ترغب به.

 كما يقول، في هذا المضمار، إنه من أجل سيناريو كهذا -مواجهة كبيرة مع إسرائيل- زودت إيران “حزب الله” بمخزون هائل من الصواريخ والمسيّرات والوسائل القتالية المتطورة. ومن أجل هذا الغرض، هي تبني قدرات في سوريا، ونصبت صواريخ في العراق واليمن.

ويرى أن مثل هذه المواجهة يتلاءم أكثر مع سياسة إيران، ويمكن أن يُستقبل بصورة جيدة في الداخل الإيراني، وفي الساحتين الإقليمية والدولية، وقد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة على عدد من الجبهات في آن معاً. ومن المتوقع أن تتعرض الجبهة الداخلية لدمار بأحجام لم نشهدها من قبل.

ويتابع: “في الواقع، فقط اتفاق سياسي، ولو كان ممتلئاً بالشوائب، يمكن أن يؤدي اليوم إلى تأجيل مهم في البرنامج النووي. وكالعادة، المقصود اختيار البديل الأقل سوءاً. فإسرائيل غارقة في أخطر أزمة داخلية في تاريخها، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي وعدَ بوضع إيران على رأس سلّم أولوياته، مشغول بمحاولة إنقاذ نفسه من حكم المحكمة. وأوضح طيارون واحتياطيون أنهم لن يخدموا حكومة تقوّض الديمقراطية. الشعب منقسم. السعودية والإمارات استأنفتا علاقاتهما مع إيران، ومصر على الطريق، والمحور الإقليمي الذي كانت إسرائيل تطمح إلى بنائه يتفكك. علاقات إيران بالصين وروسيا تتعمق، والأزمة في علاقتنا بالولايات المتحدة عميقة. كل الإستراتيجيا التي بناها نتنياهو انهارت”.

فرايليخ: من أجل سيناريو مواجهة كبيرة مع إسرائيل زوّدت إيران “حزب الله” بمخزون هائل من الصواريخ والمسيّرات والوسائل القتالية المتطورة. وهي تبني قدرات في سوريا، ونصبت صواريخ في العراق واليمن.

ويخلص تشاك فرايليخ للقول إنه “عندما تحين ساعة الحقيقة، وعندما تُستنفد كل البدائل، من المعقول أن تجد إسرائيل نفسها وحيدة في مواجهة إيران وحينئذ، لن يكون أمامها من خيار سوى التحرك عسكرياً، والأمل بأن تنجح في تحريك العمليات السياسية المقترحة”.

 ويضيف: “لا يمكن توقُّع كل شيء مسبقاً. لكن يجب أن يكون واضحاً أن المقصود سيناريو سيئ، بينما البديل الآخر -السماح لإيران بأن تصبح نووية- هو أكثر سوءاً بكثير”.

وقد سبق فرايليخ البروفيسور الإسرائيلي إفرايم عنبار، مدير معهد القدس للإستراتيجيا والأمن، ومحاضر في العلوم السياسية في جامعة بار إيلان في تل أبيب، بالدعوة إلى ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران. ودعا عنبار، في مقال نشر قبل أيام، لاجتياح لبنان مجدداً من أجل ضرب القوة الصاروخية لـ “حزب الله”، معتبراً أن ذلك هو السبيل لوقف مسيرة إيران نحو حيازة السلاح النووي، وأن القذائف الصاروخية التي أُطلقت على إسرائيل من لبنان في عيد الفصح، هي من عمل المحور الإيراني، على الرغم من أن “حزب الله” لم يتحمل المسؤولية عن الحادث.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى